سارة السعدي قصة نجاح فتاة قطرية فازت بجائزة رئيس جامعة حمد بن خليفة تخرجت من جامعة نورثويسترن وتطمح للمساهمة في وضع قانون جديد للإعلام في قطر

تمثل القطرية سارة السعدي، والتي تخرجت حديثاً من جامعة نورثويسترن في قطر، مثل أعلى للقطرين طلاب الدراسات الإعلامية في قطر وخارجها، بعد أن حصلت على جائزة رئيس جامعة حمد بن خليفة التي تكرّم التميز الأكاديمي والريادة الطلابية.
وكان قد تم اختيار السعدي وزميلتها زينب سلطان ليكونا اثنين من جامعة نورثويسترن من أصل ستة فازوا بجائزة هذا العام، إذ جرى انتقائهم من بين أكثر من 300 من خريجي المدينة التعليمية.
وحققت السعدي المفعمة بالحماس والتطلع إلى المستقبل، إنجازات مشهودة في مرحلة الدراسة بالجامعة، فقد شغلت منصب رئيس الهيئة الطلابية في جامعة نورثويسترن في قطر لمدة عامين، وأتمت فصلاً دراسياً خارج البلاد في جامعة هارفرد، كما عملت على توثيق عدد من القضايا الاجتماعية المحلية في أفلام قصيرة، وتطوعت للعمل في مؤتمرات قانونية دولية تم تنظيمها في دولة قطر، وعبر جميع هذه الإنجازات، تمكنت السعدي من تحقيق أكثر ما يمكن لطالب الوصول إليه خلال الأعوام الأربعة التي يمضيها في المدينة التعليمية.
وقال سعادة الشيخ الدكتور عبد الله بن علي آل ثاني، رئيس جامعة حمد بن خليفة، معلقاً على تكريم السعدي وإنجازاتها الأكاديمية والطلابية: "أود بهذه المناسبة أن أتقدم بالتهاني القلبية إلى سارة لكونها طالبة متميزة، إضافة إلى التزامها العميق بإحداث تغيير ملموس داخل أروقة الجامعة وفي المجتمع الخارجي ككل، وإننا بالفعل فخورون بها وبزملائها الآخرين الذين حصلوا على جائزة رئيس الجامعة."
وأضاف الدكتور عبد اللهبن علي آل ثاني، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس مؤسسة قطر لشؤون التعليم: "هؤلاء الطلاب هم قادة المستقبل، سيلعبون دوراً مهماً في عملية تحويل المجتمع القطري إلى مجتمع مبني على المعرفة."
يذكر أنه قد تم اقتراح أسماء الطلاب الـ 18 المرشحين لجائزة رئيس الجامعة من قبل عمداء الكليات الشركاء مع جامعة حمد بن خليفة، حيث كان معيار الترشح هو حصول الطلاب على معدل درجات عام يبلغ 3.6 نقطة أو أكثر، ومشاركاتهم في الأنشطة الأخرى خارج المناهج الدراسية والتي تهدف إلى تحقيق قيمة مضافة للجامعة والمدينة التعليمية. وقام سعادة الشيخ الدكتور عبد الله بن علي آل ثاني بتقديم الجوائز إلى الفائزين في حفل التخرج السنوي الخامس الذي نظمته مؤسسة قطريوم 8 مايو الجاري.
وقامت السعدي قبل تخرجها وضمن إطار برنامج التواصل الإعلامي لجامعة نورثويسترن في قطر بإجراء الكثير من أعمال البحث والتوثيق التي تطرح طيفاً واسعاً من القضايا، من ضمنها صراع الهوية في قطر، والعلاقة بين العالم العربي والقانون الدولي.
وعلى صعيد الأفلام الوثائقية التي أعدتها، فقد قدمت السعدي في آخر مشروعاتها وبالتعاون مع زميلتيها ماريا أسامي ولطيفة الدرويش فيلماً وثائقياً مدته 10 دقائق حول أولاد المدارس العامة في قطر وطريقة تعاملهم مع الانقسام البدوي الحضري الملموس في المجتمع، حيث يُظهر الفيلم أولاداً في عمر العاشرة في مدرسة ابتدائية وهم يسخرون من أولاداً آخرين ليسوا بدواً وذلك في انعكاس للصراع المثالي بين التقاليد والحداثة.
وقالت السعدي في تعليقها على قصة الفيلم: "لقد تمكّنا من خلال قصة هذا الفيلم حول هؤلاء الصبية في إثارة مسألة اجتماعية معاصرة تواجه المجتمع القطري الأوسع، وقدمناها بصورة يمكن أن يستوعبها الشخص العادي، ولا تنم عن أي إيحاء بالمواجهة أو الانتقاد لأي من الأطراف."
