سرّ نجاح الطالبين اللذين فازا في مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي

حصد الفيلم الوثائقي القطري الصقر والثورة عدة جوائز في بعض مهرجانات الأفلام، آخرها مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي، وهو يعد ثمرة جهد طالبين في جامعة نورثويسترن في قطر، قاما بتصوير الفيلم.
ويعتبر الفيلم، الذي سحر المشاهدين وحصد شهرة كبيرة، من تصوير كلاً من جاسم الرحيمي ورضوان إسلام وهما من طلاب جامعة نورثويسترن في قطر تخصصا في مجال الاتصالات، وقد زاد التقدير والاعجاب اللذين حصلا عليه من تواضعهما، مؤكدين أن نجاحهما يعتبر ثمرة البرامج العالمية المستوى التي تقدّمها الجامعة.
ويقول رضوان إسلام: "إذا كانت جامعة نورثويسترن قد لقّنتنا شيئاً، فهو، ومن دون أدنى شكّ، يتمحور حول كيفية رواية قصّة ما. فهذه الجامعة لا تدرّب مصوّرين ولا تخرّج منتجين ومخرجين. لكنها في المقابل تصنع من طلابها مؤلفين دراما ماهرين. ومن خلال التجارب الدراسية كلها التي اختبرناها والمشاريع الأخرى التي جمعناها، نصبح كٌتاب دراما قصصية".
أما جاسم الرحيمي فيؤكد أنه: "عندما حضرت للمرة الأولى إلى هنا، كنت مهتماً بشكلٍ أساسي بالتصوير الفوتوغرافي، علماً أنّها هواية شعبية ومشهورة في الدوحة والمنطقة على حدّ سواء. ولكن، وفي جامعة نورثويسترن في قطر، تعرفت إلى أسس تصوير الأفلام وتأليف الأفلام وكتابة القصص، الأمر الذي أتاح لي خياراً آخر تمثّل بالاهتمام بكيفية كتابة وسرد القصص".
في الحقيقة، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا الوثائقي الذي احتلّ المرتبة الثالثة عن فئة الأفلام الواعدة في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية في أبريل 2011، يصوّر المشاعر والأحاسيس المتناقضة التي تختلج في قلب مدرّب صقور من أصل مصري يعيش في قطر ويتابع بحزن عميق مستجدات الثورة المصرية، ولكن في الوقت نفسه يجدها أفضل تحمل بشائر جيدة.
وأشار الرحيمي قائلاً: "كجزء من صف الأستاذ تيموثي ويلكرسون حول إنتاج الأفلام الوثائقية، طلب منّا أن نؤلّف فيلماً وثائقياً يتمحور حول شخصية معينة ويستغرق بين خمس وعشرة دقائق. بدأنا أوّلاً نعمل على فيلم وثائقي حول مربي خيول عربية محض في الدوحة ولكن، ومع انطلاقة الربيع العربي، رأينا أن تأليف وثائقي حول ثورة عربية سيكون أفضل".
وتابع إسلام: "كنا ننقسم إلى مجموعات تتكون كل واحدة فيها من طالبين إثنين، وكانت الحصة قصيرة جداً بحيث لم يتسنَ لنا الوقت الكافي للعرض أمام أقراننا. لكن الجميع قدّر القصة؛ وقام بالنقد البنّاء لها، وإجمالاً وجدنا إعجاباً مبهراً بقصة الفيلمً".
ووفقاً لإسلام والرميحي، إن الالتحاق ببرنامج الاتصالات في جامعة نورثويسترن في قطر قد ساعدهما على فهم تعقديات رواية القصة.
فقال الرحيمي: "نحن قمنا بالتصوير وبإعداد الرسوم وغير ذلك الكثير، فالوثائقي ليس إلا الجزء الذي برز إلى العلن".
وأضاف إسلام:" ستلاحظون في فيلمنا لمسات من فن التصوير السينمائي الراقي وسترون قطعاً وتنسيقاً جيدين وستلفت انتباهكم مقاربة صحفية لعرض شخصية مثيرة للاهتمام تروي قصة فردية غاية في الانسانية. نحن لا ندّعي أننا الأفضل على الإطلاق. نحن نتعلم بالفعل وما زلنا طلاب وسنستمر في التعلّم. ولكن، هذه هي الميزات التي منحتنا إياها جامعة نورثويسترن في قطر".
وبالإضافة إلى ما سبق، لقي هذا الفيلم المزيد من التقدير والإعجاب عندما تبوأ المرتبة الأولى عن فئة صنع في قطر في مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي في نسخته الأخيرة التي نظّمتها مؤسسة الدوحة للأفلام. وقد كان من شأن هذا الحدث أن يدفع بهذا الثنائي إلى عالم جديد من الشهرة.
