قمة "وايز"، إحدى مبادرات مؤسسة قطر، تبحث أهمية اعتماد الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية من زاوية الفرص والتحديات

بيان صحفي
تاريخ النشر: 14 نوفمبر 2025 - 03:57 GMT

قمة "وايز"، إحدى مبادرات مؤسسة قطر، تبحث أهمية اعتماد الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية من زاوية الفرص والتحديات

في ظل التحوّلات الكبرى التي يشهدها العالم بفعل الذكاء الاصطناعي، الذي أحدث تغييرات عميقة في مختلف القطاعات، بما في ذلك التعليم، يجد المعلّمون اليوم أنفسهم أمام واقع جديد بات يتطلّب أدوات ومهارات غير مسبوقة.

ورغم الحماس المتزايد بشأن مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، يكشف استطلاع حديث أن العديد من المعلّمين ما زالوا غير مستعدين لتوظيفه بالفعالية المنشودة. ففي قطر، أظهر 30 في المائة فقط من المعلمين المشاركين في الدراسة فهمًا عميقًا لطريقة عمل الذكاء الاصطناعي في التعليم.

في هذا الصدد، قالت ريم السليطي، مدير البحوث وسياسات التعليم في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز"، إحدى مبادرات مؤسسة قطر: "تُبرز هذه النتائج فجوة معرفية تحتاج إلى معالجة عاجلة من خلال برامج تطوير مهني موجّهة للمعلّمين."

تُقدّم الدراسات التي أجرتها "وايز"، بالتعاون مع كلية "روسيير" للتربية بجامعة جنوب كاليفورنيا، والتعلّم المفتوح بمعهد ماساتشوستس للتقنية، وجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، رؤية شاملة حول كيفية تبنّي المعلّمين حول العالم لتقنيات الذكاء الاصطناعي في توفير تعلم فردي، وإدارة الصفوف الدراسية، وإعداد الطلبة لعالم تقوده التكنولوجيا.

وشملت هذه الدراسات مجموعة من البلدان، مثل قطر والولايات المتحدة والهند والفليبين وكولومبيا وغانا وأوغندا، وذلك لتسليط الضوء على فرص الذكاء الاصطناعي وتحدّياته في التعليم.

وأظهرت نتائج الأبحاث العالمية التي أجرتها قمة "وايز"، أن قطر تمتلك بنية تحتية رقمية متقدمة وحماسًا كبيرًا لتبني الذكاء الاصطناعي في التعليم، لكنها ما تزال تواجه تحديات تتعلق بمدى جاهزية المعلمين وإمكانية الوصول إلى الأدوات التعليمية.

وأضافت السليطي أنه "على الرغم من قوة البنية التحتية الرقمية في قطر، أظهرت دراستنا المشتركة مع معهد ماساتشوستس للتقنية، أن العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي ليست مدمجة جيدًا في المنصات العربية أو متوائمة مع المناهج الدراسية المحلية."

وقد أكد المعلمون حاجتهم إلى أدوات تراعي الخصوصية الثقافية واللغوية وتدعم التعليم المتمايز للطلبة متعددي اللغات وذوي الاحتياجات الخاصة.وفي دراسة أخرى أجرتها" وايز" بالتعاون مع كلية "روسيير" للتربية، شملت خمس بلدان، أفاد 60 في المائة من المعلمين بأن الذكاء الاصطناعي ساعدهم على تكييف التعليم بما يتناسب مع احتياجات الطلاب المتنوعة، من حيث المحتوى والوتيرة وصولًا إلى تقديم الدعم الموجّه الذي يتيح تجارب تعليمية أكثر تخصصًا. إلا أن العديد منهم أشاروا إلى أن الأدوات المتاحة ما تزال غير متوافقة مع المناهج الدراسية المحلية والسياقات الثقافية.

وعن هذا المعطى، علّقت السليطي قائلةً: "نحن بحاجة إلى ذكاء اصطناعي يعكس لغتنا وهويات طلابنا وأهدافنا التعليمية."

كما تُسلط أبحاث "وايز" الضوء على الجوانب الأخلاقية المعقّدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية، إذ عبّر المعلّمون عن مخاوفهم بشأن خصوصية البيانات، والتحيّز الخوارزمي، وتعزيز الفجوات القائمة.

