مؤسسة حمد الطبية تساهم في الحفاظ على نعمة السمع لآلاف المرضى

ساهمت وحدة السمع والتوازن منذ تأسيسها في دولة قطر في توفير معينات السمع لأكثر من 5000 شخص يعاني من ضعف السمع وساعدت 245 شخصاً على استعادة سمعهم أو السمع لأول مرة في حياتهم من خلال إجراء عمليات زراعة القوقعة.
وتقدم وحدة السمع والتوازن التي افتتحت عام 2003 برنامجاً كاملاً من الإجراءات التشخيصية والعلاجية حيث توفر خدماتها للبالغين والأطفال المصابين بضعف أو فقدان السمع. ويعتبر الكشف عن ضعف أو فقدان السمع لدى الأطفال في مرحلة مبكرة من عمرهم في غاية الأهمية لاسيما وأن ضعف السمع من شأنه أن يؤدي إلى تأخر في تطوير مهارات الإصغاء والقدرة على الكلام بشكل طبيعي.
وتعتبر دولة قطر سبّاقة في تطبيق برنامج الكشف المبكر عن ضعف وفقدان السمع لدى الأطفال. ففي العام 2003، أنشئ البرنامج الوطني للكشف المبكر عن ضعف السمع والذي وفّر لجميع المواليد في قطر فحوصات الكشف المبكر عن اضطرابات السمع قبل خروجهم من المستشفى. وبموجب هذا البرنامج، يخضع جميع الأطفال مجدداً لهذا الفحص في عمر يتراوح بين 2 و3 أشهر عند أول تطعيم يخضع له الطفل ثم يعاد للمرة الثالثة قبل الالتحاق بالمدرسة.
ويعتبر فقدان السمع الحسي العصبي من أكثر الحالات التي يتم تشخيصها وعلاجها في وحدة السمع والتوازن ، وهو ينقسم إلى فئتين: فقدان السمع المكتسب الذي يحدث بعد الولادة ويكون سببه عوامل متعددة تشمل التقدم في السن، الضوضاء (فقدان السمع الناجم عن الضجيج)، الأمراض أو الالتهابات، وإصابات الحوادث. أما فقدان السمع الحسي العصبي الوراثي فهو حالة تولد مع الطفل إما بفعل عامل الوراثة أو نمو غير طبيعي في فترة الحمل. ويخضع كل عام أكثر من 600 من البالغين والأطفال المصابين بفقدان السمع الحسي العصبي للعلاج في وحدة السمع والتوازن.
وفي هذا السياق، سرد الدكتور خالد عبدالهادي - استشاري أول ورئيس وحدة السمع والتوازن بمؤسسة حمد الطبية- قصة فتاة قطرية صغيرة ولدت صماء في العام 2008 وتمكنت من السمع لأول مرة في حياتها بعد خضوعها لعلاج فقدان السمع الحسي العصبي، حيث قال: "ولدت (روضة) في مستشفى النساء في العام 2008 وبعد ولادتها بيوم واحد خضعت لفحص السمع الروتيني الذي يوفره البرنامج الوطني للكشف المبكر عن ضعف السمع لجميع المواليد الجدد. وبعد الاشتباه بانعدام السمع لديها، طلب فريق الرعاية من والديها العودة إلى المستشفى بعد أسبوعين لإخضاعها لفحص آخر. "
وبعد تشخيص روضة، تم تركيب سماعات في أذنيها وبدأت تلقي العلاج اللفظي السمعي ثلاث مرات في الأسبوع حيث هدف هذا العلاج المتخصص إلى تمكين الطفلة من تعلّم كيفية التحدث من خلال الإصغاء. إلا أن روضة صادفتها صعوبات في تعلّم الكلام. فبدأ فريق الرعاية بمناقشة خيار زراعة قوقعة في أذنيها مع أسرتها. وقبل المضي قدماً بعملية الزراعة، حرص فريق زراعة القوقعة على توفير المعلومات والمشورة لأسرة الطفلة حول العملية الجراحية والرعاية التي ستتطلبها الطفلة بعد خضوعها لها.
والقوقعة هي عبارة عن جهاز إلكتروني يتيح للمرضى الذين لم يستجيبوا بالكامل لمعينات السمع سماع الأصوات حيث قد تساهم عمليات زراعة القوقعة في بعض الحالات بتحقيق نسبة نجاح أكبر مما كان عليه الوضع مع السماعات وذلك لأن جهاز القوقعة يحوّل الصوت إلى إشارات كهربائية تتخطى الأذن الداخلية المصابة بخلل وتحفّز العصب السمعي مباشرة.
وتتمتع اليوم الطفلة روضة البالغة من العمر تسع سنوات بالصحة والعافية وهي تعيش حياة سعيدة حيث يفتخر أطباؤها بأنها من أفضل التلامذة في صفها وهي تتحدث اللغتين العربية والانجليزية بطلاقة.
واحتفالاً باليوم العالمي للسمع الذي يصادف 3 مارس من كل عام ، تنظّم مؤسسة حمد الطبية سلسلة من الفعاليات التثقيفية لموظفيها والجمهور بهدف رفع مستوى التوعية بمدى انتشار ضعف السمع حول العالم ومدى أهمية التركيز على التدابير الوقائية لحماية السمع.
واختتم الدكتور عبدالهادي بقوله: "حرصاً على تسليط الضوء على اليوم العالمي للسمع، قمنا بتنظيم عدد من الأنشطة بما فيها المحاضرات وزيارة المدارس والفعاليات المجتمعية لتعريف الجمهور بضعف السمع الذي يعاني منه أكثر من 466 مليون شخص حول العالم."
خلفية عامة
مؤسسة حمد الطبية
تعتبر مؤسسة حمد الطبية المؤسسة الأولى غير الربحية التي توفر الرعاية الصحية في دولة قطر، وقد تم تأسيسها بموجب مرسوم أميري في العام 1979، وهي تدير خمسة مستشفيات متخصصة هى: مستشفى حمد العام، ومستشفى الرميلة، ومستشفى النساء والولادة، ومستشفى الأمل، ومستشفى الخور، وقد شهدت المؤسسة منذ تأسيسها تطوراً متسارعاً في مختلف مرافقها الطبية، مما مكنها من توفير خدمات تشخيصية وعلاجية عالية الجودة لمختلف الأمراض والتي لم تكن متاحة من قبل إلا في مراكز طبية خارج الدولة.