مؤسسة قطر تؤهل المدارس المستقلة والخاصة للمشاركة في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة

اختتمت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، حديثاً، ورشة عمل نظمها قطاع البحوث والتطوير في المؤسسة حول "مهارات البحث العلمي والتصميم الهندسي"، تهدف إلى إعداد منسقي ومشرفي البحث العلمي في الدولة، وتأهيلهم، للمشاركة في "معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة"، وهي أكبر مسابقة عالمية في مجال البحوث العلمية للمرحلة ما قبل الجامعية.
وأقيمت ورشة العمل على مدى 5 أيام في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، بالتعاون مع المجلس الأعلى للتعليم في دولة قطر وشركة إنتل، وبمشاركة 58 منسقاً ومدرساً، يمثلون 41 مدرسة للبنين والبنات في مختلف المراحل التعليمية وعلى مستوى الدولة، وأخصائيين في قسم مهارات البحث العلمي بمكتب معايير المناهج في المجلس الأعلى للتعليم، و 4 أعضاء من النادي العلمي القطري الذي يشجع على البحث والابتكار ويدعم مشاريع طلبة المدارس.
وتطرقت الورشة إلى أساليب ومناهج البحث العلمي، وطرق عمل الاستبانة، والملصق البحثي، ووسائل تقديم مشاريع البحوث العلمية في أي مسابقة.
ويعكس تنظيم ورشة العمل هذه التزام مؤسسة قطر بمساعدة مربي الأجيال في الدولة على تقديم أفضل أساليب الشرح والإيضاح، لإيصال الفكرة المناسبة للطلاب، وإدراك أهمية البحث العلمي، حسبما يقول الدكتور أيمن باسل، رئيس قسم التدريب والتطوير بقطاع البحوث في المؤسسة، مضيفاً: "هدفنا الأساسي هو تأهيل الطلاب في دولة قطر للمشاركة في الفعاليات العربية والعالمية، وتنشئة جيل جديد قادر على تمثيل الدولة على أفضل وجه في مجال البحث العلمي". وتصب كل هذه الجهود في إطار تحقيق الرسالة الأساسية التي ترفع مؤسسة قطر شعارها، وهي "بناء مجتمع قائم على المعرفة، وإطلاق قدرات الإنسان، على مختلف الأصعدة".
أما الدكتورة أسماء المهندي، رئيس مهارات البحث العلمي في المجلس الأعلى للتعليم، فتثمّن التعاون القائم بين المجلس ومؤسسة قطر، مشيرة إلى أن "الورشة المقدّمة تقع في صميم عملنا. وتكمن أهميتها في كونها تزيد من معلومات المعلّمين، وتوسع مداركهم، ليتمكنوا من امتلاك المهارات المطلوبة، وينقلوها بالتالي إلى طلابهم بشكل صحيح".
وتضيف الدكتورة المهندي: "تتميز هذه الورشة بطابعها العالمي، خاصة وأنها تركز على المشاركة في "معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة"، التي سيشارك طلابنا في نسختها العربية بشهر أكتوبر الجاري، تحضيراً للفعالية العالمية التي تقام في الولايات المتحدة الأمريكية في مايو 2014".
وتختم المهندي بالقول: "نحن نعدّ الطلاب ليكونوا نجوماً في العلوم، وذلك عملاً برؤية قطر الوطنية 2030، التي تركز على أهمية البحث العلمي، والدعم الكبير الذي تبديه لهذا المجال".
بدوره، تحدث السيد مازن فرّاج، مدير مجموعة الشؤون المؤسسية بشركة إنتل، قائلاً: "إننا متحمسون جداً للمساهمة في رفع المعايير لدى طلاب قطر فيما يتعلق بالعلوم، ومن أجل تقديم فائدة مضافة للمشاركين في هذه الورشة قمنا بجمع نخبة مدربينا المؤهلين من ذوي الخبرة لتنفيذ ورشة العمل هذه. مضيفاً "نتقدم بالشكر لمؤسسة قطر والمجلس الأعلى للتعليم للقيادة والرؤية التي قدموها لإنجاز هذه المبادرة. ونحن نؤمن بأن هذه هي الخطوة الأولى في رحلة المشاركة في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة حيث نأمل رؤية دولة قطر متألقة في المعرض".
من جهته، يلفت السيد عماد الخمايسة، من مكتب معايير البحث العلمي في المجلس الأعلى للتعليم، النظر إلى الموضوع المبتكر الذي تمحورت حوله ورشة العمل، والتي تركز على "الشعرة الفاصلة بين البحث العلمي والابتكار والتصميم الهندسي".
ويشرح الخمايسة المعايير التي اعتمدها المجلس الأعلى للتعليم في اختيار المشاركين في الورشة، قائلاً: "اخترنا منسقي ومشرفي البحث العلمي في المدارس القطرية، ليباشروا، بدورهم، بنقل الخبرة التي يكتسبونها إلى زملائهم، وإلى الأبحاث والتطبيقات التي يشرفون عليها".
كما ينظم المجلس الأعلى للتعليم، اعتباراً من الأسبوع المقبل، ورشة متكاملة في مجال البحث العلمي، ستمثل فرصة أيضاً لنقل هذه المعارف إلى المشرفين المباشرين على الأبحاث.
أما الأستاذ أشرف الغندور، الذي مثّل مدرسة خليفة الثانوية للبنين، فيتحدث عن الجانب الجديد للورشة، المتمثل في الربط بين مهارات البحث العلمي والتصميم الهندسي. ويقول: "يسود الاعتقاد بأن التصميم الهندسي هو عبارة عن رسوم على الورق، لم ترق إلى مرحلة تصنيع المنتج. لكن اكتشفنا في ورشة العمل أن التصميم الهندسي يشمل تحديد مشكلة موجودة في منتج معين، وإجراء بحث علمي يوصلنا إلى تصميم يحل المشكلة. وبذلك نربط بين التصميم الهندسي والبحث العلمي".
ويضيف الغندور: "سنوجه الطلاب للتركيز على الأبحاث العلمية التي يمكن تحويلها إلى تصاميم هندسية، أي العمل على منتجات موجودة بالفعل، وتحسينها من أجل أداء أفضل ".
كما تضمنت ورشة العمل شرحاً تفصيلياً للشروط المطلوبة للمشاركة في "معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة"، لشرح المعايير المطبقة في هذه المسابقة العالمية العريقة، التي تقام منذ نحو 60 سنة، بمشاركة أكثر من 1600 مدرسة ثانوية في أكثر من 60 دولة حول العالم.
وفي ختام الورشة، قام كل من الدكتور نبيل السالم، المدير التنفيذي لمكتب الاتصالات والإعلام في قطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر، والدكتورة أسماء المهندي والسيد مازن فراج، بتوزيع الشهادات على المشاركين في الدورة.
وستكون هذه المشاركة الأولى لدولة قطر في المسابقة، التي سبق أن شاركت فيها دول عربية أخرى، منها مصر والعراق والمملكة العربية السعودية وفلسطين.
يُذكر أنه تم إنشاء هذه المسابقة من قبل مؤسسة Society for Science & the Public الأمريكية، وترعاها شركة "إنتل" حتى عام 2019. وانطلقت المسابقة محلياً في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1950 ثم أصبحت مسابقة دولية عام 1958.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.