كلية الدراسات الإسلامية تنظم المؤتمر العالمي التاسع للاقتصاد والتمويل الإسلامي في تركيا

تحت رعاية سعادة رئيس الجمهورية التركية، السيد عبدالله جول، انعقد في الشهر الماضي المؤتمر العالمي التاسع للاقتصاد والتمويل الإسلامي بمدينة إسطنبول. وقد حمل هذا المؤتمر عنوان "النمو والعدالة والاستقرار من منظور إسلامي".

وشارك بتنظيم المؤتمر وتمويله كل من المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب التابع للبنك الإسلامي للتنمية، ومركز الاقتصاد والتمويل الإسلامي التابع لكلية الدراسات الإسلامية في قطر – جامعة حمد بن خليفة، ومركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية، والجمعية الدولية للاقتصاد الإسلامي، وذلك بحضور عدد كبير من المهتمين بالاقتصاد الإسلامي من كافة أنحاء العالم. 

وعلّق سعادة الرئيس التركي في كلمة تلت المؤتمر، قائلاً: "يسعدني أن أرى هذا العدد الكبير من الأكاديميين والمصرفيين والاقتصاديين في هذا المؤتمر، وكلهم خبراء من ذوي الكفاءة في مجالات عملهم"، وأردف قائلاً: "ويسعدني حضوري هنا لكوني قد عملت سابقاً كباحث اقتصادي لمدة ثماني سنوات في بنك التنمية الإسلامي، وكسياسي لعب دوراً هاماً في مجال إقرار السياسة الاقتصادية والمالية لتركيا، فضلاً عن وظيفتي الحالية كرئيس للجمهورية. إنني أتمنى من أعماق قلبي أن تسهم بحوثكم القيّمة في الوصول إلى عالم أكثر عدلاً وازدهاراً.. ولكم مني أحر التحيات".

وقد لعب مركز الاقتصاد والتمويل الإسلامي دوراً فاعلاً في إنجاح المؤتمر، وذلك من خلال كونه راعياً للمناسبة وكمنسق للجنة الأكاديمية.

وأبدى الدكتور طارق الله خان، رئيس اللجنة الأكاديمية وأستاذ الاقتصاد الإسلامي بكلية الدراسات الإسلامية بقطر ورئيس الجمعية الدولية للاقتصاد الإسلامي، سعادته الغامرة بنتائج المؤتمر، قائلاً: "يتم تنظيم هذا المؤتمر بصفة دورية منذ عام 1976. وخلال السنوات العشرين الماضية، قامت الجمعية الدولية للاقتصاد الإسلامي بتنظيم هذا المؤتمر، بدعم من المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب التابع لبنك التنمية الإسلامي، فضلاً عن شركاء آخرين. ومنذ عام 2011، أصبحت كلية الدراسات الإسلامية شريكاً بالتنظيم من خلال مركز الاقتصاد والتمويل الإسلامي".

وقد ضم المؤتمر خبراء مشهود لهم في مجال الاقتصاد الإسلامي، مثل منذر قحف وعمر شابرا ونجاة الله صديقي.

وقام المدير العام للمعهد الإسلامي للبحوث والتدريب، السيد عزمي عمر، بتلاوة البيان الختامي للمؤتمر، قائلاً: "يؤمن الحاضرون بأن تقدماً كبيراً قد تم إحرازه خلال العقود الأربعة الماضية، ولكن محور البحوث قد انتقل أكثر فأكثر إلى الصيرفة الإسلامية. وهناك حاجة ماسة للعمل على النظريات الاقتصادية وتطبيقاتها من وجهة النظر الإسلامية. ومن جهة أخرى، فإن المشاركين هم على دراية تامة بضرورة إجراء تعديلات أساسية في النظام الاقتصادي والمالي العالمي، وذلك نتيجة للأزمة المالية الأخيرة. ومن هنا، فهم على ثقة بأن نظاماً اقتصادياً ومالياً جديداً يعتمد المبادىء الإسلامية سيجنب العالم مساوىء النظام الحالي الذي أوصل العالم إلى أزمته الراهنة".

وعقدت 30 جلسة جانبية خلال المؤتمر، تم خلالها تناول 132 بحثاً مختلفاً. وركزت هذه البحوث على الاقتصاد الإسلامي من النواحي النظرية والتطبيقية، والعدالة الاقتصادية والاجتماعية والتنمية البشرية، وتمكين الناس من خلال أنشطة الزكاة والوقف، وأخلاقيات الاقتصاد الإسلامي، وأسواق المال الإسلامية، والمسؤولية المجتمعية للشركات. ويمكن للراغبين الاطلاع على هذه البحوث على موقع http://conference.qfis.edu.qa/agenda

وفي كلمته الختامية، عبّر الدكتور أحمد محمد علي المدني، مدير بنك التنمية الإسلامي، عن شكره لكلية الدراسات الإسلامية بقطر، وجامعة حمد بن خليفة، ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والجمعية الدولية للاقتصاد الإسلامي، وجميع الهيئات المنظمة لمساهماتها القيّمة على مدار السنوات في مجال دعم البحوث الأكاديمية في مجال الدراسات الاقتصادية والصيرفة الإسلامية.

ورحب المشاركون بعرض كلية الدراسات الإسلامية – جامعة حمد بن خليفة، والجمعية الدولية للاقتصاد الإسلامي، باستضافة الدوحة للمؤتمر العاشر في ديسمبر 2014 المقبل.