معهد مصدر يقيم أنشطة تراثية مستدامة احتفاءً باليوم الوطني الأربعين لدولة الإمارات

استضاف الحرم الجامعي لمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا اليوم أنشطة تراثية متنوعة احتفاءً باليوم الوطني الأربعين لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد أقيم الاحتفال بحضور سعادة السفير الأمريكي مايكل كوربين كضيف شرف حيث ألقى محاضرة خاصة بهذه المناسبة، كما شهد الحفل حضور الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر"؛ والدكتور فريد موفنزاده، رئيس معهد مصدر؛ والدكتور جوزيف تشيكي، نائب مدير معهد مصدر؛ وحمزة كاظم، نائب رئيس معهد مصدر للعمليات والشؤون المالية؛ والدكتور لمياء فواز، المديرة التنفيذية للعلاقات العامة في المعهد، وحشدٍ من المسؤولين والطلاب.
وبدأت مراسم الاحتفال بعزف النشيد الوطني الإماراتي من قبل فرقة موسيقى شرطة أبوظبي المكونة من 50 عازفاً، تزامناً مع وصول الضيوف إلى ساحة الحرم حيث يشمخ برج الرياح بارتفاعه البالغ 45 متراً، وهو النموذج العصري للبراجيل التراثية.
وفي محاضرته التي ألقاها في حرم معهد مصدر وحملت بعنوان "دور مصدر والولايات المتحدة في استراتيجيات الطاقة الإقليمية"، قال سعادة السفير مايكل كوربين: "في حين نحتفل بالذكرى السنوية الأربعين لقيام اتحاد دولة الإمارات، من المهم الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة ترتبطان منذ فترة طويلة بعلاقات ديناميكية متعددة الأوجه تقوم على أساس قوي من الشراكة في المجالات الأمنية والسياسية والتجارية والاقتصادية. ولطالما كانت الطاقة والتعليم مجالات رئيسية للشراكة بين البلدين حتى قبل تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة".
وأضاف كوربين: "تواجه منطقة الشرق الأوسط حالياً تحديات كبيرة، ولكنها في نفس الوقت، تنطوي على فرص نمو هائلة. وإن رؤية دولة الإمارات والمسار الذي اتخذته للوصول إلى ما هي عليه اليوم من نمو وتطور، يشكل نموذجاً حريّ ببلدان المنطقة أن تقتدي به لتحقيق تحول فعلي في جهودها التنموية؛ إنه نموذج للتعاون الجماعي وكيفية استخدام الأصول الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية للوصول إلى تغيير إيجابي حقيقي. وقد أضحت دولة الإمارات اليوم تحتل مكانة ريادية بالمنطقة في مجالات عديدة، ومنها الطاقة المتجددة، والتمويل، والتعليم، والإبداع الفكري، والإعلام، والإنشاءات والعلاقات الدبلوماسية. ولا شك أن الطاقة المتجددة تعتبر عنصراً حيوياً ينطوي على إمكانات كبيرة للتطوير والتوسع".
وتابع قائلاً: "يحتاج العالم اليوم إلى مزيد من مبادرات الطاقة النظيفة، مثل مصدر. وعلى الرغم من التحديات الراهنة للاقتصاد العالمي، لا يزال الرئيس أوباما ملتزماً بالعمل على خلق فرص عمل في مشاريع صديقة للبيئة في الولايات المتحدة إلى جانب دعم الجهود الأمريكية للابتكار في قطاع الطاقة المتجددة".
واختتم قائلاً: "على غرار دولة الإمارات، تدرك إدارة الرئيس أوباما أهمية تطوير مصادر جديدة للطاقة، حتى في ظل استمرارنا في الاعتماد على المواد الهيدروكربونية. وفي هذا الصدد، باردت وزارة الطاقة الأميركية إلى تأسيس وكالة أبحاث المشاريع المتقدمة – قسم الطاقة (ARPA/E) لتمويل الابتكار في مجال الطاقة المتجددة. ونعتقد بأنه يوجد أساس جوهري للتعاون بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة في مجال أبحاث وتطبيقات التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة".
