صاحبة السمو الشيخة موزا تطلق رسميا مشروع مكتبة قطر الوطنية

تفضلت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع فشملت برعايتها مساء اليوم التدشين الرسمي لمشروع مكتبة قطر الوطنية الجديدة، وذلك في إطار سعي مؤسسة قطر لإطلاق قدرات الإنسان وتحقيق نهضة ثقافية وعلمية تستلهم تراث قطر وتستشرف مستقبلها الواعد.
ويأتي حفل التدشين، والذي أقيم في مركز طلاب جامعة حمد بن خليفة بحضور كوكبة من الشخصيات العالمية المدعوة فضلا عن فريق العمل المشرف على المشروع، تزامنا مع الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس دار الكتب القطرية التي كانت أول مكتبة عامة تأسست في منطقة الخليج.
ومن المقرر أن يتم الافتتاح الرسمي للمكتبة التي وضع تصميمها المهندس المعماري المعروف ريم كولهاس، في سبتمبر من العام 2014 .
ستلعب مكتبة قطر الوطنية دوراً مهما في الحفاظ على نفائس المجموعات التراثية من أجل الأجيال القادمة، وستسعى لأن تشكل الركيزة الأساسية للعلوم والبحوث في دولة قطر، لاسيما وأنها منسجمة مع رؤية قطر الوطنية 2030 ومع الركائز الأربع التي تقوم عليها والتي هي التنمية البشرية، والتنمية الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية، والتنمية البيئية.
ستساهم مكتبة قطر الوطنية، وبما تشكّله من ثروة وطنية، في الحفاظ على التراث الثقافي الغني لدولة قطر الذي تشكّل على مدى عصور عديدة، فضلا عن حفاظها على الإرث الثقافي العربي الذي تراكم على مدى القرون الماضية. وسوف تتميز المكتبة بمواكبتها لكل حديث وجديد حيث ستعتمد على أحدث الوسائل التكنولوجية والرقمية وستكون داعماً رئيسيّاً لدولة قطر في مسيرة انتقالها من الاقتصاد النفطي إلى الاقتصاد المعرفي.
وفي معرض تعليقها على هذه المناسبة، قالت الدكتورة كلوديا لوكس، مدير مشروع مكتبة قطر الوطنية: " إنه لمن دواعي فخرنا، وفي ظل الرؤية الحكيمة والملهمة لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، أن نطور مثل هذا المشروع العالمي الفريد في نطاقه واتساعه وأهدافه التي ترمي لسد الهوّة بين الماضي والمستقبل وإطلاق عصر نهضة حقيقية جديدة للثقافة العربية والتعليم والاكتشافات العلمية."
وأضافت لوكس قائلة: "لقد صُمّمت مكتبة قطر الوطنية لتكون مكتبة للغد وإطارا يجمع بين مزايا المنزل ومكان العمل، حيث سيكون بإمكان كل أبناء دولة قطر أن يلتقوا بأصدقائهم، ويستمتعوا بأوقات الراحة مع أسرهم، ويرفّهوا عن أنفسهم، وكل ذلك ضمن تجربة البحث عن المعرفة واكتناز العلم."
وفوق ذلك، فإن بإمكان طالبي العلم والباحثين عن الثقافة أن يبدأوا منذ الآن رحلتهم للاستفادة من الخدمات التي تقدمها مكتبة قطر الوطنية، وذلك نظرا لأنه سيكون بمتناولهم تصفح المحتوى الرمقي للمكتبة والبحث في الفهرس الالكتروني لها من خلال موقعها الالكتروني، وذلك بانتظار أن تفتح المكتبة أبوابها رسميّاً عما قريب.
وبالإضافة إلى ما ستقدمه من خدمات تقليدية، فإن مكتبة قطر الوطنية ستقدم باقة من الخدمات الرقمية الحيوية على نحو سيجعل منها مرجعاً إلكترونياً مميّزاً، وذلك أن ملايين الكتب والوثائق الالكترونية سوف تصبح متاحة أمام طلاب المعرفة بلمسة إصبع من خلال هذه الخدمات، بل وستتيح أيضا إمكانية تصفّح جزء كبير من زخائرها المعرفية ليس في حرم المكتبة فحسب، بل من كل أنحاء قطر وذلك باستعمال الهواتف النقالة أو الأجهزة اللوحية.
وسوف يضم مبنى المكتبة أماكن خاصة لتصفح محتواها الرقمي على نحو يتيح لمتصفحي هذا المحتوى التعرف على وسائل جديدة للتفاعل مع الأجهزة الالكترونية و تطوير وسائل تعلّم جديدة.
وتتميز المكتبة بتصميمها الفريد والرائع الذي سيجعل من ارتيادها تجربة تبعث على الراحة والاسترخاء، الأمر الذي سيساعد كثيراً في إيجاد أجواء مثالية للقراءة والدراسة.
وبالإضافة إلى إمكانية الدخول لتصفّح مجموعة التراث الرقمي عن قطر، فإن مكتبة قطر الوطنية ستطلق بوابة الكترونية علمية للعالم العربي ولمنطقة الخليج بالتعاون مع عدد من المؤسسات الدولية المرموقة.
وستعمد هذه البوابة لنشر مواد رقمية مأخوذة من سجلات مكتب الهند ومن قسم المخطوطات الشرقية الشهيرة في المكتبة البريطانية.
وبفضل المحتوى الرقمي الثري والمتنوع الذي ستضمه هذه البوابة، فإنها ستصبح مصدرا ثريا للثقافة و مقصدا للباحثين من كل أنحاء العالم وملاذا للأسر وللطلاب من مختلف الأعمار الذين يريدون التعرّف على التاريخ الثقافي الغني لدولة قطر.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.