قطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر ينظّم ورشة عمل لتعزيز القدرات البشرية في البلاد

نظّم قطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع فعالية رفيعة المستوى حول سبل تطوير رأس المال البشري اللازم لبناء مستقبل مستدام قائم على المعرفة في دولة قطر، والطرق التي تكفل للروّاد في المجالات البحثية والأكاديمية دفع عجلة التطوير في هذا المجال، عبر تضافر الجهود والعمل المشترك.
انعقدت الورشة في المقر الرئيسي لمؤسسة قطر، وناقش المشاركون فيها، الذين مثّلوا مختلف الوزارات والمعاهد البحثية والجامعات، المبادراتِ والبرامجَ التي تم تصميمها بهدف زيادة الكفاءات في مجال البحوث والتطوير في دولة قطر، وأهم التحديات والأولويات في هذا المجال، والحلول والتحسينات الممكنة.
تناولت الورشة ضرورة التطوير المستمر لرأس المال البشري في دولة قطر في مجال البحوث والتطوير، الذي يعدّ أحد الأهداف الرئيسية لاستراتيجية قطر الوطنية للبحوث؛ واستهدفت، عبر الجمع بين الكيانات والمؤسسات التي تعمل ضمن نطاقات بحثية وتعليمية متنوعة وتمتلك أهدافًا مشتركة، تحديد مجالات الاهتمام المشترك ونطاق العمل، والتركيز على التكامل من أجل معالجة الثغرات المتعلقة ببناء القدرات، ودعم الباحثين والعلماء ذوي الكفاءة العالية واستبقائهم، وتعزيز قدرات القوى العاملة وثقافة البحث العلمي في البلاد.
وشارك في الفعالية وزارة التعليم والتعليم العالي، ووزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، وجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، والمعاهد البحثية التابعة لها، بما فيها معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، ومعهد قطر لبحوث الحوسبة، ومعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، بالإضافة إلى جامعة قطر، ومؤسسة حمد الطبية، ومختبر قطر لمكافحة المنشطات، والجامعتان الشريكتان لمؤسسة قطر وايل كورنيل للطب - قطر، وتكساس إي أند أم في قطر، وكذلك قطر بيوبنك، عضو مؤسسة قطر.
وخلال مائدة مستديرة، قدّمت الجهات المشاركة نبذة موجزة حول برامج بناء القدرات لديها، والمبادرات التي أطلقتها، فضلاً عن تبادل وجهات النظر والاقتراحات، في حين قدّم القائمون على ورشة العمل لمحة عامة عن برنامج قطر للريادة في البحوث، الذي يعدّ مبادرة فريدة لقطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر، تكرّس جهودها لتطوير الكفاءات المحلية في مجالي البحث العلمي وإدارة البحوث التي يُنتظر منها قيادة المسيرة لتحقيق رؤية قطر ، وإدارة برامج التمويل الخاصة ببناء القدرات التابعة للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، عضو قطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر.
وبهذه المناسبة، قال الدكتور ضرار خوري، المدير التنفيذي لتنظيم قطاعات البحوث والمبادرات الخاصة، والقائم بأعمال مدير قسم التعليم والتدريب والتطوير في قطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر: "يرمي قطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر، عبر توفير منتدى لأهم الجهات المعنية لمناقشة الاحتياجات في مجالي التعليم والتدريب المتعلق بتطوير القدرات البشرية في قطر، إلى تعزيز فهم المشهد الخاص بتوفير التعليم والتدريب ضمن هذا النطاق، بحيث يمكن التعرف على الثغرات ومعالجتها".
وأضاف قائلاً: "لقد وفرت ورشة العمل هذه الدعم للجهات المعنية من أجل تحديد مجالات التعاون، والاهتمامات، والعمل المشترك في ميدان بناء القدرات. كما تمخضت عنها أفكارٌ ونقاطُ انطلاق لبداية الحراك الذي سيسهم في تعزيز الكوادر البشرية في دولة قطر، وبالتالي تحقيق الأهداف المتعلقة بمجالي البحث والتطوير في البلاد".
يُشار إلى أن ورشة العمل قد سلّطت الضوء على واقع زيادة عدد الباحثين في دولة قطر 20 ضعفًا خلال الفترة من 2008 حتى 2015، حيث بلغ عددهم حوالي 1600 باحث، بمن فيهم أكثر من 250 باحثًا قطريًا. وتم التأكيد خلال الورشة على ضرورة مواصلة الاستثمار في تنمية القدرات البشرية في مجال البحوث والتطوير، لتعزيز النمو الاقتصادي والتنوّع في دولة قطر، وتأهيل القوى العاملة الكفؤة التي تعدّ من متطلبات المحافظة على مجتمع ناجح قائم على المعرفة. كما سلّط المشاركون الضوء على تصورات معينة بشأن المهن البحثية، والحفاظ على الكفاءات البحثية داخل البلاد، بوصفها بعضًا من التحديات الرئيسية التي ينبغي مجابهتها.
من جانبه، علّق الدكتور خالد الحر، مدير هيئة التعليم العالي بوزارة التعليم والتعليم العالي، قائلاً: "قدّم قطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر، من خلال ورشة العمل هذه، فرصة ثمينة للجهات المعنية في إثراء رأس المال البشري وتعزيزه في دولة قطر من أجل مشاركة المعرفة، وتبادل الأفكار ووجهات النظر، وتطوير فهم شامل للوضع المتعلق ببناء القدرات لدينا، والاحتياجات الضرورية لتحقيق أهدافنا في هذا المجال".
وأردف قائلاً: "يدرك القائمون على هذه المبادرة، أن تنسيق الجهود والتعلّم من الآخرين لتحديد مسارنا في المستقبل، هما السبيل الأمثل لمجابهة التحديات، وزيادة الموارد، وتوحيد الجهود والرؤى، وبالتالي تحقيق أهدافنا في مجال يتّسم بأهمية بالغة من أجل تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والرخاء لدولة قطر".
وفي ذات السياق، علّقت السيدة ريم السادة، منسق بعثات بقسم الابتعاث الحكومي، بوزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، بقولها: "تقوم ورش العمل هذه بدور محوري في ضمان حصول الشباب القطري على المؤهلات والخبرات التي يحتاجونها لخدمة الوطن في مجال البحوث والتطوير، ودعم تفعيل البحث العلمي، والتأكيد على أهميته في تحقيق الأهداف المحورية لرؤية قطر الوطنية 2030".
وفي ضوء المناقشات التي جرت خلال ورشة العمل، وتحليل الثغرات المتعلقة بتوفير برامج لتنمية القدرات، ستراجع الجهات المعنية المشاركة برامجها الحالية لبناء القدرات، بهدف إدخال آليات جديدة للتعاون المشترك، لدعم الشباب في سعيهم للانخراط بنجاح في مهن مجزية في مجال البحوث والتطوير، وضمان استمرار تطوير القدرات البشرية في دولة قطر.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.