مركز قطر للتطوير المهني يرسي أسس نظام توجيه مهني متكامل

مرّ عام تقريبًا على ختام "لقاء شركاء التوجيه المهني"، الذي نظّمه مركز قطر للتطوير المهني، وخرج منه بتوصيات استراتيجية مهمة، تهدف إلى دمج ثقافة التوجيه المهني في صلب الثقافة الاجتماعية والاقتصادية بالدولة.
وشهد العام الدراسي 2016-2017 عقد سلسلة من الاجتماعات التالية للقاء، مع المعنيين بالتوجيه والإرشاد المهني، للاستفادة من الزخم الناتج، والبناء على النتائج التي تم التوصل إليها، فضلاً عن التحضير لعقد النسخة الثانية من هذا اللقاء في ربيع عام 2018.
ووجدت معظم هذه التوصيات الاستراتيجية طريقها إلى التنفيذ، لترسي الأساس لنظام توجيه مهني متكامل في إطار استراتيجية قطاع التعليم والتدريب في قطر خلال الفترة من 2017-2022.
ويستند النظام الجديد إلى خطة عمل مشتركة، تهدف إلى تعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية في مجال التوجيه المهني بدولة قطر. وتشمل هذه المؤسسات وزارة التعليم والتعليم العالي، ووزارة التخطيط التنموي والإحصاء، ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، إلى جانب مؤسسات أكاديمية أخرى، وجهات أخرى رئيسية مشاركة معنية بهذا المجال.
وقد اتخذ مركز قطر للتطوير المهني خطوات ملموسة للبدء في تنفيذ خطة العمل، وذلك عبر ثلاثة محاور: ضمان استفادة القوى العاملة القطرية المستقبلية من التطوير المهني عبر تأهيل المرشدين الأكاديميين والمهنيين في قطر؛ وتنفيذ برنامج للتنسيق بين الجامعات والكليات لتعزيز ثقافة الإرشاد والتوجيه المهني بين الطلاب؛ والاستفادة من البنية التحتية المتقدمة لتكنولوجيا المعلومات في قطر لإنشاء وتطوير نظام إلكتروني للتوجيه المهني.
وفي إطار المحور الأول، نظم مركز قطر للتطوير المهني، بالشراكة مع وزارة التعليم والتعليم العالي والسفارة الأمريكية في قطر، سلسلة من البرامج التدريبية للمرشدين الأكاديميين والمهنيين في المدارس المستقلة والخاصة، تلتها سلسلة من اللقاءات مع ممثلين عن مؤسسة قطر، ووزارة التعليم والتعليم العالي، لمناقشة مدى مواءمة ممارسات التوجيه المهني الدولية للواقع القطري، وتقديم أفكار حول عملية مراجعة استراتيجية قطاع التعليم والتدريب 2017-2022.
وتوجت الاجتماعات والنقاشات المكثفة بوضع خارطة طريق لتنفيذ المشاريع، بما يتماشى مع استراتيجية قطاع التعليم والتدريب، فضلاً عن توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة التعليم والتعليم العالي تركز على تطوير مهارات الطلاب والمرشدين المهنيين، بالإضافة إلى تعزيز مشاركة الأطراف المعنية ودعم الجهود البحثية. كما تضمنت مذكرة التفاهم إدخال نظام التوجيه المهني الخاص بمركز قطر للتطوير المهني في العملية التعليمية للطلاب، حيث يُعَّدُ هذا النظام، الذي طوره مركز قطر للتطوير المهني بالتعاون مع مؤسسة كودر الرائدة عالميًا في مجال خدمات التخطيط المهني، أداة تقييم وتخطيط مهني شاملة وفعالة، من شأنها مساعدة الطلاب على استكشاف الخيارات التعليمية والمهنية المتاحة أمامهم، والتي تناسب قدراتهم واهتماماتهم.
وضمن المحور الثاني، عملت مؤسسة قطر ومركز قطر للتطوير المهني على تنسيق جهودهما لتلبية احتياجات التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، والجامعات الشريكة لها.
وقد صُمم إطار التعاون الأول مع التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر بشكل يلبي احتياجات التوجيه المهني للطلاب في مختلف أكاديميات مؤسسة قطر، ويساهم في تنفيذ برنامج تمكين الطلاب لمرحلة التعليم ما بعد الثانوي الذي ينقسم إلى مستويين.
ويستهدف البرنامج التجريبي، الذي وضع بالتعاون بين مركز التعلم وأكاديمية العوسج، الطلاب غير الملتحقين بالمنهج الدراسي الخاص بالعوسج، وتأهيل الشباب للالتحاق بالقطاع المهني.
من جهة أخرى، ساهم التعاون مع الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر في وضع تصميم نموذجي للمسارات المهنية لما بعد التخرج، جرى تقديمه لخريجي مؤسسة قطر خلال الحفل السنوي لتكريم خريجي المؤسسة. ويهدف النموذج إلى توفير خارطة متكاملة، تلبي الاحتياجات المهنية لخريجي جامعات المدينة التعليمية، لإنشاء قنوات الربط والتواصل بين الخريجين وأصحاب العمل.
وضمن المحور الثالث والأخير، يخطط مركز قطر للتطوير المهني لعقد شراكة استراتيجية مع شركة برمجيات عالمية، وجهات حكومية مختلفة، بهدف دمج حلول تقنية المعلومات المتخصصة ضمن نظام توجيه وطني شامل. وترتكز هذه الحلول على نظام التوجيه المهني الخاص بمركز قطر للتطوير المهني ومؤسسة كودر، واستكمال مشروع "برنامج إعداد المستشارين المهنيين".
ويعمل مركز قطر للتطوير المهني، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بشكل دؤوب على إجراء المراجعات المطلوبة لـ "لقاء شركاء التوجيه المهني"، وإدخال التغييرات الهيكلية اللازمة للحفاظ عليه. وتتضمن هذه التغييرات العمل على الانتقال من التركيز على إشراك الأفراد إلى إشراك المؤسسات في قطر ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وكانت نسخة 2016 من اللقاء الأول من نوعه في قطر قد جمعت أكثر من 150 متخصصًا في مجال التوجيه المهني؛ بهدف تطوير هذا المجال، ودعمه، باعتباره وسيلةً فعّالة يمكن أن يعتمد عليها الشباب القطري خاصة، والمجتمع القطري عامةً، لتحقيق النجاح على الصعيد الشخصيّ والاجتماعيّ والتعليميّ والاقتصاديّ. وسيساهم هذا اللقاء في أداء دور فاعل لدعم استراتيجية قطاع التعليم والتدريب في الدولة، وهو ما يخدم أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، وتحديدًا ركيزة التنمية البشرية منها.
وقد جرى تجميع المعلومات الواردة من جميع المشاركين المعنيين وتبادلها منذ ذلك الحين، لتلبية الاحتياجات المحددة فيما يتعلق بالتدريب والتطوير المهني للممارسين المهنيين، حاليًا وفي المستقبل القريب. كما جرى تقييم النتائج تمهيدًا لعقد الدورة الثانية من اللقاء في عام 2018.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.