مؤسسة قطر تنظم منتدى التعليم والتعلّم لتبادل الخبرات بين المعلّمين

نظم مكتب التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، يوم السبت 10 مايو، منتدى التعليم والتعلّم، الذي يهدف إلى إتاحة الفرصة لتبادل الخبرات والمعارف بين المعلّمين.
أقيم المنتدى على مدار يوم كامل، في مركز الطلاب في جامعة حمد بن خليفة بالمدينة التعليمية، بحضور معلمي المدارس التابعة لمؤسسة قطر، والمجلس الأعلى للتعليم، والمدارس الدولية. وشارك فيه السيد ريتشارد جيرفر، وهو مفكر تربوي ومستشار سابق للحكومة البريطانية، الذي حضر كضيف شرف وألقى الكلمة الرئيسية في الجلسة الافتتاحية.
واعتبرت الشيخة نوف أحمد بن سيف آل ثاني، مدير التواصل الأكاديمي في مكتب التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر أن "منتدى التعليم والتعلّم" يمثل فرصة مهمة للمجتمع التعليمي في قطر، للقاء والتشاور وتبادل الخبرات والأفكار المبتكرة، الرامية لتطوير الأساليب التعليمية. وأضافت: "يتشابه التعليم والتعلّم في كونهما مسارين مستمرين، لا ينتهيان مهما تقدم بنا الزمن. ومع التطور التكنولوجي السريع الذي يشهده القرن الحادي والعشرين، لا بد للجسم التعليمي من بحث تقنيات وأساليب تدريس ترافق هذا التطور، واعتماد طرق مبتكرة في منهجياتهم التدريسية. فبذلك، نتمكن من إيصال المعلومات إلى الطلاب بشكل واضح، لينجحوا في مسيرتهم الدراسية، بما يخدم هدف مؤسسة قطر الأساسي، ويحقق رسالتها الرامية إلى إطلاق قدرات الأجيال المقبلة".
من جهته، تحدث السيد جيرفر، في كلمته الافتتاحية، عن مستقبل التعليم، مسترجعاً نقاشاً حول الموضوع جمعه مع إريك شميدت، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، وستيف وزنياك" المؤسس الشريك لشركة "آبل. وقال: "يجب أن ندرك جميعاً أن جوهر التغيير لا يقتصر على الأنظمة والبنى الأساسية، ولكنه يرتبط بالناس بشكل أساسي".
وأضاف: "إذا لم نعمل على تغيير قدرات وكفاءة الأشخاص، فإن كل ما نقوم به سيتحول إلى مجرد إجراءات محدودة قصيرة الأجل، ستعيش لفترة محدودة ثم تذوي، لكن من دون أن تساهم في إيجاد تغيير حقيقي على أرض الواقع".
بعدها انطلقت أعمال المنتدى التي تضمنت 30 ورشة عمل، مقسمة إلى 3 جلسات، قدّم خلالها معلمو مؤسسة قطر عروضاً توضيحية حول الموضوعات الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال، وهي القيادة، ومرحلة الطفولة المبكرة، والابتكار والممارسات التعليمية، واستخدام البيانات الطلابية في طرق التعلم.
وقدّمت السيدة أسماء النعيمي، منسقة قسم الموهوبين في أكاديمية قطر، واحدة من ورش العمل التي تضمنتها الجلسة الأولى، واستعرضت فيها مجموعة من الاستراتيجيات والممارسات المبتكرة في تعليم اللغة العربية للطلاب الموهوبين، وكيفية مساعدتهم على إبراز قدراتهم ومواهبهم، من خلال الأنشطة وتنمية التفكير الإبداعي لديهم. بينما تحدثت السيدة رولا عطاونة عن تجربتها الشخصية كمدرّسة للغة العربية، وتحديات تدريب الطلاب على مهارة الكتابة.
وركزت إحدى ورش عمل الجلسة الثانية على طرق التدريس الحديثة في التربية الإسلامية، وجرى خلالها توزيع أوراق عمل مبتكرة، لإضفاء جو المرح المصاحب للتفكير، ما يتيح للطالب التعلم بأسلوب شيق وهادف، مرتبط بحياته اليومية وما يراه حوله.
فيما تخلل الجلسة الثالثة والأخيرة مجموعة من ورش العمل، تطرقت إحداها إلى استخدام استراتيجيات التعليم الحديثة وفق الفروق الفردية بين الطلاب. كما اشتركت السيدة منيرة راشد المناعي، مسؤولة دمج التكنولوجيا في التعليم بأكاديمية قطر الإبتدائية، مع الأستاذ زايد قاسم، منسق المرحلة الإبتدائية في أكاديمية قطر الدوحة بتقديم أمثلة تساعد المعلم في تعليم الطلاب المهارات الأربع الأساسية، وهي القراءة والكتابة والتحدث والاستماع.
وتم في ختام الجلسات مناقشة ملصقات مدارس مؤسسة قطر، وتوزيع الشهادات على المشاركين.
تجدر الإشارة إلى أن السيد ريتشارد جيرفر، الذي حضر المنتدى كضيف شرف، هو مفكر تربوي، تبنت مؤسسات تجارية وتربوية في أنحاء مختلفة من العالم نهجه الخاص بريادة التغيير والابتكار، والذي استشهد به السير كين روبنسون باعتباره تجسيداً كاملاً للتفكير المبتكر في إطلاق العنان للقدرات الإبداعية والبشرية.
وسبق أن عمل جيرفر، مؤلف كتاب Creating Tomorrow's Schools Today، كمدير مدرسة، ومستشار سابق للحكومة البريطانية إذ تم تعيينه عام 2001، كمدير لمدرسة جرانج التي كانت واحدة من أسوأ المدارس أداءً في أنحاء بريطانيا العظمى. وخلال أقل من سنتين، استطاع إحداث تغيير جذري بالمدرسة، متخطياً جميع الصعاب، حتى باتت المدرسة نموذجاً للتغيير والابتكار.
وبحلول عام 2003، عمل جيرفر كمستشار خاص بسياسة التعليم في حكومة توني بلير، كما تم تكريمه في مؤتمر اليونسكو العالمي لتعليم الفنون. وقد حصل على عدد من الجوائز، من بينها جائزة التدريس الوطنية. ويشارك جيرفر خبراته في مجالات التحول الثقافي والتنظيمي، والتنمية البشرية، والإدارة حول العالم. وهو ما تطرق إليه في كتابه الأخير "Change: Learn to Love It, Learn to Lead"، حول كيفية مواجهة العالم لتحدي إطلاق العنان للقدرات البشرية وريادة التغيير.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.