خريجو مؤسسة قطر يطلقون مساراتهم المهنية

إذا لم تخفك الفكرة قليلاً، فقد لا تكون مجدية"، هذا ما تعلمته روان النصيري، وهي مخرجة حاصلة على جوائز وخريجة مؤسسة قطر، عند التحاقها بجامعة نورثويسترن في قطر. وتقول: "زودتني الدراسة في مؤسسة قطر بالثقة. فقد شاركت في العديد من المشاريع، وعملت مع أشخاص مختلفين في جامعة نورثويسترن في قطر، فأدركت سريعاً أهمية الابتعاد عن "منطقة الراحة" لكل منا. واليوم، يمكنني أن أشكر أساتذتي ووالدتي، لأنهم ساعدوني على ألا أخاف السعي خلف الأفكار الكبيرة".
وستسافر النصيري، التي ستتخرج بدرجة البكالوريوس في الاتصالات في جامعة نورثويسترن في قطر، لحضور فعاليات مهرجان كان السينمائي في فرنسا هذا الشهر، حيث سيُعرض فيلمها الوثائقي القصير "كنوز لوّل"، الذي شاركت في صناعته مع زميلتها في الجامعة، ندى بدير، وذلك ضمن فئة الأفلام القصيرة في المهرجان العالمي.
وتقول: "فاز فيلمنا بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان أجيال السينمائي في الدوحة العام الماضي، كما عُرِض في الاجتماع السنوي لرابطة الدراسات الشرق أوسطية في العاصمة الأمريكية واشنطن، وكان ذلك رائعاً. وبعد التخرج سأذهب إلى "كان"، حيث أرجو أن أشارك في ورش عمل حول صناعة الأفلام".
ويتتبع فيلم "كنوز لوّل"، تجربة ثلاث جدات قطريات يكافحن من أجل كسر الصور النمطية عن النساء عبر إنشاء مشروعهن الخاص. وقد عُرض هذا الوثائقي خلال فعالية "مؤسستي" التي نظمتها مؤسسة قطر في ديسمبر الماضي.
وتُعيد روان التطور الكبير الذي حققته على مدار السنوات الأربع الماضية إلى التعاون وروح الفريق، بالإضافة إلى البيئة متعددة الاختصاصات التي تتميز بها جامعة نورثويسترن في قطر، والمدينة التعليمية بشكل عام. وتقول: "لقد تعلمت أن العمل الشاق يوصلنا إلى حيث نريد، وكل ما علينا فعله هو أن نصمم على ذلك".
هذا التصميم والإرادة أظهرتهما أيضاً المخرجة القطرية لطيفة الدرويش، خريجة مؤسسة قطر، التي خطت أولى خطواتها المهنية قبل أن تتخرج من جامعة نورثويسترن في قطر بالمدينة التعليمية.
وتستذكر الدرويش فترة دراستها في جامعة نورثويسترن في قطر، إذ تعتبر أن الفترة التي أمضتها كطالبة في المدينة التعليمية كانت "غنية ومؤثرة في اختياري لمساري المهني. إذ دائماً ما شعرت، في المدينة التعليمية، أنني أبني مهنتي في نفس الوقت الذي أدرس فيه. فعملي في صناعة الأفلام، مثلاً، لم يبدأ بعد تخرجي، بل أثناء دراستي في الجامعة". وتضيف: "معظم عملنا في جامعة نورثويسترن في قطر كان ميدانياً وليس نظرياً، فكنا معظم الأوقات خارج الصفوف، نصنع الأفلام. لذلك، حصلنا على دعم كبير من الجامعة عندما شاركت في إخراج فيلم مع سارة السعدي وماريا أسامي، وحصلنا على جائزة "صنع في قطر" ضمن مهرجان الدوحة تراﻳﺒﻴﻜﺎ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ عام 2012، إذ قدّمت لنا الجامعة الترويج الذي احتاجه الفيلم".
وسبق أن عرضت الدرويش أعمالها في لندن، بدعم من مؤسسة الدوحة للأفلام. كما عُرض الفيلم التجريبي للرسوم المتحركة، الذي قدّمته تحت عنوان "يوم الأم" ضمن معرض فني في صالة "مينير جاليري" للفنون في العاصمة البريطانية لندن. ويُعد هذا الفيلم، الذي أنتجته الدرويش بالتعاون مع رسام الكاريكاتير القطري عبد العزيز يوسف، جزءًا من سلسلة فيديوهات قصيرة للرسوم المتحركة بعنوان "عيوز نيوز" والتي تحتفي بالأم.
ولطيفة، التي حصلت مؤخراً على شهادة الماجستير في الثقافة الإبداعية من الكلية الملكية في لندن، شغوفة بالرسوم المتحركة، إذ ترى أنها تمنحها القدرة على نقل القصص وإحياء الحكايات القطرية القديمة عبر أعمال إبداعية. وتقول: "صناعة الأفلام هو أحد أنواع الترفيه الذي يحمل تأثيراً كبيراً، لقدرته على تغيير وجهة نظر الناس، والتأثير على سلوكياتهم وتوسيع آفاقهم لتقبل الأفكار الجديدة".
وعلى الرغم من انشغالها والتزاماتها المتعددة، فإنها تحرص على الحفاظ على تواصلها مع شبكة المدينة التعليمية. وتقول: "تخرجت من جامعة نورثويسترن في قطر عام 2013، ولكني لا أزال، حتى اليوم، أشعر بأني جزء من هذه العائلة. ولا زلت أقف على آراء أساتذتي حول أعمالي ومشاريعي". وتضيف الدرويش بالقول: "لطالما شعرت بأني محظوظة لالتحاقي بإحدى جامعات المدينة التعليمية، وهذه فرصة غير متاحة للجميع. فتنوع الجنسيات واختلاف الثقافات بين الطلاب جعل هذه التجربة فريدة وغنية بشكل خاص".
كما أنها تثمّن عالياً فرصة "التسجيل التبادلي" الذي يتيحه نظام المدينة التعليمية، الذي سمح لها بالتسجيل في دورات تدريبية في جامعات مختلفة، وبالتالي تحصيل تجربة تعليمية مُصممة وفق احتياجاتها. وتقول: "خلال دراستي في جامعة نورثويسترن في قطر، أتيحت لي فرصة الالتحاق بصفوف تقدمها جامعتا كارنيجي ميلون في قطر وجورجتاون في قطر، وكان ذلك رائعاً".
وتقول الدرويش: "إن بيئة المدينة التعليمية، والوقت الذي أمضيته خلال دراستي في جامعة نورثويسترن في قطر، ساهما في تحضيري للخروج إلى العالم. ومن هنا فقد تخرجت ولديّ الكثير من الخبرة". وتلقت الدرويش مؤخراً منحة من صندوق الفيلم القطري من معهد الدوحة للأفلام، لإنتاج فيلم قصير يروي حكايات قديمة مرتبطة بالثقافة القطرية.
حالياً، تعمل المخرجة الحاصلة على الجوائز على انتاج فيلمها التالي، الذي سيحمل اسم "يا حوتة"، ويُشارك في إخراجه الممثل القطري عبدالعزيز يوسف، ومن المقرر أن ينتهي العمل به العام المقبل.
يُشار إلى أن جامعة نورثويسترن في قطر هي جامعة حديثة متخصصة في مجال الإعلام والتواصل، تقدم درجات البكالوريوس من قبل الجامعة الأم في الولايات المتحدة الأمريكية. وتتوجه برامج الجامعة للطلاب الراغبين بدراسة الصحافة، والتواصل الإعلامي، حيث يتعلم الطلاب مهارات كتابة السيناريو، والتصوير السينمائي، وإنتاج الأفلام والرسوم المتحركة. كما يستفيد طلاب الجامعة من مجموعة متنوعة من التخصصات في الفنون الحرة، من التاريخ والعلوم السياسية وصولاً إلى الأدب والاقتصاد.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.