من جانبه قال الدكتور إيفيريت إي. دينيس عميد جامعة نورثويسترن في قطر ورئيسها التنفيذي: "تجسد سارة مثال لخريجي جامعة نورثويسترن، فهي تتمتع بثقافة عالية في مجال الآداب والعلوم الإنسانية، إضافة إلى امتلاكها مهارات إعلامية وإدارية والتي وفرت لها الإمكانيات اللازمة لتقديم إسهامات حقيقية إلى المجتمع. ونحن فخورون بأنه تم تكريمها من مؤسسة قطر على عملها الأكاديمي الرائع وعلى الخصال الشخصية التي تتمتع بها، وإننا نتطلع قدماً إلى أن نراها تحقق خلال مسيرتها المهنية في المستقبل نتائج إيجابية لدولة قطر."
وأشار العميد دينيس إلى أن السعدي حصلت كذلك على جائزة ريادة الطلاب والتي قدمها رئيس جامعة نورثويسترن مورتون شابيرو الأسبوع الماضي وذلك تقديراً لعملها كرئيس لاتحاد الطلبة في الجامعة، وعلى مساعدتها في تأسيس وإدارة الجوائز الإعلامية للكلية، وفعاليات أسبوع الأنشطة الطلابية الذي تم تنظيمه الأسبوع الماضي.
هذا وتخطط السعدي، التي تخرجت بشهادة البكالوريوس في الإعلام من جامعة نورثويسترن في قطر يوم 9 مايو الجاري، مواصلة تحصيلها العلمي والسعي إلى نيل شهادة في القانون، حيث شكّل الفصل الدراسي الذي أمضته في جامعة هارفرد والذي درست خلاله علم الإدارة الحكومية والمنطق والقانون الإسلامي، جزءاً من جهودها الرامية إلى المزج بين تعليمها الإعلامي ومجال القانون.
وأضافت السعدي: "أنا عازمة على أن أرد لبلدي ولو جزءاً يسيراً من جميلها امتناناً لكل ما منحتني إياه، وأعتقد أن هناك حاجة ماسة في دولة قطر إلى الشباب المثقف الذي يمتلك المعرفة في الإعلام لمساعدة البلاد على إدارة التغييرات التي نشهدها وذلك مع بزوغ نجم دولة قطر في المحافل الإقليمية والدولية."
وأكدت أنه سيكون بمقدورها لدى حصولها على شهادتين في القانون والإعلام، أن تقدم إسهامات أكبر لدولة قطر للمساعدة في التخفيف من بعض القيود الموجودة حالياً على ممارسة الإعلام، ولمواصلة تطوير قطاع الإعلام في البلاد بصورة عامة.
هذا وتعمل السعدي حالياً في قطاع الإعلام في إحدى الشركات التي تتخذ من دولة قطر مقراً رئيساً لها، كما تتطوع للعمل في مؤتمرات قانونية عقدت الفترة الماضية في البلاد، مثل منتدى قطر القانوني الذي عُقد الشهر الماضي، إلى جانب تسجيلها في عدد من البرامج الدراسية في مجال القانون. هذا وقدمت السعدي الشهر الماضي أيضاً ورقتها البحثية التي أعدتها في هارفرد حول تغيير المنظور العربي فيما يخص المحكمة الجنائية الدولية وذلك خلال مؤتمر الطلاب الجامعيين حول دراسات الشرق الأوسط في جامعة جورجتاون.
خلفية عامة
جامعة نورثوسترن في قطر
تأسست جامعة نورثوسترن في قطر في عام 2008 عن طريق المؤسسة الأم جامعة نورثويسترن في مدينة إيفانستون بولاية إلينوي ،بالولايات المتحدة الأمريكية بالشراكة مع مؤسسة قطر. وتستند جامعة نورثويسترن في قطر إلى 150 عاماً من التفوق والإبداع في جامعة نورثويسترن لتعليم الطلاب وإعدادهم للإسهام في تشكيل صناعة الإعلام العالمية سريعة التطور سواء في قطر أو في الشرق الأوسط أو في أي موقع آخر في العالم.
وتقدم جامعة نورثويسترن في قطر مناهج دراسية تقتدي بالبرامج الجامعية المبتكرة الخاصة بكلية التواصل الإعلامي وكلية ميديل للصحافة والإعلام والتواصل الإعلامي المندمج.