حمد الطبية تقيم عدد من الفعاليات للتوعية بمرض الذئبة الحمراء

بمناسبة اليوم العالمي لمرض الذئبة الحمراء، نظّمت مؤسسة حمد الطبية مؤخراً، سلسلة من الفعاليات التوعوية بهدف تعريف الموظفين والجمهور بهذا المرض باعتباره من أمراض المناعة الذاتية الخطيرة.
وضمن هذه المناسبة حضر عدد من الكوادر الطبية في المؤسسة مؤتمراً، لبحث مرض الذئبة الحمراء وأعراضه، وطرق تشخيصه والخيارات العلاجية الخاصة به، وقد تم توجيه الدعوة إلى المرضى المصابين بهذا المرض ومن يقومون على رعايتهم لحضور فعالية توعويه. ستقام يوم غد الخميس 11 مايو بهدف رفع مستوى الوعي حول هذا المرض والتأكد من تواصل المرضى مع الفرق الطبية المعالجة وأن جميع المعنيين يدركون أهمية الكشف المبكّر لتجنّب الكثير من المضاعفات الخطيرة وطويلة الأمد المرتبطة بهذا المرض.
من جانبها أشارت الدكتورة سمر العمادي، رئيس قسم أمراض الروماتيزم في مستشفى حمد العام، إلى أن ما يقرب من خمسة ملايين شخص يعانون من مرض الذئبة الحمراء في مختلف أنحاء العالم، وذلك حسبما ورد في الإحصائيات الدولية ذات الصلة، وأن انتشار هذا المرض يكثر بين النساء في مرحلة البلوغ – أيّ في المرحلة التي تكون النساء مهيئة للحمل، وقالت: " يكون من الصعب عادة معالجة هذا المرض أثناء الحمل مما قد يتسبب في وفاة الأم وجنينها".
وكانت الدكتورة سمر العمادي، قد قامت بتأسيس عيادة هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط متخصصة في معالجة النساء الحوامل اللاتي يعانين من مرض الذئبة الحمراء، ومنذ تأسيسها سجّلت هذه العيادة نتائج علاجية ممتازة .
وبدوره قال الدكتور عبدالوهاب العلاف، استشاري أول بقسم أمراض الروماتيزم في مؤسسة حمد الطبية:" إنه لمن دواعي سرورنا، أن أتيحت لنا فرصة إقامة فعاليات توعوية للتعريف بمرض الذئبة الحمراء وزيادة مستوى وعي الجمهور به، ونودّ أن نؤكد على أن مرض الذئبة الحمراء ليس من الأمراض النادرة كما يعتقد الناس بل هو من الأمراض الشائعة، ففي كل أسبوع نقوم بمتابعة ما يزيد على 100 مريض يعانون من أعراض هذا المرض يتم إدخال اثنين أو ثلاثة منهم إلى المستشفى بسبب هذا المرض".
وفي إشارة إلى المفاهيم التي كانت سائدة في الماضي حول هذا المرض يقول الدكتور العلاف:" كان مرض الذئبة الحمراء في الماضي يعدّ من الأمراض المميتة التي لا يرجى شفاؤها، أما اليوم فإن باستطاعة مريض الذئبة الحمراء أن يعيش حياة طبيعية وذلك بفضل ما تم تحقيقه من تقدم في الحقل العلمي الطبي، ولكن لا بد من الإشارة إلى أنه إذا لم تتم معالجة هذا المرض فإنه يشكّل تهديداً مباشراً للحياة. وينجم مرض الذئبة الحمراء عن اضطراب في نظام المناعة الذاتية لدى الإنسان، ولسبب غير معروف يصبح النظام المناعي لدى المريض نشطاً بصورة مفرطة ليقوم بمهاجمة الخلايا السليمة في الجسم، خاصة خلايا الكلى والرئتين والقلب والدماغ".
من جانبه قال الدكتور عبد الرحيم صيام، استشاري أول بقسم أمراض الروماتيزم في مؤسسة حمد الطبية:" لا يعرف سبب وراء الإصابة بمرض الذئبة الحمراء على وجه التحديد إلا أن أعراضه تظهر وتختفي على مدار فترة زمنية طويلة نسبياً، كما أن طبيعة هذه الأعراض تتغيّر بمرور الوقت مما يزيد من صعوبة تشخيص المرض. ومن أبرز الأعراض الدالّة على الإصابة بهذا المرض ألم المفاصل وظهور الطفح الجلدي والتعب والإعياء الشديد إضافة إلى الحمّى التي تدوم لأيام أو أسابيع".
ونوّه الدكتور صيام، إلى أن الكشف المبكر عن المرض ضروري من أجل تحسين النتائج العلاجية، وقال:" يمكن وضع مرض الذئبة الحمراء تحت السيطرة إذا تمّت معالجته بالصورة الصحيحة حيث يكون بإمكان معظم المرضى الذين تتم معالجتهم ممارسة حياتهم بصورة طبيعية، ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أنه يتعيّن على المريض الالتزام بالعلاج تفادياً لتفاقم المرض ومضاعفاته والتي قد تؤدي إلى الفشل الكلوي أو الوفاة، ونأمل أن تسهم الفعاليات المقامة في زيادة مستوى الوعي بهذا المرض والذي يكثر انتشاره في مجتمعنا مقارنة بالمجتمعات الغربية".
خلفية عامة
مؤسسة حمد الطبية
تعتبر مؤسسة حمد الطبية المؤسسة الأولى غير الربحية التي توفر الرعاية الصحية في دولة قطر، وقد تم تأسيسها بموجب مرسوم أميري في العام 1979، وهي تدير خمسة مستشفيات متخصصة هى: مستشفى حمد العام، ومستشفى الرميلة، ومستشفى النساء والولادة، ومستشفى الأمل، ومستشفى الخور، وقد شهدت المؤسسة منذ تأسيسها تطوراً متسارعاً في مختلف مرافقها الطبية، مما مكنها من توفير خدمات تشخيصية وعلاجية عالية الجودة لمختلف الأمراض والتي لم تكن متاحة من قبل إلا في مراكز طبية خارج الدولة.