مؤسسة قطر ترعى المبتكرين الشبان في العالم العربي

يحرص برنامج "نجوم العلوم"، الذي أطلقته مؤسسة قطر عام 2009، على إتاحة الفرصة للمبتكرين الشبان الموهوبين من شتى أنحاء الوطن العربي لعرض ابتكاراتهم العلمية المفيدة، وإشراك الجماهير من جميع أنحاء المنطقة في تقييم ابتكارات هؤلاء المخترعين الشبان، واستقطاب فئات متنوعة من المشاهدين باستخدام وسائل تحفيزية تعتمد على عنصري التعليم والترفيه.
ويسعى البرنامج، الذي يدخل موسمه الثامن ويُعرض على شاشة قناة MBC4، إلى تقديم خدمة ترفيهية لمشاهديه باللغة العربية، وهو ما يعزز من قيمته التعليمية والثقافية. كما يعكس، بشكلٍ أساسي، تركيز المنطقة على تقدير المواهب المحلية وتكريمها عبر تعزيز ملكات الابتكار العلمي لدى المبتكرين الشبان، وحشد الدعم لهم من الجماهير العربية عن طريق التصويت التفاعلي لاختيار الفائز الجدير بالحصول على جائزة البرنامج.
ويوفر برنامج نجوم العلوم منصة ممتازة لتمكين المبتكرين الشبان الموهوبين، الذين يتمتعون بإمكانية التأثير على مجتمعاتهم المحلية ونطاقات أبعد من ذلك، من بدء حياتهم المهنية عبر تلبية احتياجات هذه المجتمعات والسعي لحل المشاكل التي تواجه العالم العربي.
وفاز خريجو نجوم العلوم، حتى الآن، بأكثر من 50 جائزة دولية وإقليمية، كما نجحوا في إثبات قدراتهم وخبراتهم على نطاق عالمي. ومن بين أبرز الابتكارات التي تمخضت عن البرنامج حذاء فيتوسيس الرياضي، وهو حذاء تشخيصي للهجن ابتكره الطبيب البيطري محمد دومير، البالغ من العمر 28 عامًا والفائز بلقب برنامج نجوم العلوم في موسمه الخامس. ويشخص اختراع محمد حالات العرج لدى حيوانات السباق، وخاصة الإبل باستخدام أجهزة استشعار متخصصة. ويعكف محمد حاليًا على تحديث منتجه وتسويقه، بالتعاون مع واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا ومربط الشقب، أعضاء مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بالإضافة إلى الاتحاد القطري لسباقات الهجن.
وقال السيد خليفة الكبيسي، رئيس المكتب الإعلامي بمؤسسة قطر: "يعكس برنامج نجوم العلوم التزام مؤسسة قطر بتأهيل مجموعة من الباحثين الوطنيين للتعامل مع تحديات التنمية والبحوث المحلية والدولية مع إلهامهم حب الابتكار والاختراع. ونحن نشعر بالسعادة، في كل موسم من مواسم البرنامج، عندما نطلع على الأفكار والابتكارات الخلاقة لمواهبنا الواعدة في المنطقة. وقد شهدنا بعض الابتكارات الرائعة التي تستخدم البرنامج كنقطة انطلاق لإضفاء أثر ملموس في قطاعات البحوث والعلوم والتطوير بالمنطقة".
وأضاف: "من بين الأهداف الرئيسية لمؤسسة قطر المساهمة في تحقيق تغيير مستدام في المنطقة، لذا لا ينتهي دعمنا لبرنامج "نجوم العلوم" بانتهاء كل موسم، حيث نواصل جهودنا الرامية لمساعدة المتنافسين على تنفيذ اختراعاتهم، كما نحرص على تزويد المبتكرين الشبان بنصائح الخبراء المتمرسين لتعزيز ابتكاراتهم بشكل إضافي. ونحن نساهم، معًا، في بناء مستقبل أفضل للجميع، وأنا متحمس بالفعل لمتابعة البرنامج في موسمه الجديد".
وتُعد المشاركة المحلية من العوامل الأخرى التي تفسر سبب تحمس المجتمع القطري لمتابعة البرنامج. وكان المتسابق القطري محمد الكواري قد حل في المركز الثاني، خلال الموسم الخامس من البرنامج، باختراعه "i7"، وهو جهاز تحكيم آلي لأهداف كرة القدم باستخدام تقنية خط المرمى. ويوظف هذا الجهاز وسائل قراءة خطية مع نظام للرؤية المحوسبة عالية السرعة للتحقق من تخطي الكرة لخط المرمى في الأهداف المشكوك في صحتها. وحصل محمد، الذي يعكف على تقديم تقنية خط المرمى "i7" للمؤسسات الدولية المسؤولة عن إدارة لعبة كرة القدم مثل الإتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، على إشادة كبيرة من عدة مؤسسات قطرية، من بينها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، والاتحاد القطري لكرة القدم، واللجنة الأولمبية القطرية، والنادي العلمي القطري.