وفي دول الجنوب العالمي، يشكّل الوصول غير المتكافئ للأجهزة والإنترنت والكهرباء عائقًا أمام دمج الذكاء الاصطناعي بصورة عادلة، حيث يستفيد منه الطلاب المتفوقون وذوو الموارد الجيدة، على حساب الفئات الأخرى المتخلفة عن الركب.

وأوضحت السليطي أن "الفجوات التعليمية لا تنشأ من الذكاء الاصطناعي في حد ذاته، بل من غياب التدريب الكافي لتمكين المعلمين على دمجه بطريقة عادلة وشاملة. كما يحتاج المعلّمون إلى أدوات ذكاء اصطناعي يدعم أولئك الذين يواجهون تحديات، والطلاب متعددي اللغات وذوي الاحتياجات الخاصة. كذلك، يحتاج المعلمون إلى سياسات مؤسسية واضحة بشأن سلامة البيانات، والنزاهة الأكاديمية، والاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي."

وقالت: "إن المعلمين في قطر عبروا عن حاجتهم إلى توجيه مؤسسي أكثر وضوحًا حول الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك خصوصية البيانات، والنزاهة الأكاديمية والممارسات الصفية المقبولة. إنهم متحمسون للابتكار، لكنهم بحاجة إلى دعم وسياسات تُمكّنهم من ذلك بكل مسؤولية."

اعتُبرت الشهادات الرسمية المرتبطة بالاعتراف على المستوى الوطني أو المدرسي حافزًا مهمًا يعزز ثقة المعلمين ومكانتهم.  في الوقت نفسه، أكد المعلمون أن التدريب الفعال بشأن الذكاء الاصطناعي يجب ألا يقتصر على استخدام الأدوات التقنية، بل أن يشمل الممارسة العملية، وتطبيق السيناريوهات الصفية، والحصول على دعم طويل الأجل من خلال التوجيه ومجموعات الدعم.

وأوضحت: "لا يمكن للمعلمين أن يبحروا وحدهم في عالم الذكاء الاصطناعي؛ تُظهر بحوث "وايز" أن ثقة المعلّم تتضاعف عند توفر الدعم المؤسسي. ومع ذلك، ما يزال كثير منهم يعملون في بيئات تفتقر إلى سياسات واضحة تتناول قضايا، مثل انتحال المعلومات، والخصوصية، واستخدام الطلاب للذكاء الاصطناعي."

وأشارت إلى أنه "يجب على صانعي السياسات توفير إرشادات واضحة، وتحديث قوانين سلامة الأطفال، وضمان عدالة البنية التحتية، وخاصة في المناطق الريفية والمناطق ذات الدخل المنخفض."

ووفقًا للسليطي، يُطلب من المعلمين استخدام الذكاء الاصطناعي في نظم ما تزال مصممة للفصول الدراسية التقليدية غير المجهزة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث لفتت إلى أنه "يجب أن تتطور المناهج الدراسية والتقييمات والمعايير لتعكس التعلم التعاوني القائم على الاستقصاء."

وتقدم" وايز" للمعلمين الذين يأخذون غمار رحلتهم مع الذكاء الاصطناعي لأول مرة توصية بسيطة: ابدأوا بخطوات صغيرة وهادفة، كاستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة وليس كبديل. تقول السليطي:" "ابدأوا بحالة استخدام واحدة محددة الهدف، مثل إعداد خطط الدروس أو إنشاء نصوص قراءة متنوعة تناسب مستويات مختلفة من الطلاب، مما يبني الثقة لدى المعلمين مقارنةً بمن يحاولون استخدام أدوات متعددة في وقت واحد."

ستُعقد النسخة الثانية عشرة من القمة العالمية للابتكار في التعليم" وايز" يومي 24 و25 نوفمبر، تحت شعار: "الإنسان أولًا: القيم الإنسانية في صميم النُظم التعليمية"، وستجمع قادة التعليم والخبراء وصناع التغيير من جميع أنحاء العالم في مركز قطر الوطني للمؤتمرات. يذكر أن هذه القمة تعقد مرة واحدة كل سنتين.

خلفية عامة

مؤسسة قطر

تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.

توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن