"معهد مصدر" يستضيف ندوة بعنوان "استقاء الإجابات من الشبكات الاجتماعية"

نظم "معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا"، المؤسسة الأكاديمية البحثية للدراسات العليا التي تركز على تقنيات الطاقة المتقدمة والتنمية المستدامة، ندوة متخصصة لتسليط الضوء على التحديات المرتبطة باستقاء المعلومات الدقيقة من الشبكات الاجتماعية، لاسيما خلال عملية ’حشد الآراء عبر المشاركة مع الآخرين‘.
وحملت الندوة، التي أدارها فيكتور ناروديتسكي، عنوان ’الحصول على إجابات عبر الشبكات الاجتماعية: التحقق من دقة المعلومات عند استطلاع الرأي العام حول مسألة محددة". وقد شارك أكثر من 25 من الطلبة والباحثين وأعضاء هيئة التدريس في هذه الندوة التي أقيمت بمقر معهد مصدر، كما تضمنت أيضاً جلسة للإجابة عن أسئلة الحضور.
وقال الدكتور جو تشيكي، نائب مدير معهد مصدر: "إن استضافة نخبة من الخبراء البارزين في ندوات كهذه يعتبر جزءاً من مبادرة مصدر المعهد لرفع مستوى الوعي بين الطلاب والمجتمع عامة حول التطبيقات العملية للتقنيات المتقدمة. وباعتبارها مؤسسة أكاديمية تركز على الأبحاث، فإننا نؤكد دوماً على أهمية تسليط الضوء على نتائج الأنشطة البحثية المختلفة في مجال الهندسة والعلوم والتكنولوجيا. ونحن على ثقة بأن الرؤى والأفكار المهمة التي قدمها فيكتور ناروديتسكي في الندوة ستشجع الطلاب على مواصلة الابتكار والسعي إلى التفوق على أنفسهم في مجال البحث العلمي. ويسعدني في هذا المقام أن أتوجه ببالغ الشكر إلى القيادة الحكيمة لدولة الإمارات على توجيهاتهم المستمرة والتي كان لها بالغ الأثر في توطيد مكانة معهد مصدر كمؤسسة أكاديمية بحثية عالمية المستوى".
وفيكتور ناروديتسكي هو باحث حائز على درجة الدكتوراه ضمن مجموعة البروفيسور نيك جينينغز في جامعة ساوثهامبتون في المملكة المتحدة، كما أنه حاصل على شهادة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر تحت إشراف آمي غرينوالد من جامعة براون في رود آيلاند.
وقال ناروديتسكي: "إن للشبكات الاجتماعية دور مهم في تسهيل إجراء البحوث السريعة والعالية الكفاءة، ويتجلى ذلك من خلال قيام الأفراد المشاركين في الأبحاث بمشاركة أبحاثهم مع الأصدقاء. ويطلق على هذا النوع من المصادر ’حشد الآراء عبر المشاركة مع الآخرين‘. ومن خلال هذه العملية، يقوم الفريق الذي يسعى للحصول على المعلومات بالتحقق من صحتها وبالتالي تصفية المشاركات غير الدقيقة قبل أن تصل إلى المركز. وتجدر الإشارة هنا إلى أن مسألة التحقق لا تنحصر فقط بالمسابقة التي أطلقتها وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة (داربا)، بل هي مرتبطة بالأبحاث الجارية عن طريق حشد الرأي، بما في ذلك شرح المحتويات، وتوصيات المستخدمين، والإغاثة من الكوارث".
وساق ناروديتسكي مثالاً عن تحدي البالونات الحمراء الذي أطلقته وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة (داربا)، حيث تم تثبيت 10 بالونات جوية حمراء في أماكن لم يكشف عنها في جميع أنحاء الولايات المتحدة ثم تعين على الفرق المشاركة أن تتنافس لتكون أول من يعثر على جميع البالونات للفوز بالجائزة البالغة 40 ألف دولار أمريكي.
وتعليقاً على الدروس المستفادة من هذه المسابقة من الناحيتين العلمية والعملية، أشار ناروديتسكي إلى أن الفائدة تكمن على الأغلب في الاستراتيجية المختلفة التي اتبعها كل فريق في تحقيق أقصى قدر من الوعي والالتحاق بعملية البحث. وتراوحت الاستراتيجيات بين الاعتماد على مبدأ الإيثار لمساعدة الغير في بحثهم، أو التسويق عبر شبكة الإنترنت إلى الأشخاص ذوي الاهتمام، أو الحوافز المالية.
وأضاف: "إن استقطاب الأشخاص (للمشاركة في التحدي) لم يكن سوى جزء من المسابقة، في شكل الجزء الآخر تحدياً بحذ ذاته إذ تعين على المشاركين تمييز المعلومات الدقيقة من آلاف المصادر. وعلى سبيل المثال، تبين أن غالبية المشاركات التي تلقاها فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا حول مشاهدات البالون خاطئة سواء عن قصد أو بغير قصد. وتبين أن التحقق من دقة المعلومات هو المهمة الأكثر صعوبة، والأكثر استهلاكاً للوقت، بل وقد تكون العامل الأكثر حسماً في المسابقة".
واستطاع فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الفوز عن جدارة في المسابقة، وقد تم مؤخراً تسليط الضوء على آلية التوظيف التي يطبقها المعهد في مقال نشر بمجلة "العلوم" المرموقة تحت عنوان "التعبئة الاجتماعية في الأوقات الحرجة". ومع ذلك، فإنه لا يعرف سوى القليل عن مدى كفاية/فعالية استراتيجية التحقق التي يطبقها فريق المعهد، وكذلك الأمر بالنسبة للفرق الأخرى.
وتعتبر الندوة التي استضافها معهد مصدر وثيقة الصلة إلى حد كبير سواء بقطاع الشركات أو المجتمع عامة في دولة الإمارات. وفقا لشركة المحاماة "دي إل إيه بايبر"، فإن 41% فقط من الشركات التي شملتها الدراسة في دولة الإمارات تتواجد في وسائل الإعلام الاجتماعية، بالمقارنة مع 76% في المملكة المتحدة. كما أن 26% من الشركات الإماراتية التي تتواجد في وسائل الاعلام الاجتماعية، ليس لديها سياسة تحدد للموظفين طريقة التعاطي مع وسائل الإعلام الاجتماعية، بالمقارنة مع 17% في المملكة المتحدة، ما يضع الشركة والعاملين أمام خطر محتمل، وفق ما تقول الدراسة.
يوفر معهد مصدر، الذي جرى تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، لطلابه فرصاً مميزة في شتى ميادين البحوث العلمية، بدءاً بالبحوث النظرية ثم التطبيقية وانتهاءً بمرحلة التسويق التجاري، وذلك بهدف إعداد جيل المستقبل من القادة والمفكرين في قطاع الطاقة المتقدمة والتقنيات النظيفة. ويهدف المعهد، عبر ما يوفره من مرافق حديثة للبحث والتطوير مع نخبة من الطلاب المتميزين، إلى الإسهام في إيجاد الحلول الكفيلة بالتصدي لتحديات الطاقة النظيفة وتغير المناخ.