تأسيس مكتب تجاري تمثيلي لغرفة دبي في أديس أبابا وتوقيع مذكرة تفاهم مع الإتحاد الإفريقي من ثمار البعثة الناجحة لغرفة دبي إلى أثيوبيا

أعلنت غرفة تجارة وصناعة دبي اعتزامها افتتاح مكتبٍ تجاري تمثيلي لها في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في نهاية العام الجاري لمساعدة رجال الأعمال الإماراتيين الراغبين بتأسيس أعمال لهم في أثيوبيا، والتوسع في القارة الإفريقية. وجاء الإعلان عن قرب افتتاح المكتب التجاري في ختام زيارة بعثة غرفة تجارة وصناعة دبي التجارية إلى أثيوبيا خلال الفترة من 15-17 مايو.

كما كشفت غرفة دبي عن الإتفاق مع الإتحاد الأفريقي لتوقيع مذكرة تفاهمٍ مشتركة وذلك في أكتوبر القادم على هامش فعاليات ملتقى الاستثمار في تجمع دول شرق إفريقيا الذي ستستضيفه غرفة دبي لبحث الفرص الاستثمارية في هذه الدول.

استراتيجية الغرفة في التوسع نحو أسواقٍ واعدة:

ويأتي قرار افتتاح مكتبٍ تمثيلي لغرفة دبي في أثيوبيا ليشكل باكورة سلسلةٍ من المكاتب التجارية التمثيلية التي تنوي الغرفة افتتاحها في عددٍ من الأسواق الواعدة لتعزيز تنافسية مجتمع الأعمال في دبي، وتعريف أعضائها بالفرص الاستثمارية المجزية وغير المكتشفة في هذه الأسواق الجديدة، وذلك انطلاقاً من استراتيجية عملها الجديدة بالتوسع إلى أسواق واعدة، واستكشاف الفرص الاستثمارية فيها، حيث يعتبر افتتاح مكتبٍ تمثيلي للغرفة في أسواقٍ واعدة جزءاً من حزمة من المبادرات التي تعتزم غرفة دبي إطلاقها بغرض تحفيز بيئة الأعمال في دبي، وتشجيع الاستثمارات الإمارتية في الأسواق الجديدة الواعدة.

واعتبر سعادة المهندس حمد بوعميم، مدير عام غرفة دبي أن البعثة حققت أهدافها وخرجت بفوائد كبيرة حيث أبدت شركات رغبتها بالاستثمار السريع في مشاريع جرى عرضها خلال اللقاءات، مشيراً إلى أن تنظيم هذه البعثة جزءٌ من استراتيجية موزونة وضعتها الغرفة للتعرف على الأسواق المجزية، حيث تمثل أثيوبيا وجهةً استثمارية مثالية لمجتمع الأعمال في دبي، يميزها قربها الجغرافي من دبي، ووجود فرصٍ هائلةٍ في قطاعات الزارعة والتشييد والبناء والسياحة والضيافة.

وأشار سعادته إلى أن هذه البعثة مثلت خطوة أساسية في استراتيجية الغرفة الرامية للتوسع إلى أسواقٍ جديدة، حيث لم يكن اختيار أثيوبيا عشوائياً بل مبنياً على دراساتٍ دقيقة بينت أهمية السوق الأثيوبية والتي تعتبر خامس أكبر اقتصاد في إفريقيا، وتسعى للتقدم للمرتبة الثالثة خلال الـ 10 سنوات القادمة، مبيناً أنه بإمكان دبي ان تصبح بوابةً للصادرات الأثيوبية إلى أسواق المنطقة في دول مجلس التعاون وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأوروبا.

وأوضح مدير عام غرفة دبي أن الإتفاق مع الإتحاد الإفريقي لتوقيع مذكرة تفاهمٍ مشتركة في المجالات الاقتصادية والتجارية يعكس التزام الغرفة بتهيئة كل الظروف الملائمة لمجتمع أعمال دبي للاستثمار المجزي

في القارة السمراء بما ينسجم مع السمعة العالمية العالية لشركات دبي، وقدرتها على الاستفادة من الفرص المتوفرة في أسواقٍ واعدة، معتبراً ان دبي كانت ومازالت سباقةً في الاستفادة من مزاياها بما يعود بالنفع على بيئة الأعمال فيها.

