مؤسسة قطر تقود حوارًا عالميًا حول سُبل الوصول إلى التعليم ومستقبل الجامعات خلال قمّة "وايز 12"
شهدت الجلسات التي نظّمتها مؤسسة قطر في مؤتمر القمّة العالمي للابتكار في التعليم "وايز 12" مناقشة خبراء دوليين لموضوعات محورية تخص قطاع التعليم العالي، ركزّت على تنويع مسارات التعلم وتعزيز آليات التنقل الأكاديمي الدائم، وقدرة الجامعات على مواجهة الاستقطاب والضغوط المتزايدة.
خلال قمة "وايز 12"، وهي مبادرة مؤسسة قطر العالمية في التعليم، وتُقام مرة كل عامين بمشاركة ثلة من الخبراء في المجال التعليمي من مختلف دول العالم – عقد التعليم العالي منصات حوارية سلطت الضوء على تطوير عصر التعليم التقليدي، وسبل تعزيز قدرة مؤسسات التعليم العالي على التكيف مع الضغوطات الخارجية، كالصراعات والتوترات والتغيرات المتسارعة التي يشهدها عالمنا.
وفي جلسة بعنوان: "ﺑﻨﺎء جواز ﺳﻔﺮ ﻋﺎﳌﻲ ﻟﻠﺘﻌلّم: ﻛﴪ اﻟحواﺟﺰ أﻣﺎم التنقل والاعتراف الأكاديمي"، قال فرانسيسكو مارموليخو، رئيس التعليم العالي ومستشار التعليم بمؤسسة قطر: "على الرغم من تعدد التحديات التي يواجهها التعلم، كالأعراف والمكانات الاجتماعية والتصنيفات والماديات، إلا أن ما يبقى جوهريًا في النهاية هو إدراك قيمة التعليم".
وأضاف: "أطلقت مؤسسة قطر "جواز المهارات العالمي" كأداة تهدف إلى رصد المهارات والقيم التي يجب أن يمتلكها كل طالب، أياً كان مساره الأكاديمي، ليكون مواطنًا عالميًا يؤدي دورًا مسؤولًا في مستقبل البشرية.
كما تحدث عمر الشغري، مدير في فريق الطوارئ السوري، عن التعليم بقوله: "إن أهم ما يميز التعليم هو التجربة الشخصية التي يكتسبها الفرد من خلال تفاعله الآخرين؛ فلكل شخص خبرات حياتية قيّمة، لكنها غالبًا لا تحظى بأي اعتراف مهني أو أكاديمي. لقد آن الأوان لهذه الخبرات أن تجد مكانها داخل النظم التعليمية وضمن عمليات التقييم النهائية".
ونظّم التعليم العالي بمؤسسة قطر جلسة بعنوان "الجامعات تحت الضغط: إعادة تصوّر الرسالة والخطاب في أزمنة الاستقطاب"، وبحضور سعادة الدكتورة شيخة عبدالله المسند، الرئيس السابق لجامعة قطر. حيث سلّط خبراء في قطاع التعليم العالي الضوء على دور الجامعات في بيئات مجتمعية تتسم بالصراعات والاضطرابات التي تقودها نحو المجهول.
وبهذا السياق، حذّر الدكتور عمر بارتوف، أستاذ دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية في جامعة براون في الولايات المتحدة الأمريكية، من استسلام الجامعات لـ"التوافق"، بقوله: "أشعر أن الضغوط دفعت الجامعات، التي يفترض أن تكون حرة، نحو التوافق الاجتماعي والفكري والثقافي، مما يجعل المجتمع بأكمله متوافقًا ويبقى في مكانه بدلًا من التقدم."
وتابع: "يُقال للطلاب أن عليهم الاستعداد لمواجهة العالم، وإلا فلن يجدوا فرصة عمل؛ لذلك علينا خلق بيئات جامعية تمكّن الطلاب من التعلم، وتوسع مداركهم، وتسمح لهم بتبادل الأفكار ووجهات النظر البنّاءة".
بينما أشار الدكتور مايكل كينت يونج، مستشار قطاع التعليم والبحث والابتكار في جامعة نيوم، إلى الحالة التي يُغادر بها الطلاب جامعاتهم ووصفها بقوله: "يبدأ الطلاب رحلتهم الجامعية بفضول لمناقشة معنى الحياة وكيفية الإسهام في مجتمعاتهم، لكن بعد أربع سنوات، يغادر نحو 80-85٪ منهم وهم يشعرون بعدم الرضا لأن هذه المواضيع لم تُناقش فعليًا." مضيفًا: "إذا استطعنا إعادة التركيز على الوظيفة الأساسية للجامعة، حيث تُمنح المناقشة المصداقية ويُشجَّع الطلاب على اتخاذ المواقف، فسوف نحقق تقدمًا كبيرًا نحو استعادة ما نفتقده بشدة."
خلال قمة "وايز 12"، استضاف التعليم العالي في مؤسسة قطر جلسات نقاشية تناولت قضايا رئيسية، بما في ذلك كيفية ربط التعليم بالقيم المجتمعية، وتعزيز المشاركة المجتمعية بين مختلف الثقافات داخل الجامعات، وتقوية دور الجامعات كمنابر للبحث عن الحقيقة، والعمل المدني، والإنتاج المعرفي.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.