صاحبة السمو تفتتح المنتدى الثاني للمنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية

افتتحت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، المنتدى الثاني للنهوض باللغة العربية، الذي تنظمه المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية، عضو المؤسسة، اليوم بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، وذلك تحت عنوان "مؤتمر التنشئة اللغوية للطفل العربي – الواقع وآفاق المستقبل".
وألقت صاحبة السمو كلمة ملهمة، شخّصت خلالها التحديات التي تواجهها اللغة العربية في عالمنا المعاصر، قائلة: "أخفقنا في احتواء المستجدات، وأدى الاستخدام السلبي لتقنيات التواصل إلى الإضرار باللغة العربية كثيراً، وإن لمن المحزن أن تكون عربية الأطفال قبل عدة عقود أفضل من عربيتهم في الوقت الحاضر".
وبينت صاحبة السمو بعضاً من التحديات التي تواجه اللغة العربية، ومنها تراجع الاهتمام الأسري باللغة العربية، وضعف مناهج وطرائق تدريسها، وانحسارها في البرامج التلفزيونية، وطوفان العولمة، وأكدت قائلة: "إذا ما أردنا أن نبقى ونصون هويتنا، فلا مناص من النهوض باللغة العربية وتأهيلها لمواكبة المعرفة الإنسانية ومفاهيمها".
ودعت صاحبة السمو إلى "استنهاض وحشد إرادة عربية رسمية ونخبوية وشعبية، على مستويات تشريعية وتعليمية وثقافية وإعلامية، لحماية اللغة العربية والنهوض بها"، مقترحة "تبسيط اللغة العربية في المناهج الدراسية، وإلزام البرامج التلفزيونية باستخدام الفصحى".
ومن جهته، شدد سعادة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن تركي السبيعي، رئيس مجلس أمناء المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية، على أهمية التنشئة اللغوية للأطفال، قائلاً: " لا يخفى أهمية التنشئة اللغوية للطفل في ترسيخ الهويةوإرساء الثقافة وبسط مبكر لسلطة اللسان على حقول العلم والمعرفة، ومن ثم الإسهام المتواصل بين الأجيال في العطاء والبناء والتقدم الحضاري".
وتدور أعمال المنتدى الثاني للنهوض باللغة العربية على مدار يومي 20 و21 يناير. وقد شهد اليوم الأول حلقات نقاشية تحت عنوان "واقع التنشئة اللغوية للطفل العربي"، و"واقع الإنتاج الإعلامي الخاص بالطفل العربي"، ومحاضرة بعنوان "تجارب رائدة في تعليم الفصحى"، فضلاً عن جلسات أبحاث وورش عمل عديدة، تناولت آليات اكتساب الطفل العربي لغته الفصحى، وأهمية فصل المستويات وتوظيف الحواس في تعليم اللغة، وآلية المعالجة الصوتية في الدماغ ودورها في التشخيص المبكر لمشكلات القراءة، والكتابة الإبداعية للطفل، وأثر تعليم اللغة الأجنبية في تعلّم العربية، ومعاجم الأطفال وأهميتها في اكتساب اللغة العربية، والإعلام الموجه للطفل وأثره في التنشئة اللغوية، وغيرها من المواضيع التي تمس جوهر عملية تعليم وتعلّم اللغة العربية لدى الأطفال.
وعلى هامش المنتدى، تم تنظيم معرض حول موضوع اللغة العربية وطرق تعليمها للأطفال، شارك فيه مكتبة قطر الوطنية، وقناة الجزيرة للأطفال، وأكاديمية قطر لتدريب المربيات، ومعهد قطر لبحوث الحوسبة، وعدد آخر من المؤسسات والمراكز المعنية. وضم المعرض كتباً للأطفال، وحدائق ألعاب، وبرامج تعليمية باللغة العربية، فضلاً عن أنشطة أخرى تساعد في تنمية مهارات الطفل اللغوية.
وجدير بالذكر أن المنظمة الدولية للنهوض باللغة العربية قد أنشئت في عام 2013 بهدف الارتقاء باللغة العربية عن طريق تفعيل المبادرات المتسمة بالإبداع والتميز، لتكون لغة تخاطب وبحث وعلم وثقافة.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.