وجاءت هذه القرارات كنتائج أولية لبعثة غرفة دبي التجارية التي نظمتها الغرفة بدعمٍ من وزارة الخارجية والسفارة الإماراتية في أثيوبيا، وغرفة تجارة وصناعة أديس أبابا والقنصلية الأثيوبية في دبي. وقد قام الوفد الذي ضم 30 من كبار رجال الأعمال والشركات الإماراتية  كذلك بزياراتٍ ميدانية لعدد من المنشأت الصناعية والتجارية الهامة في أديس أبابا شملت مزرعة للأزهار ومصنع أقمشةٍ تركي، مطلعاً على إمكانية بحث شراكةٍ في هذه المجالات تفيد مجتمع الأعمال بدبي.

وتوجت زيارة بعثة وفد غرفة دبي التجارية التي ضمت إلى أثيوبيا بعقد ملتقى استثماري جمع أكثر من 200 مشارك جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية، ومناقشة فرص التعاون المشترك بالإضافة إلى عقد لقاءاتٍ ثنائية بين رجال الأعمال الإماراتيين والأثيوبيين، حيث أعرب رجال الأعمال الأماراتيين عن رغبتهم بالاستثمار سريعاً في السوق الأثيوبية، مطالبين الحكومة الأثيوبية بإعطاء وتوفير تسهيلاتٍ خاصة للمستثمرين الإماراتيين.

 استثمارات إماراتية جديدة في قطاعي الزراعة ومشاريع البنى التحتية:

وأشاد سعادة عبدالرحمن سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي بالمكتسبات التي خرجت بها البعثة التجارية معتبراً أن هذه البعثة التجارية هي الأكبر في تاريخ الغرفة، وقد حققت نتائج فورية باتفاق بعض الشركات على الشروع فوراً بمشاريع استثمارية مشتركة في مجال الزراعة والبنية التحتية، معتبراً أن افتتاح المكتب التجاري التمثيلي للغرفة في أثيوبيا أواخر العام الجاري يظهر رغبة الغرفة الواضحة في إفادة مجتمع الأعمال في دبي وتعريفه بالفرص والاستثمارات التي تعزز تنافسيته في الأسواق العالمية.

وأشار الغرير إلى أن البعثة ومن خلال الاجتماعات التي عقدتها على مدار الأيام الثلاثة خرجت برؤى واضحة حول الفرص الاستثمارية المتوفرة في أثيوبيا وخاصةً في مجال الزراعة والأغذية، حيث تستورد الإمارات حوالي 80% من احتياجاتها الغذائية، وفي حال تم الاستفادة من الأراضي الزراعية في أثيوبيا واستصلاحها وتصدير منتوجها إلى دبي وعبرها إلى أسواق المنطقة، فإن ذلك سيحقق أرباحاً كثيرة للشركات الإماراتية، وسيلبي إحدى الاحتياجات الاستهلاكية الرئيسية في الدولة.

وخلال الملتقى الذي أقيم في اليوم الثاني للزيارة، اعتبر معالي تاديسي هالي، وزير الدولة للصناعة في أثيوبيا أن الزيارة فرصة لتقريب وجهات النظر حول إمكانيات التعاون المشترك خاصةً وأن بلاده تتميز بوجود فرصٍ استثمارية في قطاعات الزراعة والبنية التحتية والصناعة والسياحة بالإضافة إلى وجود أيدي عاملة رخيصة، وتوفر المواد الأولية، مشيراً في هذا المجال إلى أن اقتصاد أثيوبيا سجل نمواً بلغ 11% خلال السنوات الثمان الماضية، في حين زادت صادراتها خلال نفس الفترة بنسبة 25%.

وتوقع هالي أن ينمو قطاع الزراعة في بلاده بحلول العام 2015 بنسبة 11.2% وقطاع الصناعة بنسبة 21.1%، مشيراً إلى أن الحكومة الأثيوبية تراجع حالياً العديد من القوانين والتشريعات والتي ستشكل مع إقرارها عاملاً جاذباً للاستثمارات الأجنبية وخاصةً الإماراتية.

