خدمات الصحة النفسيّة للأطفال والمراهقين بحمد الطبية تقدم الرعاية للمرضى والدعم لأسرهم

يواصل مركز خدمات الصحة النفسيّة للأطفال والمراهقين بمجمع معيذر 2 التابع لمؤسسة حمد الطبية تقديم الرعاية للأطفال والمراهقين المصابين بالاضطرابات النفسية وتقديم الدعم لأولياء أمورهم بالإضافة إلى العمل على تغيير نظرة المجتمع للمرض النفسي والصحة النفسية بشكل عام.
وكانت مؤسسة حمد الطبية قد افتتحت مركز خدمات الصحة النفسيّة للأطفال والمراهقين التابع لخدمات الصحة النفسية بالمؤسسة في مجمع معيذر 2 بإبريل الماضي، ويقدم المركز خدمات الرعاية النفسية للمرضى من الأطفال والمراهقين تحت عمر 18 سنة، ويستقبل المركز حالياً ما بين 20 و 35 تحويلاً كل أسبوع، كما يقدم الرعاية لما يزيد عن 1000 مريض شهرياً.
ومن بين الأطفال الذين يستفيدون من خدمات العيادات الخارجية بالمركز هي طفلة عمرها خمس سنوات تدعى ماريا (اسم مستعار). ويذكر والدا الطفلة ماريا أنها بدأت بشكل مفاجئ في يوليو الماضي برفض بلع أي طعام صلب، رغم أنها لم تُعاني من أي مشكلة نفسيّة منذ ولادتها، كما كانت تتغذى بشكل طبيعي عندما كانت رضيعة وكانت تتناول طعامها بصورة طبيعية عندما كبرت قليلا وبدأت بالمشي.
وبعد الحصول على الاستشارة الطبية تم تشخيص إصابة ماريا بشكل من أشكال المرض النفسي يعرف برُهَاب الأطعمة أو الخوف من تناول الطعام وهو نوع من أنواع اضطرابات الأكل قد يؤدي في حال عدم علاجه إلى الإصابة بمضاعفات حادة على المستويين النفسي والبدني.
وتوضح الدكتورة مي جاسم المريسي، استشاري الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية هذه الحالة بقولها : " يحدث اضطراب الأكل عندما يتعرض الشخص لاضطراب شديد في سلوكيات الأكل الخاصة به، مثل حدوث انخفاض شديد أو زيادة مفرطة في كميات الطعام الذي يتناوله. وعادة ما تحدث اضطرابات الأكل مصاحبة لاضطرابات القلق وبالنسبة لأولئك الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق فإن اضطرابات الأكل المصاحبة قد تجعل أعراض المرض أسوأ والشفاء أكثر صعوبة، ولذا فإنه من الضروري العمل على علاجهم من كلا الاضطرابين ".
يذكر أن مؤسسة حمد الطبية قد أجرت على مدار الأعوام الأخيرة عدة توسعات هامة في خدمات الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، وذلك من خلال تطوير برنامج لتوفير خدمات العيادات الخارجية والرعاية اليومية في مرفق مخخص لذلك، كما قامت المؤسسة أيضاً بالتوسع في خدمات المرضى الداخليين للأطفال والمراهقين الذين يعانون من حالات تتطلب علاجاً مكثفاً.
يقول جيمس و روزا (أسماء مستعارة) والدا الطفلة ماريا: " بدأت المشكلة عندما أصيبت ابنتنا بالتهاب بالحلق لمدة بضعة أيام مما منعها من الأكل بصورة طبيعية بسبب الألم. وبعد شفائها واصلت ماريا الخوف من الأكل حيث أنها اعتقدت بأن الألم سيعود إليها. وكانت إذا أدخلت شيئاً في فمها تقوم ببصقه ورميه من فمها فوراً دون حتى محاولة تذوقه. لقد كانت خائفة من أن تأكل. لقد حاولنا إجبارها على تناول الطعام بكل الطرق دون جدوى، لأننا، فقط، كنا نحسبها تمارس سلوكاً انتقائياً فيما يتعلق بالأكل، إلا أنه لم تنجح معها أي من تلك الأساليب".
