طالب من معهد مصدر يسلط الضوء على الدور الريادي لدولة الإمارات في مجال الاستدامة خلال قمة بيتسبرغ للريادة الطلابية ومدرسة هيلسنكي الصيفية
تقدم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نفسها اليوم على أنها الوجهة المثالية لتمكين الشباب من المساهمة في بناء أنظمة نقل مستدامة وذكية، حيث تعتبر هذه المنطقة واحدة من أسرع أسواق السكك الحديدية نمواً في العالم، بمشاريع ضخمة تصل قيمتها التقديرية إلى نحو 183 مليار دولار أمريكي.
وعليه، فإنه ليس مستغرباً أن يسعى طلاب معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا وأعضاء برنامج التوعية التابع للمعهد القادة الشباب لطاقة المستقبل، إلى استكشاف طرق مختلفة لتسليط الضوء على الدور الريادي الذي تضطلع به دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الاستدامة.
وفي حين تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة سوقاًصاعدة في مجال شبكات السكك الحديدية، ترمي استراتيجية أبوظبي على المدى البعيد إلى توفير نظام بديل وفعال وسهل الاستخدام للسياراتالخاصة، مع تشجيع استخدام وسائل النقل العامة.
وقد شكّل ذلك السبب الرئيسي وراء مشاركة محمد الشرهان، وهو طالب في برنامج هندسة وإدارة النظم وعضو برنامج القادة الشباب لطاقة المستقبل، في مدرسة هلسنكي الصيفية للنقل 2012 بجامعة آلتو في فنلندا. واشتملت هذه المشاركة أيضاً على زيارة إلى موقع بناء مترو هلسنكي، حيث يجري العمل حالياً على تمديد الخط الحالي ليصل إلى إسبو في الغرب، وفانتا وسيبو في شمال شرق البلاد.
ويعتقد الشرهان، وهو الطالب الوحيد المشارك من دولة الإمارات العربية المتحدة، أن التحاقهبالمدرسة الصيفية في هلسنكي قد أضاف قيمة كبيرة إلى بحثه الذي يجريه في معهد مصدر حول النقل العام في أبوظبي: إمكانات إنشاء نظام مستدام للنقل العام.
وقال الشرهان: "تمرّ دولة الإمارات العربية المتحدة حالياًبمرحلة انتقالية بالغة الأهمية في ضوء المشاريع التنموية المختلفة التي تشهدها البلاد، ولا سيما في مجال النقل. ورغم أن البلاد تمتلك شبكة متطورة للنقل العام، إلا أنها تقتصر بشكل رئيسي على الحافلات العامة. وفي هذا الصدد، تظهر خطة النقل المستقبلية أن أبوظبي ماضية في مساعيها إلى بناء نظام متطور للنقل العام في الإمارة".
وأضاف الشرهان: "أتاحت لي المشاركة في دورة هلسنكي فرصة الاطلاع بشكل معمق على هذا المجال. وأعتقد أن حضور هذه المدرسة الصيفية قد أثرى خبرتي ومعرفتي، فضلاً مساعدتي في البحث الذي أعمل عليه. وبالإضافة إلى ذلك، وفرت لي هذه المشاركة فرصة التفاعل والتعرف على العديد من الطلاب والخبراء من أفضل الجامعات والمؤسسات في جميع أنحاء العالم، وكذلك المساهمة في تعريف المجتمع الدول بمعهد مصدر".
ومن أجل أن تكون مساهمته قوية وفعالة، التحق الشرهان أيضاً بدورة أخرى - الدورة السنوية الرابعة لقمة هيسلبين العالمية للريادة الطلابية 2012 في بيتسبرغ بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد انضم الشرهان إلى مجموعة من أبرز 50 طالباً من جميع أنحاء العالم لاكتساب المزيد من المعرفة حول كيفية تعزيز قدرته على الابتكار والالتزام بأخلاقيات العمل. وعقب لقاءاته مع العديد من الأخصائيين والقادة الذي ينتمون إلى ثقافات وبلدان مختلفة، يعتقد الشرهان أن التواصل والتبادل الثقافي هو أفضل وسيلة للتعلم، بالإضافة إلى العلوم.
وقد أعرب الشرهان، الذي أنهى بنجاح أيضاً دورته حول القيادة، عن ثقته بأنه يمتلك الآن من الإمكانات مايجعله قادراً على خدمة دولة الإمارات العربية المتحدة والمجتمع العالمي من خلال الدروس الهامة التي تعلمها خلال قمة بيتسبرغ وجامعة آلتو.
وتابع الشرهان قائلاً: "بصفتي عضواً في برنامج القادة الشباب لطاقة المستقبل وطالباًفي معهد مصدر، فأنا أعتبر نفسي سفيراً لكلا الطرفين. لذلك، حرصت على أن أقدم للجمهور في بيتسبرغ وهلسنكي الصورة الحقيقية عن دولة الإمارات وإمارة أبوظبي التي تسعى إلى بناء مدينة مصدر وتسليط الضوء على الحاجة إلى اعتماد الطاقة المتجددة وأسلوب الحياة المستدامة. وقد أعرب جميع من حضر عن إعجابهم وتأثرهم بحقيقة أن هناك مدينة مستدامة تنبثق من وسط الصحراء العربية".
وبحسب تقرير صادر عن خدمة ميد إنسايت (MEED Insight)، تعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واحدة من أسرع أسواق السكك الحديديةنمواًفي العالم، بمشارع تبلغ قيمتها التقديرية 183 مليار دولار. ويضيف التقرير أنه بعيداًعنمترو الدوحة (41 مليار دولار) وميترو الكويت المكوّن من ثلاثة خطوط (7 مليار دولار) في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، تخطط أبوظبي لمد شبكة من السكك الحديدية بطول 700 كليومتر وباستثمارات تصل إلى 10.89 مليار دولار وستكون مخصصة بشكل رئيسي لنقل البضائع بسرعة تتراوح بين 150 – 160 كيلومتر في الساعة.
يذكر أن برنامج القادة الشباب لطاقة المستقبل يتيح للمشاركينفرص غير مسبوقة للتواصلمعقادة عالميين كبار، ومديرين تنفيذيين لكبرى الشركات، وأكاديميينعاملينفي مجال الطاقة البديلةوالاستدامةمن خلالفعاليات من قبيل القمة العالمية لطاقةالمستقبل في أبوظبي، وغيرها من الفعاليات الكبرىالتي عقدتعلى مستوى العالم. وقد تم تكليفه البرنامج بتثقيف وإلهام وتمكين الطلاب والمهنيين الشبابليصبحوا قادةفي المستقبلقادرين على إيجاد حلول لمواجهةالتحديات العالميةالأكثر إلحاحاًفي مجال الطاقةالمتقدمة والتنمية المستدامة.