وثمّن هالي زيارة وفد غرفة دبي إلى أثيوبيا معتبراً انها تعكس رغبةً صريحة بفتح صفحة جديدة من العلاقات الاقتصادية والثنائية بين دبي وأثيوبيا بما يحقق الفائدة لجميع الأطراف، مؤكداً أنها الخطوة الصحيحة لشراكةٍ حقيقية خلال السنوات القادمة.

تسهيلات خاصة للمستثمرين الإماراتيين:

ومن ناحيته أشار سعادة الدكتور يوسف عيسى حسن الصابري ، سفير دولة الإمارات في أثيوبيا إلى أن زيارة البعثة التجارية لغرفة دبي إلى أثيوبيا تلعب دوراً هاماً في تعزيز جسور التعاون والعلاقات بين البلدين القوية في الأساس حيث تقدمت الإمارات من المرتبة 18 كشريك تجاري واستثماري مع أثيوبيا إلى المرتبة التاسعة خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى النية لإقامة المعرض الإماراتي الأثيوبي أواخر هذه العام والذي سيستعرض الفرص الاستثمارية بين الجانبين.

وكشف الصابري أنه لمس من المسؤوليين الأثيوبيين رغبةً بتسهيل مهام بعثة غرفة دبي التجارية، والحرص على تذليل العقبات التي قد يواجهها المستثمرون الإماراتيون في أثيوبيا، وتوفير تسهيلاتٍ خاصةٍلهم

وأشاد سفير الدولة في أثيوبيا بمبادرة غرفة دبي باستكشاف السوق الأثيوبية، معتبراً انها مبادرةٌ في وقتها يمكن أن توفر أساساً لعلاقةٍ اقتصادية وتجارية مثمرة بين الإمارات وأثيوبيا على المدى الطويل.

 غرفة دبي تعزز تعاونها مع الاتحاد الأفريقي:

وخلال اجتماع آخر عقد خلال الزيارة، أشاد سعادة يوراسيتس موونيتشا، نائب رئيس الإتحاد الإفريقي بتجربة دبي الرائدة في عالم المال والأعمال، مشيداً بسمعتها العالية كوجهة تجارية هامة، ومركز لوجيستي متميز يصل الشرق بالغرب، معتبراً أن الاتفاق على توقيع مذكرة تفاهمٍ مع غرفة دبي نابعٌ من مصلحةٍ مشتركة بتعريف رجال الأعمال في دبي على فرص الاستثمار في القارة الإفريقية. وعبّر موونيتشا عن رغبة الإتحاد بتأسيس حضورٍ فعالٍ له في دول مجلس التعاون الخليجي من خلال دبي، معتبراً دبي بوابة الدول الإفريقية إلى أسواق المنطقة.

ودعا موونيتشا رجال الأعمال الإماراتيين إلى الاستثمار في قطاعات البنية التحتية والطاقة والموانىء والسكك الحديدة في القارة الإفريقية، مشيراً إلى الحاجة إلى تحسين الإنتاج الزراعي، والاستعانة بالتكنولوجيا

التي تمكن القارة الإفريقية من تحسين جودة محاصيلها، وتمكنها من تصدير الغذاء إلى أنحاء العالم، معتبراً انه يمكن لشركات دبي أن تلعب دوراً كبيراً في هذا المجال.

واعتبر رئيس الإتحاد الإفريقي ان مذكرة التفاهم المزمع توقيعها في أكتوبر المقبل بين غرفة دبي والاتحاد الإفريقي ستؤسس لمرحلةٍ جديدة من العلاقات المميزة بين الجانبين، مخاطباً الوفد الزائر بأنه جاء في الوقت المناسب للاستفادة من الفرص المجزية المتوفرة في إفريقيا.

