رئيس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT): الاستثمار في الجامعات البحثية هو السبيل الوحيد للنهوض بالابتكار

أكد الدكتور رافائيل رايف، رئيس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، على أن الاستثمار في الجامعات البحثية هو الحل الأمثل لتدعيم ركائز الابتكار لدى أي من الدول، مشدداً على الدور المحوري الذي تلعبه هذه الجامعات في تطوير المعارف الجديدة وبناء رأس المال البشري المتمكن، الأمر الذي يفضي إلى تسريع واستدامة عجلة الابتكار.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها الدكتور رايف بعنوان: "علوم وتكنولوجيا وتعليم عالٍ: الجامعات البحثية محركات الاقتصاد الحديث"، تولى تنظيمها معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا كجزء من برنامج سلسلة المحاضرات المتميزة، وحضرها عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلبة، إلى جانب العديد من الزوار الجهات والأطراف المعنية.
وقال: "تشكل المعارف الجديدة الحجر الأساس الذي تقوم عليه الابتكارات الهامة، غير أن رأس المال البشري يعمد على الاستفادة من هذه المعارف لتطوير تقنيات وحلول مبتكرة، وكذلك تأسيس شركات وخلق فرص عمل جديدة".
وكان في استقبال الدكتور رايف، الدكتور فريد موفنزاده، رئيس معهد مصدر، إلى جانب عدد من كبار مديري شركة مصدر، بالإضافة إلى أعضاء من هيئة التدريس وموظفين وطلبة المعهد. وعقب انتهاء المحاضرة، قام الدكتور موفنزاده بتقديم هدية تذكارية للدكتور رايف بالنيابة عن مجتمع معهد مصدر.
وقد أشاد الدكتور رايف، في معرض محاضرته، بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة الرشيدة التي تتقدم بخطى واثقة في مسيرة البناء والتطوير كونها تتبنى رؤية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، الذي شجع على رفع سوية التعليم ودعم الأنشطة البحثية في الإمارات. كما أثنى على التقدم الكبير الذي يشهده معهد مصدر، حيث قال: "بدأ معهد مصدر كخطوة جريئة يحذوها الأمل، وهو يبرز الآن كمؤسسة أكاديمية متطورة تقود عجلة الأبحاث الرامية إلى ابتكار حلول فعالة تمكنها من مواجهة التحديات الملحة في قطاعي الطاقة والبيئة".
وعبّر الدكتور رايف عن اعتزاز معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) بشراكته مع معهد مصدر ومشاطرته نجاحاته، وشدد على الدور الجوهري الذي تلعبه الجامعات البحثية في إيقاد شعلة الابتكار، لتتجاوز في أهميتها عوامل أخرى كالبنية التحتية الحديثة، أو سن قوانين محكمة تختص بالملكية الفكرية والتجارة، أو التحصل على الرأس المال.
وتناول أيضاً معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) كمثال بارز على الرؤية المتبصرة للاستثمار الحكومي، لافتاً إلى أن هيكلية وثقافة هذا المعهد المرموق الفريدتين قد ساهمتا في ترسيخ دوره الحيوي في عملية الابتكار، كما بيّن أن نهج تكامل "العلم والبحث" الذي اعتمده المعهد كان له بالغ الأثر في الارتقاء بالقدرات الإبداعية لدى المعهد.
وقال الدكتور رايف: "قامت الحكومة الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية بالاستثمار على نطاق غير مسبوق في أبحاث العلوم والهندسة. واستمر الاستثمار في الأبحاث العلمية والتقنية حتى بعد انتهاء الحرب، إذ يتحصل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) الآن على نحو 70% من التمويل اللازم لأنشطته البحثية من المنح الحكومية، وذلك عبر عملية تنافسية تشمل جهات أخرى ساعية وراء المنح.
وأضاف: "لم يكن لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) البروز كمحرك للاقتصاد الأمريكي القائم على الابتكار لولا تبنيه لنهج تكامل العلم والبحث، وتركيز الاهتمام على البحوث الأساسية والتطبيقية على حد سواء، والعمل مع مختلف القطاعات بهدف تشجيع الريادة في الأعمال، والتركيز على إنتاج حلول بمشاركة مختلف التخصصات، وتكوين مجتمع خاص توحده مجموعة من القيم الفريدة".
وخلال حديثه عن إنجازات المعهد على صعيد الابتكار، ذكر الدكتور رايف أن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) قدم 13% من أهم الإنجازات في المعرفة العلمية خلال الأعوام التسعة والستين الأخيرة، وذلك قياساً إلى عدد جوائز نوبل التي نالها. وأضاف أن الفترة بين عامي 2008 و2012 شهدت تسجيل المعهد 859 براءة اختراع في الولايات المتحدة، وتأسيس خريجيه لما يقارب 117 شركة، متفوقاً في ذلك على أي من جامعات العالم الأخرى، ومقدماً برهاناً جلياً على أهمية الاستثمار الحكومي في الجامعات البحثية. وأشار إلى أن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) هو الوحيد منذ العام 1944 الذي يحتل مكانة بين أفضل ست جامعات في العالم، تبعاً لعدد براءات الاختراع وعدد الفوز بجوائز نوبل.
ونوّه إلى أن نحو 15% من تمويل الأنشطة البحثية في المعهد مصدره قطاعات الصناعة، لافتاً إلى أن الحرص على التعامل عن قرب مع هذه القطاعات يضع الجامعات على تماس مباشر مع واقع العالم ومشاكله، ويدفعها للتركيز على التحديات العملية والطويلة الأمد. وأضاف أنه حتى العام 2001، قام 125.000 من خريجي المعهد الذين ما زالوا على قيد الحياة بتأسيس 26.000 شركة عاملة حول العالم، أي شركة لكل 5 خريجين أحياء، وتضم مجتمعة 3.3 مليون موظف.
وأشار الدكتور رايف إلى أن 60% من أعضاء هيئة التدريس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) يشتركون حالياً في نشاط بحثي واحد على الأقل في أي من مختبرات المعهد الخمسين ومراكز أبحاثه والمعاهد التابعة له، وذلك بغية التركيز على ابتكار حلول بمشاركة مختلف التخصصات، وهو نفس النهج المتبع في معهد مصدر. وشدد أيضاً على أن الانخراط في جهود مشتركة يتيح تبادل الأفكار والمعلومات، وهذا يضعنا على السكة الأسرع لتحقيق الابتكار، وبالتالي نمو الاقتصاد.
خلفية عامة
مصدر
تعد "مصدر" مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه لتطوير وتسويق وتطبيق تقنيات وحلول الطاقة المتجددة والبديلة، أسستها حكومة إمارة أبو ظبي في أبريل من سنة 2006. وتشكل الشركة صلة وصل بين الاقتصاد الحالي القائم على الوقود الأحفوري، واقتصاد طاقة المستقبل، حيث تعكف على تطوير الأثر الصديق للبيئة للطريقة التي سنعيش ونعمل وفقها في المستقبل.