معهد قطر لبحوث الحوسبة يختتم برنامجه الصيفي للتدريب

احتفل معهد قطر لبحوث الحوسبة بانتهاء برنامج التدريب الصيفي لعام 2013 وأقام بهذه المناسبة حفلاً ختامياً يوم الأربعاء باستضافة المتحدث الدكتور طارق الفولي من كلية الهندسة في جامعة قطر.
وقد رحب معهد قطر لبحوث الحوسبة في برنامجه التدريبي لهذا الصيف باثنين وعشرين طالباً، ثمانية عشر منهم من جامعات قطرية وأربعة طلاب من خارج قطر، للمشاركة في البرنامج المكثف لمدة ثمانية أسابيع.
وأكد الدكتور أحمد المقرمد، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة، على أهمية هذا البرنامج لتحقيق أهداف مؤسسة قطر في قطاع البحوث والتطوير قائلاً: "نؤمن في معهد قطر لبحوث الحوسبة بأهمية استقطاب الطلبة الشباب من ذوي المهارات البحثية في مجال علوم الحوسبة، ورعايتهم وتطويرهم، من أجل إنجاح عملية التطوير في بلدنا. وقد تم تصميم برنامجنا للتدريب الصيفي لتهيئة هؤلاء الطلبة من خلال العمل مع علماء المعهد لإيجاد حلول للتحدّيات في مجال الحوسبة. وقد كان برنامج التدريب الصيفي لهذا العام أكبر من سابقه، وعمل الطلاب على مشاريع بحثية متنوعة لها أثرها المباشر على المجتمع."
تم إطلاق هذا البرنامج في بداية شهر يونيو من العام الجاري، وذلك في جلسة توجيهية تم من خلالها تعريف الطلاب على معهد قطر لبحوث الحوسبة، وعلى مجالات البحث الهامة ذات الأولوية، وكذلك على المرشدين لهذا البرنامج. وقد عَمِل الطلاب أثناء فصل الصيف تحت إشراف علماء المعهد على اثني عشر مشروعاً بحثياً ليساهموا في تطوير البحوث في مجالات عديدة منها: الحوسبة الإنسانية، والتعرّف الضوئي على الأحرف، والترجمة الآلية للمخاطبة في الاجتماعات، وقواعد البيانات المرنة، ورسم الخرائط الاجتماعية الجغرافية، وتحديد المؤشرات الحيوية لمرض السكري.
وقدم الطلاب نتائج عملهم في الحفل الختامي من خلال جلسة عروض تقديمية، وسنحت لهم الفرصة للإجابة على الأسئلة المطروحة من لجنة التحكيم. وقد تم تكريم هي الطالبة مُنى توفيق المتخرجة حديثاً من جامعة قطر وسيد علي موسوي من جامعة كارنيجي ميللون في قطر مع فريق تكنولوجيا اللغة العربية على مشروع تقييم نُظُم التعرّف الضوئي على الأحرف للوثائق التاريخية العربية، وقد وصفت مني تجربتها خلال أشهر الصيف بالتالي: "هناك برامج تدريبية في أماكن عديدة، وهناك البرامج التدريبية في معهد قطر لبحوث الحوسبة! وخلافاً لأغلب البرامج الأخرى، حيث يقوم المتدربون بملاحقة الموظفين ويتم نقلهم من قسم إلى آخر ليحصلوا على لمحة عامة عن نظام سير العمل، يتم إقحام متدربي المعهد مباشرة في العمل الجدي في مشاريع بحثية متطورة. كافة المرشدين كانوا من العلماء الشغوفين الذين أذهلوننا بعمق معرفتهم وخبراتهم، وقد ألهمنا العمل معهم على الاكتشاف والتعلّم والتعامل مع المفاهيم الجديدة. لقد وفر لنا المعهد بيئة تعليمية رائعة، وشعرنا كمتدربين بانسجام تام مع البيئة العاملة."
بالنسبة لخُزامى الحرمي، وهي طالبة في جامعة قطر، فقد كانت هذه التجربة الثانية لها مع برنامج التدريب الصيفي في المعهد، حيث عملت على مشروع تطبيق تعليم اللغة بمساعدة الحاسوب. وعن تجربتها خلال هذا الصيف قالت: "العمل في معهد قطر لبحوث الحوسبة هو تجربة فريدة من نوعها، وقد تمكنت من خلال العمل من اكتساب العديد من المهارات الجديدة في مجال البحث وتصميم الخوارزميات. وقد حصلت على التشجيع والدعم التامين من المرشدين، وقد شجعتني بيئة العمل المريحة على تقديم أفضل ما لدي، ووجدت حافزاً كبيراً لأن أعمل بجهد أكبر، وساعدتني هذه التجربة على تحديد الفرص المتاحة لمجال تخصصي في دولة قطر."
وعملت سيدرا علم، المتخرجة حديثاً من جامعة كارنيجي ميللون في قطر، على مشروع في المعلوماتية الحيوية مع فريق العلوم والهندسة الحوسبية في معهد قطر لبحوث الحوسبة، وكان تعليقها على هذا البرنامج: "تضمن مشروعي إعداد برنامج حاسوبي لخوارزمي يساعد على التعرّف على الجينات المتعلقة بسلوك الأورام، وقمت بهذا العمل باستخدام البرنامج الحاسوبي MATLAB وهو برنامج يوفر بيئة تسمح بإجراء الحسابات الرقمية عالية المستوى. ومع توجيهات مدربي تعلّمت كيفية التفكير بالمفاهيم بشكل تجريدي قبل البدء بالبرمجة. لقد اكتسبت تجربة تعليمية غنية في معهد قطر لبحوث الحوسبة وأنا سعيدة جداً لحصولي على هذه الفرصة لاستخدام مهاراتي في علوم الحوسبة وتنميتها في تطبيقات عملية."
استمتع المتدربون خلال الأسابيع الثمانية بالرحلات التثقيفية والنشاطات التي تفعيل روح العمل الجماعي، وحصل الطلاب على العديد من الفرص خارج بيئة الفصول الدراسية، بدءاً بجولة خاصة في مكتبة قطر الوطنية إلى لقاء بولينغ مليء بالمتعة وحفل إفطار في فندق الساينت ريجس، حيث سنحت لهم فرصة التواصل ومناقشة حيثيات المشاريع التي يعملون عليها.
وكان أحد المدربين لهذا البرنامج الصيفي هو فرانسيسكو جوزمان هيرنانديز، أحد العلماء في فريق تكنولوجيا اللغة العربية. وصرح قائلاً "هذا هو العام الثاني الذي أشارك فيه كمدرب في برنامج التدريب الصيفي، وقد سررت جداً بمراقبة المتدربين وهم يكتسبون المهارات الجديدة، وكذلك برؤية حماسهم واندفاعهم للعمل، وهذا ما يجعل هذه التجربة مجزية للغاية. برنامج التدريب الصيفي هذا هو تجربة تعليمية جيدة للمدربين أيضاً، فقد تعلمنا كيفية توصيل الأفكار، وكيفية تفويض العمل، وكيفية التعامل مع الآخرين، ولا نزال نتعلم كل يوم باستمرار."
حضر طلاب برنامج التدريب الصيفي لهذا العام من جامعة قطر وجامعة كارنيجي ميلون في قطر وجامعة تكساس إيه آند إم في قطر وكذلك جامعة ويلز في المملكة المتحدة وجامعة الإسكندرية في مصر ومعهد إن إم إيه إم من أودوبي في الهند.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.