وأضاف والدا ماريا : " حصلنا على تحويل إلى مركز خدمات الصحة النفسيّة للأطفال والمراهقين وكنا محظوظين بالحصول على موعد مبكر لابنتنا. وقد تم، لاحقاً، تشخيص حالتها على أنها اضطراب الخوف من الأطعمة ".
وقد وصف (جيمس) الرعاية التي تلقتها ابنته (ماريا) بمركز خدمات الصحة النفسيّة للأطفال والمراهقين على أنها خدمات احترافية مهنية متميزة، قائلاً: "قابلنا الدكتورة مي التي اهتمت بنا اهتماماً شديداً وأظهرت تفهماً ممتازاً لحالة ماريا. وأوصتنا بإتباع نظام تحفيزي لمدة أسبوعين لحثها وتشجيعها على الأكل. وعلى أساس ذلك النظام يمكننا تحفيزها بجوائز عبارة عن نقاط مقابل الأكل الذي تتمكن من بلعه. وقد وجدنا أن تلك الطريقة كانت فعالة جداً. يمكننا أن نلاحظ الآن وجود تقدم في حالة ابنتنا لأنها بدأت تأكل وتحاول بلع بعض الطعام. لقد حاولت تناول وجبة بيرجر، وبضع أنواع من المعكرونة وبعض أصناف الحساء".
تقول الدكتورة مي عن الطفلة ماريا: " إن حالة ماريا هي إحدى حالات الاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها الأطفال الذين نستقبلهم هنا في المركز بصورة يومية. من الجيد أن والداها أدركا وجود مشكلة وسارعا إلى الحصول على المساعدة الطبية. نحن هنا في مركز خدمات الصحة النفسيّة للأطفال والمراهقين نسعى دوماً إلى تزويد مرضانا بأفضل رعاية صحية آمنة وحانية وفعالة إلى جانب ضمان توفر السرية والخصوصية لهم حتى نجنبهم التعرض لأي وصمة اجتماعية من المجتمع المحيط بهم".
ويمكن الاستفادة من خدمات مرافق الصحة النفسية للأطفال والمراهقين التابعة لمؤسسة حمد الطبية من خلال الحصول على تحويل من أحد مراكز الرعاية الصحية الأولية أو العيادات الخاصة أو إحدى الخدمات الأخرى في مؤسسة حمد الطبية مثل قسم الأطفال بمستشفى حمد العام أو خدمة الصحة النفسية. تستقبل عيادات مركز خدمات الصحة النفسيّة للأطفال والمراهقين المرضى طوال أيام الأسبوع باستثناء يوم الأربعاء، ويقدم المركز خدماته للأطفال والمراهقين المصابين باضطرابات وحالات نفسية متنوعة مثل الاكتئاب، واضطرابات القلق، والاضطراب ثنائي القطب، والعديد من الاضطرابات النفسية والفسيولوجية الأخرى.
خلفية عامة
مؤسسة حمد الطبية
تعتبر مؤسسة حمد الطبية المؤسسة الأولى غير الربحية التي توفر الرعاية الصحية في دولة قطر، وقد تم تأسيسها بموجب مرسوم أميري في العام 1979، وهي تدير خمسة مستشفيات متخصصة هى: مستشفى حمد العام، ومستشفى الرميلة، ومستشفى النساء والولادة، ومستشفى الأمل، ومستشفى الخور، وقد شهدت المؤسسة منذ تأسيسها تطوراً متسارعاً في مختلف مرافقها الطبية، مما مكنها من توفير خدمات تشخيصية وعلاجية عالية الجودة لمختلف الأمراض والتي لم تكن متاحة من قبل إلا في مراكز طبية خارج الدولة.