مؤسسة قطر تطلق مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية

تطلق مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في ديسمبر المقبل الدورة الأولى من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية، وذلك في مركز قطر الوطني للمؤتمرات. وتركز القمة على بحث التحديات الدولية المشتركة للسياسات الصحية في العالم، وتسهيل تطبيق الابتكارات في سياسة الرعاية الصحية والممارسات المرتبطة بها على الصعيد العالمي.
وستجمع القمة نخبة من صناع القرار والفاعلين من جميع أنحاء العالم، لمناقشة الحلول المبتكرة والعملية والمستدامة لمواجهة تحديات الرعاية الصحية على مستوى العالم. كما ستشهد هذه القمة، التي أعلن عنها خلال قمة سياسة الصحة العالمية في لندن العام الماضي، مشاركة عدد من الرؤساء والوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين والأكاديميين والمفكرين، إلى جانب نخبة من روّاد الأعمال الأكثر تأثيراًً.
وأكد الدكتور محمد فتحي سعود رئيس مؤسسة قطر، التزام المؤسسة الراسخ لمؤتمر القمة العالمي للإبتكار في الرعاية الصحية والنهوض بالرعاية الصحية من خلال البحوث والتطوير والتعليم، قائلاً: "أطلقت مؤسسة قطر مجموعة من المبادرات الهامة في مجال البحوث الطبية والرعاية الصحية، والتي تم تصميمها خصيصاً لفائدة الناس محلياً ودولياً". وأضاف: "أصبحنا اليوم مدركين، أكثر من أي وقت مضى، لأهمية الابتكار في التغلب على التحديات العالمية لمجال الرعاية الصحية ، ومدى القيمة المضافة من إنشاء شبكة موسعة لتصبح موردا دائما للمبتكرين والإصلاحيين في جميع أنحاء العالم".
ويأتي انعقاد هذه القمة تماشياً مع رؤية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والتي تمثل التزام سموها الكبير للارتقاء بالمعايير الصحية في قطر، وعلى مستوى العالم.
وكانت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، قد أعلنت عن اطلاق الدوحة لهذه القمة، خلال مشاركتها في افتتاح القمة العالمية لسياسات الرعاية الصحية، والتي نظمتها مؤسسة قطر ومعهد الابتكار في مجال الصحة العالمية بامبريال كولدج في لندن العام الماضي. ودعت الشيخة موزا في كلمتها التي ألقتها في تلك المناسبة، جميع المشاركين لاستثمار جهودهم لتحسين سبل الوقاية والعلاج من الأمراض من خلال تبادل الأفكار والتعاون المشترك والاستفادة من الخبرات العالمية.
من جانبه، أعرب البروفيسور اللورد دارزي، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للإبتكار في الرعاية الصحية، ورئيس مجلس إدارة معهد الابتكار في مجال الصحة العالمية بامبريالل كولدج في لندن، الأهمية التي تمثلها هذه القمة، قائلاً: "تعقد هذه القمة بهدف اتخاذ خطوات عملية، فهي ستنظر إلى تلك الأفكار المستندة على أدلة، والقابلة للقياس والمستدامة، وفي الأغلب تلك الأفكار التي تم تطبيقها في بعض المناطق بالعالم والعمل على تطبيقها بشكل موسع".
وأضاف دارزي: "سوف تستند القمة على المفهوم المبني على حاجة الابتكار الجذري لمواجهة التحديات الصحية في العالم، وان هذا يتطلب المزيد من التعاون بين هذه الهيئات والأفراد التي هي في وضع يمكّنها من إحداث الفرق. وآمل أنه مع الوقت سوف تصبح هذه القمة السنوية "دافوس" الرعاية الصحية".
هذا وسيترأس خبراء الابتكارات في عالم الرعاية الصحية الدولية، فرق عمل القمة التي ستركز على ثمانية مواضيع رئيسية، وهي: أمراض السمنة، والصحة العقلية، والرعاية المتكاملة والمسؤولة، ورعاية المرضى بمرحلة الاحتضار، وحوادث السير، وتمكين المرضى، ومقاومة مضادات الميكروبات، والبيانات الضخمة.
وتكمّل أهداف مؤتمر القمة العالمي للإبتكار في الرعاية الصحية، رؤية وأهداف مؤسسة قطر ورؤية قطر الوطنية 2030، بالإضافة إلى تسليطها الضوء على دور قطر المتنامي كمركز للابتكار الصحي في المنطقة. وفي الوقت الذي تشهد فيه دولة قطر إصلاحات جوهرية في مجال الرعاية الصحية، أطلقت مؤسسة قطر حزمة من المبادرات البحثية القيمة والمميزة في مجالات عديدة مثل الطب الحيوي وأبحاث الخلايا الجذعية والرعاية السريرية، والخدمات الطبية المتعلقة بصحة الأمهات والأطفال.
ومن خلال هذه القمة، تسعى مؤسسة قطر لوضع حلول ملموسة ومستمرة في مجال السياسات والبحوث وتقديم وتوفير خدمات الرعاية الصحية. وبالإضافة إلى تلك الأهداف يُتطلع إلى أن تقوم هذه القمة ببناء شبكة تعاون مشترك بين خبراء المجال الصحي لكي يساهموا في تسهيل أفضل الممارسات التي من شأنها تطوير سياسات وأنظمة رعاية صحية على المستوى العالمي.
كما تبذل مؤسسة قطر قصارى جهدها لتعزيز هذه المهمة من خلال التعليم والبحث. وهي تقود البرامج الطبية التي تستهدف علاج الأمراض السائدة في قطر وجميع أنحاء المنطقة، وذلك بهدف تقاسم تلك الحلول عالمياً. وتسعى المؤسسة أيضاً إلى العمل مع الخبراء الملتزمين بتحديد أكثر الابتكارات الواعدة في عالم الرعاية الصحية وتطويرها إلى حلول عملية من أجل صناع السياسات.
يذكر أن قمة لندن شهدت مشاركة أكثر من 500 من كبار المسؤولين والعلماء والباحثين، الذين ناقشوا التحديات التي تواجه العاملين في الحقل الطبي وصانعي السياسات في مجالات صحية مختلفة كرعاية الأمومة والصحة الأولية، والمجتمعات التي تعاني من ظاهرة الشيخوخة، والابتكار الرقمي في مجال الرعاية الصحية.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.