ومن ناحيته أشار الغرير إلى اهتمام غرفة دبي بالقارة الإفريقية حيث استضافت الغرفة العام الماضي ملتقى الاستثمار الرابع لدول الكوميسا، وها هي اليوم ترسل بعثةً تجارية إلى أثيوبيا وستنظم في اكتوبر المقبل ملتقى الاستثمار في  تجمع دول شرق إفريقيا، معتبراً أن هذه المبادرات والجهود تمثل جزءاً من جهود الغرفة لدعم حركة الاستثمار مع إفريقيا.

وعبّر الغرير عن التزام الغرفة بمساعدة الإتحاد الإفريقي على تعزيز علاقاته بأسواق دول مجلس التعاون، موجهاً الدعوة للإتحاد الإفريقي لحضور فعاليات ملتقى الاستثمار في  تجمع دول شرق إفريقيا والذي يمكن أن يشكل منصةً لتعريف المنطقة بالدور الذي يلعبه الاتحاد الإفريقي والجهود التي يبذلها لتعزيز الشراكة التجارية والاقتصادية بين إفريقيا ودول المنطقة.

مذكرة تفاهم مع مفوضية الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية بإفريقيا:

كما اتفق حمد بوعميم خلال لقائه مع الدكتور عبدالله همروك، نائب السكرتير التنفيذي لمفوضية الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية بإفريقيا (UNECA) على توقيع مذكرة تفاهم  لتنظيم أطر التعاون ومجالاته بين الغرفة والمفوضية، وكيفية المساهمة في تسهيل دخول شركات دبي للأسواق الأفريقية. وسيتم توقيع مذكرة التفاهم خلال ملتقى الاستثمار في تجمع دول شرق إفريقيا الذي سيعقد في دبي في أكتوبر المقبل.

وتعتبر مفوضية الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية بإفريقيا مركزاً معلوماتياً للدراسات الاقتصادية والاجتماعية حول القارة الإفريقية، يوفر المعلومات حول الفرص الاستثمارية فيها. وتغطي المفوضية القارة الإفريقية بأكملها من خلال 5 مكاتب لها منتشرة في شمال وجنوب وشرق وغرب ووسط القارة الإفريقية.

رئيس الوزراء الأثيوبي يلتقي وفد الغرفة:

وثمّن فخامة ملس زيناوي، رئيس الوزراء الأثيوبي العلاقات المتميزة التي تربط بين دولة الإمارات وجمهورية أثيوبيا، مشيراً إلى أن بلاده تعمل على تعزيز علاقاتها من دولة الإمارات، والمساهمة في تسهيل ممارسة الأعمال بين الجانبين.

ودعا رئيس الوزراء الأثيوبي خلال استقباله وفد بعثة غرفة دبي إلى الاستفادة من فرص الاستثمار المتاحة في قطاعات الزراعة والبنية التحتية والطاقة والتجارة والمواصلات والسياحة، منوهاً بمبادرة غرفة دبي إلى فتح مكتب تجاري تمثيلي لها في أثيوبيا معتبراً أنها خطوة هامة تسهل حركة الاستثمار بين البلدين وترتقي بالعلاقات الثنائية إلى مستويات عالية.

وتمنى فخامته التوفيق لبعثة الغرفة في أثيوبيا مشيداً في الآن ذاته بدبي ونموذجها الاقتصادي الذي أثبت قوته ومرونته بوجه التحديات، مشيراً إلى رغبة بلادة في الاستفادة من تجربة دبي وخبراتها في كافة المجالات وخاصةً السياحة والضيافة.

وبدورة عرض الغرير لفخامة رئيس الوزراء الأثيوبي أهداف البعثة، وسبل الاستفادة من خبرة الشركات الإماراتية في تنمية وتطوير قطاعات البنية التحتية والاتصالات والسياحة والضيافة في أثيوبيا، مسلطاً الضوء عن أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بين الجانبين.

وأوضح الغرير أهمية دبي وموقعها الأستراتيجي كبوابة للصادرات الأثيوبية إلى العالم، حيث بإمكان دبي لعب دور أساسي في توسيع نطاق التجارة الأثيوبية مع العالم نظراً لما تمتاز به من بني تحتية متطورة ومرافق اللوجستية من الطراز الأول، مشيداً باهتمام معاليه بعلاقات قوية ومتميزة بين بلاده ودبي.