يذكر أن وزارة الطاقة الأمريكية كانت قد وقت مذكرة تفاهم مع شركة مصدر للتعاون في مجالات عدة، بما في ذلك الطاقة الشمسية، والتقاط الكربون وتخزينه.
وقال الدكتور فريد موفنزاده: "شكلت الاحتفالات في الحرم الجامعي لمعهد مصدر بمناسبة العيد الوطني الأربعين لدولة الإمارات، حدثاً خاصاً ومميزاً بكل المقاييس؛ فزيارة سعادة سفير الولايات المتحدة ومحاضرته حول الطاقة، والتي أثنى فيها على الدور الذي تقوم به مصدر في مجال الطاقة المتقدمة، أضفت زخماً كبيراً على فعاليات اليوم. ونتوجه بجزيل الشكر إلى سعادة السفير الأمريكي على مشاركته رؤاه القيمة مع أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وكذلك على حضوره لاحتفالات اليوم الوطني".
وكان السفير الأمريكي قد شهد في وقت سابق الاحتفالات التي أقيمت ضمن الحرم الجامعي لمعهد مصدر، حيث قام عدد من طلاب المعهد وأعضاء النادي الإماراتي، بالإجابة عن استفسارات الزوار حول تاريخ دولة الإمارات والعادات والتقاليدها العريقة للمنطقة.
وقد اكتسب حرم معهد مصدر بالكامل مظهراً احتفالياً بهيجاً حيث ازدانت الجدران بصور كثيرة تروي قصة الماضي العريق لدولة الإمارات وتصور مختلف مراحل التطور الاقتصادي الهائل التي عاشتها البلاد منذ تأسيسها قبل أربعين عاماً، في حين قامت شاشة عملاقة بعرض مقاطع فيديو عن العلم الإماراتي. وعلى لوح أبيض تم تركيبته خصيصاً، قام الموظفون والطلاب الإماراتيون بترك بصماتهم الملونة بألوان العلم الوطني.
وجرى أيضاً نصب خيمة بدوية مزينة حيث أتيح للزوار فرصة التقاط الصور التذكارية الفورية، كما قامت سيدة ارتدت ثوباً مصنوعاً من مواد معاد تكريرها بالتقاط الصور مع الضيوف على خلفية مصممة خصيصاً لذلك.
وشهد الحدث إقبالاً كثيفاً من الضيوف على رسم الحناء وركن الطعام الإماراتي، في حين قدمت مجموعة من الراقصين عرضاً خاصاً على أنغام الموسيقى التقليدية في الساحة. كما استضاف الاحتفال صقراً مع مدربه العربي واثنين من الإبل مع مدربيها مما أضفى لمسة صحراوية واقعية على المكان.
وقالت الدكتورة لمياء فواز: "نحن سعداء وفخورون بمشاركة هذه النخبة من الشخصيات البارزة في الاحتفال باليوم الوطني الأربعين لدولة الإمارات في حرم معهد مصدر، مما أضفى طابعاً فريداً على أنشطة الحفل. ولا شك أن الجهود الكبيرة التي بذلها الموظفون والطلاب وأعضاء هيئة التدريس في المعهد، كان لها الفضل الأكبر في إنجاح هذا الحدث وجعله مناسبة لا تنسى بالنسبة للزوار. لقد شكلت هذه الاحتفالات انعكاساً حقيقياً لروح العمل الجماعي، ولا سيما حرص الجميع على التبرع بالمنتجات لأغراض خيرية ومن أجل بناء العلم الوطني. وإننا نرحب دائماً بمثل هذه المبادرات، وكلنا ثقة بأن أبناء الوطن سيواصلون العمل بهذه الروح الجماعية للمضي قدماً في مسيرة التنمية الاقتصادية في ظل التوجيهات الحكيمة للقيادة الإماراتية".
يوفر المعهد لطلابه فرصاً مميزة في شتى ميادين البحوث العلمية، بدءاً بالبحوث النظرية ثم التطبيقية وانتهاءً بمرحلة التسويق التجاري. ويهدف المعهد، عبر ما يوفره من مرافق حديثة للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا النظيفة، إلى الإسهام في دعم التنوع الاقتصادي في الدولة من خلال تطوير الابتكارات التقنية وإعداد الموارد البشرية اللازمة.