وصرح المخترع القطري محمد الكواري، الفائز بالمركز الثاني في الموسم الخامس من البرنامج، بقوله: "أعتقد أن أبرز فائدة جنيتها من مشاركتي في برنامج نجوم العلوم تمثلت في إدراكي لمقدار الأثر الذي تركه البرنامج على حياتي منذ مشاركتي في الموسم الخامس من البرنامج. وقد نجح البرنامج في تزويدي بالعديد من الفرص الرائعة لتطوير موهبتي ومهاراتي، وأشعر بالسعادة لزيادة شعبية البرنامج موسمًا تلو الآخر. ولا يصنع برنامج نجوم العلوم فارقًا حقيقيًا في حياة الأفراد الذين يعيشون في قطر فحسب، ولكنه يحقق الفائدة لسكان المنطقة على نطاق أوسع، حيث يتناول العديد من القضايا المهمة، مع قدرته على إحداث الفارق بالفعل في حياة أفراد مجتمعاتنا".
وفضلًا عن الاختراعات التي تساهم في تعزيز التفوق الرياضي، نجح البرنامج في تقديم اختراعات أخرى، من بينها ابتكارات تسعى إلى التخفيف من حدة المشاكل لدى ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث طور المخترع السوري أنور المجركش، مهندس الكهرباء والاتصالات، "وسادة ذكية" لضعاف السمع خلال مشاركته في منافسات الموسم الخامس من برنامج نجوم العلوم. ويتيح اختراع المجركش للمستخدم تنزيل تطبيق "Braci"، الذي يستخدم تكنولوجيا البلوتوث لتنبيه ضعاف السمع بما يحدث في الأوساط المحيطة بهم من خلال عوامل الاهتزاز والانتباه للضوء واستخدام حاسة الشم بمساعدة تطبيقات الهاتف الذكي.
وفي محاولة لتحسين حياة الأشخاص الذين يتعرضون لتحديات بدنية وذهنية، أسس المبتكر السعودي أحمد الغازي شركة أجهزة طبية في وادي السيليكون لإنتاج جهاز "قووم"، وهو جهاز آلي مسجل باسم الغازي في العديد من دول العالم، يساعد على الوقوف والجلوس والمشي لكبار السن وذوي الإعاقة. وحصل أحمد على أول جوائزه في الموسم الثاني من برنامج نجوم العلوم، ومهد الطريق لابتكار منتجات أخرى للحفاظ على صحة كبار السن وتعزيز جوانب استقلاليتهم واعتمادهم على أنفسهم.
ومن المتوقع أن تساهم الإضافة التي سيقدمها البرنامج هذا الموسم في إلهام الجماهير للمشاركة في برنامج نجوم العلوم وتحفيز مجموعة جديدة من المبتكرين على التقدم للمشاركة في البرنامج خلال العام القادم. وفضلًا عن ترويجهم للبرنامج، فقد ترك المشاركون السابقون واختراعاتهم السابقة أثرًا ملموسًا على المنطقة من خلال نجاح ابتكاراتهم الرائعة والمفيدة، ولا شك في أنهم سيعكسون بجلاء مظاهر ازدهار اقتصاد المعرفة في منطقة الشرق الأوسط.
ويساهم البرنامج، الذي انطلق بمبادرة من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في دفع مسيرة البحث العلمي وجهود الابتكار في المنطقة وتغيير طريقة التفكير إزاء العلوم والبحوث. وقد ترك البرنامج، على مدار السنوات الثمانية الماضية، إرثًا تعليميا وبحثيًا ثريًا، حيث ساهم في تعزيز مكانة قطر كدولة رائدة في مجال تعزيز قدرات المواهب الشابة. وتابع الجماهير في جميع أنحاء العالم العربي المبتكرين المجتهدين أثناء عرضهم لحلولهم المبتكرة التي تتناول التحديات الإقليمية والعالمية في قطاعات تقنية المعلومات والطاقة والبيئة والصحة.
وتذاع الحلقة الأولى من البرنامج يوم السبت الموافق 17 سبتمبر في تمام الساعة العاشرة مساءً على قناة MBC. للمزيد من التفاصيل، يرجى التكرم بزيارة الموقع الإلكتروني التالي: www.starsofscience.com.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.