وقال الرحيمي: "أرى أن الجزء الأكثر تشويقاً من الفوز في مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي هو الانخراط في المجتمع. في الواقع، بدأ الناس يسألون عن الفيلم وعن جامعة نورثويسترن في قطر وعن نوع الأفلام التي نهتم بتأليفها وتصويرها، وأنا أؤمن بأن المدينة التعليمية ككل، تعتبر غاية في الأهمية بالنسبة لنا لإطلاق مبادرات تقودنا إلى المجتمعات المحلية وإلى إلهام الناس وتشبع فضولهم في الوقت نفسه حول ماهية المدينة التعليمية والمواد التي تعلّمها. وأنا آمل أن يقوم طلاب آخرون بهذه الخطوة أيضاً".
وأوضح إسلام: "كانت تجربة خيالية تفوق الطبيعة. فالأسماء التي كانت موجودة في القاعة والتقدير والشهرة العالمية والانخراط في المجتمع، كلها أمور وأحداث كانت أكثر ربحاً وإرضاءً بالنسبة لنا من الجائزة بحد ذاتها. ولا شك في أنّ هذه الجائزة منحتنا خبرة ما كنا لنحصل عليها بأي شكل من الأشكال الأخرى ونحن ممتنون جداً لذلك".
أما الدكتور إيفيريت إ. دينيس عميد جامعة نورثويسترن في قطر ومديرها التنفيذي فقد علّق على هذا الحدث قائلاً: "تعتبر هذ الجائزة إنجازاً عظيماً بالنسبة لهذين الطالبين الموهوبين وبالنسبة لكليّتنا. فنحن نفتخر كثيراً بهذا التقدير الذي اعترف بعملهما الرفيع المستوى لأنه ينذر بمستقبل واعد ومتألق للفائزين ولطلابنا الذي يتوقون للمساهمة في الثقافة الشعبية لبلدنا والشرق الأوسط والمجتمع العالمي على حد سواء".
وعلى خلفية نجاح مبادرتهما، يؤمن هذان الطالبان بأن الوقت قد حان للمضي قدماً وتنفيذ أعمال أكثر أهمية وأوسع نطاقاً.
فقد صرح إسلام قائلاً: "يراودني ويشغلني عدد كبير من الأفكار. قد يكون دافعها الحب أو الشغف أو الموهبة، ولكن وفي كل الأحوال، سأستمر بالقيام بذلك. وأنا أعدكم بتقديم المزيد من الأفلام الوثائقية أو الخيالية أو القصصية أو الرسوم المتحركة".
أما بالنسبة لرحيمي، فهو ينظر إلى تصوير الأفلام الوثائقية باعتبارها مهنة يرغب في أن يمارسها وصناعة يود الغوص في أعماقها.
ويقول: "إن العمل بالأفلام الوثائقية يعني بلا شك الكثير من العمل المستقل والتركيز أيضا، إنه لا يشبه أي عمل آخر يضطلع به الانسان، لذلك وعندما أقول أرغب في التركيز على هذا النوع من الأفلام كمهنة أحترفها، فأنا أعني أني بصفتي خريج من جامعة ورثويسترن في قطر سأكرس إن شاء الله الكثير من وقتي في هذا السبيل، وقد أحقق ذلك إلى جانب رضوان أو طلاب آخرين أو أشخاص آخرين أقابلهم في المستقبل. ولكن جهد الأكبر سيتجه نحو إنتاج أفلام وثائقية تروي قصصاً من العالم العربي ومن قطر".
خلفية عامة
جامعة نورثوسترن في قطر
تأسست جامعة نورثوسترن في قطر في عام 2008 عن طريق المؤسسة الأم جامعة نورثويسترن في مدينة إيفانستون بولاية إلينوي ،بالولايات المتحدة الأمريكية بالشراكة مع مؤسسة قطر. وتستند جامعة نورثويسترن في قطر إلى 150 عاماً من التفوق والإبداع في جامعة نورثويسترن لتعليم الطلاب وإعدادهم للإسهام في تشكيل صناعة الإعلام العالمية سريعة التطور سواء في قطر أو في الشرق الأوسط أو في أي موقع آخر في العالم.
وتقدم جامعة نورثويسترن في قطر مناهج دراسية تقتدي بالبرامج الجامعية المبتكرة الخاصة بكلية التواصل الإعلامي وكلية ميديل للصحافة والإعلام والتواصل الإعلامي المندمج.