الدوحة تستضيف مؤتمر الرابطة الدولية لمجمعات العلوم ومجالات الابتكار 2014

تنطلق في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، يوم الأحد، فعاليات الدورة الـ 31 من "مؤتمر الرابطة الدولية لواحات العلوم ومجالات الابتكار 2014"، الذي تستضيفه واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر، إحدى هيئات قطاع البحوث والتطوير في مؤسسة قطر، في أول انعقاد لهذا الحدث العالمي في عاصمة عربية.
وقد وفد المشاركون من 54 بلداً لحضور هذا المؤتمر الذي يُعدّ الملتقى الدولي لرؤساء واحات العلوم والتكنولوجيا المسؤولين عن صياغة أجندة الابتكارات، ومن بينهم ممثلين عن واحة الكويت للتكنولوجيا الصناعية، وواحة المعرفة مسقط، ووادي الرياض للتقنية، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا والمركز التكنولوجي الإقليمي في الأردن.
ويتسق تنظيم هذا المؤتمر مع رسالة مؤسسة قطر ودورها الساعي إلى بناء قدرات الإبتكار والتكنولوجيا في قطر، من خلال البحوث في مجالي التعليم والعلوم.
تمتد فعاليات المؤتمر على مدار أربعة أيام، تبدأ بندوة خاصة يعقدها الخبراء لبحث سُبُل مساعدة مراكز الابتكار الجديدة حول أفضل وسائل التطور والنجاح. أما الافتتاح الرسمي للمؤتمر فسيكون يوم الاثنين 20 اكتوبر، بحضور ومشاركة السيد تشاد هيرلي، المؤسس المشارك لموقع يوتيوب، أكبر وأشهر موقع لتحميل أفلام الفيديو، وثالث أكثر المواقع زيارةً على مستوى العالم. وسيلقي السيد هيرلي كلمة الافتتاح، بحضور الوفود الدولية المشاركة وكبار الشخصيات ومتخصّصي الابتكار العالميين، إلى جانب عدد من طلاب الجامعات.
ويقول السيد حمد الكواري، المدير التنفيذي لواحة العلوم والتكنولوجيا في قطر ورئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر الرابطة الدولية لواحات العلوم ومجالات الابتكار 2014 في الدوحة: "نرحب دائماً بكبار ممثلي مجتمعات دعم الابتكار في الدوحة. نحن نشهد اليوم حدثاً عالمياً ذو أهمية كبرى لمستقبل غنيّ بالمعرفة والابتكار والتكنولوجيا في الشرق الأوسط".
ويضيف الكواري: "لقد سعينا، في البداية، إلى إنشاء واحات العلوم والتكنولوجيا، ومنصات الابتكار والمجمعات الاقتصادية. واليوم، بعد أن وضعنا البنية التحتية الأساسية للابتكار، حان الوقت للتركيز على تنمية البرامج التي تقدمها هذه الجهات. وتعتبر واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر نموذجاً يحتذى به في تقديم الدعم التجاري وخدمات الأعمال وتقييم السوق، وهو ما سيمكننا من الريادة بمجالات الأعمال التكنولوجية والملكية الفكرية، بما يسهم في حفظ الموارد الطبيعية لدولة قطر".
وتضطلع المجمّعات العلمية بدور اقتصادي كبير في المنطقة العربية، بحسب ما يشير السيد أسامة اللواتي، المتحدث باسم الرابطة الدولية لمجمعات العلوم ومجالات الإبتكار، من مجلس البحوث في عُمان، وفق إحصائية الرابطة الوطنية لحاضنات الأعمال.
ويشير اللواتي إلى أن الشركات التي تدعمها حاضنة حظيت بمعدل نجاح بلغ 87٪ بعد 5 سنوات، مقابل 47٪ فقط للشركات غير المحتضنة.
وكانت دراسة أجرتها شركة بيرنج بوينت للاستشارات التكنولوجيا والادارية عن القرية الذكية بمصر، قد أظهرت أن هذه القرية حققت نمواً في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر بنسبة 14.6٪ عام 2009، كما ساهمت بشكل كبير في استدامة نمو الاقتصاد المصري، بمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية.
وعلى الرغم من ظهور مجمعات العلوم والتكنولوجيا في العالم منذ عام 1950، في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، إلا أنها لا تزال جديدة نسبياً في دول مجلس التعاون الخليجي وأجزاء من المنطقة العربية، إذ يبلغ عددها حالياً 31 مجمعاً للعلوم في الشرق الأوسط، وفق أرقام منظمة اليونيسكو. ويشير تقرير اليونسكو للعلوم إلى أنّ الأوساط الأكاديمية والصناعية في الدول العربية يمكن أن تجني فوائد ضخمة من إنشاء مجموعات البحوث والتكنولوجيا.
وأشار التقرير أن دولة قطر هي واحدة من الدول العربية التي تصدّت لهذا الوضع، من خلال إنشاء واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر، والدفع باتجاه تنفيذ استراتيجية البحوث الوطنية للدولة.
وتجدر الإشارة إلى أن الرابطة الدولية لواحات العلوم ومجالات الابتكار (IASP)، وهي منظمة غير حكومية تتمتع بوضع استشاري خاص لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، تنظم هذا المؤتمر بشكل سنوي، ليقدّم فرصة مهمة لمجمعات العلوم والتكنولوجيا الناشئة، أو التي في طور النشوء، لاستكشاف واستيعاب المفاهيم الرئيسية، مثل صياغة المفاهيم والتخطيط وإدارة المجمعات العلمية وغيرها.
يحظى تنظيم هذا المؤتمر برعاية العديد من الشركات، منها الخطوط الجوية القطرية، الناقل الرسمي للمؤتمر. كما حصل المؤتمر على الرعاية الذهبية من المجتمع الدولي للابتكار ومن واحة سكولكوفو للابتكارات والتي تعد واحدة من كبرى واحات التكنولوجيا والأعمال بالقرب من مدينة موسكو في روسيا.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.