مشاريع طلاب جامعة دبي تساهم في تعزيز الخدمات العامة

قدم طلابٌ في جامعة دبي مؤخراً مشروعين للمساعدة في تحسين جودة وسلامة الخدمات العامة في الإمارة. حيث قدمت مجموعتان من الطلاب عملت كلاهما مع هيئة الطرق والمواصلات و شرطة دبي مشروعين يعتمدان على تقنية تحديد الهوية باستخدام موجات الراديو آر إف آى دي(RFID)، وهي ذات التقنية، تعتمد على رقاقة إلكترونية شبه المستخدمة في نظام سالك للتعرفة المرورية. الهدف من المشروع هو استخدام التقنيات الجديدة إلى جانب تطبيق برنامج يطوره الطلاب لتصميم نظامٍ يحسن من كفاءة أداء الشركة أو المؤسسة. وقد تمكن الطلاب في جامعة دبي خلال السنوات الماضية مثلاً من تطوير عدة مشاريع من هذا النوع مثل MParking الذي يسمح لقائدي المركبات بدفع رسوم مواقف السيارة من خلال رسالة نصية قصيرة.
و في هذا العام، تمكنت المجموعة الأولى المكونة من طلاب جامعة دبي محمد اسماعيل وسفيان فقيه وفيصل عبد النبي وعائشة البلوشي من تطوير برنامج يسمح إلى جانب تقنية آر إف آي دي بتنبيه ضباط الشرطة إلى نوع المعدات الموجودة في حقائبهم عند الانطلاق إلى تنفيذ مهمةٍ ما أو العودة من هذه المهمة. ففي ظروف عمل عناصر الشرطة التي للوقت فيها قيمته ويمكن أن يكون لعدم حمل المعدات المناسبة نتائج خطيرة يمكن لهذه التقنية أن تصنع فارقاً ملموساً يضمن نجاح المهمة ويجنبها الفشل.
الطريقة القديمة كانت تفرض إخراج كل قطعة من الحقيبة وإحصاء القطع وتسجيلها يدوياً ومن ثم إعادتها إلى مكانها. ومع وجود أكثر من 30 قطعةً من المعدات المختلفة فإن هذه العملية غالباً ما كانت تستهلك وقتاً طويلاً. أما باستخدام النظام الجديد فقد بات بإمكان عناصر الشرطة المرور من خلال بوابات مجهزة بحساسات تظهر كل معداتهم المجهزة جميعها برقاقات على شاشة مع معلومات تفصيلية عما يحملونه، ليتابعوا مباشرةً طريقهم إلى مهمتهم. يقوم النظام لاحقاً وبطريقة آلية بإعادة إدراج هذه المعدات ضمن المخزون بمجرد إعادتها، وبذلك فإن ما كان يستغرق عناصر الشرطة إلى حد 8 أيام تقريباً للقيام به أصبح بالإمكان القيام به –نظرياً- خلال دقائق معدودة! وتعمل مجموعة الطلبة حالياً مع شرطة دبي على إدخال التعديلات واللمسات النهائية على النظام قبل البدء بتطبيقه.
أما المجموعة الثانية المكونة من طلاب جامعة دبي مراد علي ثابت شعبان وسيد اسماعيل الهاشمي ومحمد أحمد قاسم فقد عملت مع هيئة الطرق والمواصلات بدبي على مشروعٍ لتطوير طريقةٍ أكثر كفاءة في مساعدة السائقين من ذوي الاحتياجات الخاصة. فباستخدام تقنية آر إف آى دي يمكن للنظام أن يحدد فيما إذا كان الشخص الذي ركن سيارته في الموقف الخاص بأصحاب الحاجات الخاصة يحمل ترخيصاً بذلك أم لا. وفي حال كان لايحمل هذا الترخيص يتم على الفور تنبيه أقرب عنصر من عناصر هيئة الطرق والمواصلات لاتخاذ الإجراء المناسب. أما في حال كان الشخص يحمل التصريح المناسب فيتم الترحيب به من خلال رسالة نصية كما يمكن تزويده ببعض المعلومات المفيدة كأين يقع أقرب المداخل لذوي الاحتياجات الخاصة لبناءٍ ما أو فيما إذا كانت صلاحية ترخصيه قد شارفت على الانتهاء مثلاً.
وقد أدلى الدكتور سامي المنياوي، الأستاذ المساعد في كلية تقنية المعلومات في جامعة دبي، والذي أشرف على هذه المشاريع بتصريحٍ قال فيه: "الطلاب المشاركون في هذا المشروع باشروا عملية تسجيل براءة الاختراع الخاصة بهذه الفكرة وسيحصلون عليها عما قريب." وأضاف: "لهذه المشاريع تطبيقاتٌ متعددة، فعلى الرغم من البساطة النسبية للتقنية والبرمجة إلا أن عدد الاستخدامات الممكنة لهذه الأنظمة كبيرٌ جداً."
كما ذكر الدكتور المنياوي أيضاً أن كلية تقنية المعلومات في جامعة دبي ستطلق برنامجاً جديداً للماجستير في إدارة نظم المعلومات في سبتمبر القادم: "حين يعمل طلاب الماجستير في كليتنا على مثل هذه المشاريع سيكون بإمكانهم القيام بذلك بتعمق أكبر بحيث ينتقلون بهذه المشاريع الصغيرة إلى مستوى أعلى من الأبحاث والتطوير ليصبح من الممكن تطبيقها على نطاقٍ أوسع بكثير."