طلاب جامعة جورجتاون في قطر يستبدلون كتبهم بالمعاول خلال رحلة مع برنامج المشاركة المجتمعية

عاد ثمانية من الطلاب المشاركين في برنامج المشاركة المجتمعية، الذي تنظمه بجامعة جورجتاون في قطر، مؤخراً من دولة الفلبين. وقد تعرف الطلاب خلال هذه الرحلة بشكل مباشر على الجهود المتعلقة بإدارة الكوارث عقب إعصار يولاندا المدمر الذي أثر على حياة الملايين من الناس سنة 2013. ويوفر برنامج المشاركة المجتمعية تجربة تعليمية وعملية مباشرة لطلاب الجامعة في قطر، إذ يتضمن رحلات ميدانية في الفصل الدراسي الثاني، يتعرف خلالها الطلاب على جهود وإجراءات إدارة الكوارث كما هي في الواقع.
وقد التقى الطلاب على مدار عشرة أيام بالعديد من الشخصيات الفاعلة من قادة المجتمع المدني وممثلي الحكومة في مدينة سيبو، التي شكلت أحد المراكز اللوجستية الرئيسية في الفلبين خلال الفترة التي تلت الإعصار المدمر. كما عمل الطلاب في بناء المنازل بأنفسهم من خلال الشراكة مع مؤسسة "موئل من أجل الإنسانية".
وقال إنديواري مالكي ثوتاواتاج مسؤول التنمية الطلابية الذي نسق البرنامج مع ريبيكا بار ورافق الطلاب في رحلتهم التعليمية: "إن هذه الاجتماعات تعزز فهم الطلاب للقضايا، لأن كل طرف يقدم منظوره من زاوية مختلفة". وتجدر الإشارة إلى أن الطلاب كانوا قد أكملوا برنامج شهادة الهلال الأحمر القطري في إدارة الكوارث قبل الرحلة.
وباشر طلاب جامعة جورجتاون في قطر أعمال الحفر لإنشاء خزانات صرف صحي للمنازل بدلاً من تلك التي دمرها الإعصار، وعملوا جنباً إلى جنب مع أصحاب المنازل. وقالت الطالبة وردة عبد الرحمن الخليفة التي تدرس تخصص الثقافة والسياسة: "بالنظر إلى إجراءات السلامة المعمول بها، فإن كل الأعمال كانت تقام يدويا فقط، كما أن العمل يقوم به أناس عاديون وليسوا مهنيين. هذا ما جعل المهمة أكثر صعوبة بالتأكيد، لكنه منحنا أيضاً تجربة مختلفة. فكل شخص له دور في المشروع، وهذه هي المساواة فعلا".
وأضاف إنديواري: "ما هو عظيم حقاً في برنامج المشاركة المجتمعية هو أنه يسمح لطلابنا بأن يعيشوا تجارب حقيقية من واقع الحياة". يؤكد إنديواري، وهو الآن في عامه الثاني والأخير مع البرنامج، على أهمية المشاركة المجتمعية حيث يتعامل الطلاب مع تجارب حياتية واقعية، يتوجب عليهم فيها المشاركة والتواصل مباشرة مع المجتمع تماماً كما هو إسم البرنامج، ويضيف: "في الكثير من الأوقات، وعندما يحصل الطلاب على إجابات لأسئلتهم، فإن هذا يؤدي إلى طرح المزيد من الأسئلة. وهذا ما نريده بالضبط. لأن محصلته المزيد من التعلم والنضج. إنها عملية مستمرة".
وعندما سئل عن كيفية قياس أثر الزيارة على التعليم الجامعي، قال إنديواري: "إن الطلاب في سنتهم الأخيرة غالباً ما يدرجون القضايا التي تعاملوا معها خلال رحلتهم مع البرنامج ضمن أطروحة الدراسات العليا. وأما بالنسبة للتنمية الذاتية للطالب، فإن الفائدة تظهر على المدى البعيد".
خلفية عامة
جامعة جورجتاون قطر
تأسست جامعة جورجتاون في العام 1789 في واشنطن العاصمة، وهي واحدة من المؤسسات الأكاديمية والبحثية الرائدة في العالم. وفي العام 2005 أبرمت الجامعة شراكة مع مؤسسة قطر تأسست بموجبها جامعة جورجتاون قطر التي تسعى منذ تدشينها إلى التأسيس على السمعة العالمية التي اكتسبتها الجامعة عبر التعليم والبحوث وخدمة المجتمع. واستلهامًا لرسالة الجامعة المتمثلة في تعزيز الفهم الفكري والأخلاقي والروحي، تهدف جامعة جورجتاون قطر إلى الارتقاء بالمعرفة وتوفير تجربة تعليمية شاملة يعود نفعها على الطلاب والمجتمع بما يسهم في بناء أفراد يتمتعون بحس المواطنة العالمية ويلتزمون بخدمة البشرية.
تتخذ جامعة جورجتاون قطر من المدينة التعليمية في العاصمة القطرية الدوحة مقرًا لها، وتقدم برنامج بكالوريوس العلوم في الشؤون الدولية، وهو نفس البرنامج الأكاديمي المرموق والمعترف به دوليًا الذي تقدمه الجامعة في حرمها الرئيسي بواشنطن العاصمة. ويهدف هذا البرنامج الفريد متعدد التخصصات إلى إعداد الطلاب لمعالجة أهم القضايا العالمية وأكثرها إلحاحًا من خلال مساعدتهم في اكتساب مهارات التفكير الناقد والتحليل والاتصال وصقل هذه المهارات في إطار سياق دولي. ويحظى خريجو جامعة جورجتاون قطر بفرص شغل مناصب وظيفية في منظمات محلية ودولية رائدة تنشط في قطاعات متنوعة مثل التمويل والطاقة والتعليم والإعلام. كما يوفر حرم الجامعة في دولة قطر مقرًا لتقديم برنامجين آخرين للدراسات العليا: الماجستير التنفيذي في إدارة حالات الطوارئ والكوارث، والماجستير التنفيذي في القيادة.