حمد الطبية تدعو إلى اتخاذ الاحتياطات الوقائية لحماية الصحة أثناء العواصف الترابية

دعت مؤسسة حمد الطبية جميع سكان دولة قطر إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية للحماية من التعرّض لأي مخاطر أو مشاكل صحية أثناء العواصف الترابية، وخصوصاً مع اقتراب فصل الصيف. وعلى الرغم من أن العواصف الترابية عادةً ما تحدث في بداية فصل الربيع، إلا أنها قد تظهر دون أي مقدمات خلال أشهر الصيف.
وخلال العواصف الترابية تقوم الرياح القوية بحمل ذرات الغبار لمسافات طويلة، وتبدأ هذه الذرات في الانتشار في الهواء، وهو ما يتسبب في عدد من المشاكل الصحية، حيث تدخل هذه الجزيئات إلى الجسم عن طريق الفم والأنف والحنجرة، وقد تصل إلى مناطق عميقة بداخل الجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى آثار سلبية على صحة الأفراد.
وهناك فئات معينة من الناس هم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي في مثل هذه الظروف الجوية، مثل حديثي الولادة، والأطفال، والمراهقون، وكبار السن، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعملون في الأماكن المفتوحة كعمال البناء وعمال التوصيل. أما الأشخاص المصابون من قبل بأمراض متعلقة بالتنفس أو بأمراض الجهاز التنفسي كالربو، والنفاخ الرئوي، والتهاب الشعب الهوائية فقد تمثّل العواصف الترابية خطراً حقيقياً على صحتهم.
من جانبه قال البروفيسور بيتر كاميرون رئيس قسم الطوارئ بمؤسسة حمد الطبية متحدثاً عن الوسائل التي يمكن من خلالها للأشخاص الوقاية من الآثار السلبية للعواصف الترابية: " عند التعرض للعواصف الترابية القوية؛ قد يعاني بعض الأشخاص المصابين بالربو أو بأمراض الجهاز التنفسي من أعراض ضيق التنفّس، والسعال، وظهور صوت أزيز في الصدر عند التنفس، والشعور بآلام في الصدر. ولذلك ننصح هؤلاء الأشخاص بتناول بعض الأدوية والمضادات الوقائية مقدماَ، أي قبل التعرض لهذه العواصف، وذلك للوقاية من تفاقم حالتهم الصحية".
وأشار البروفيسور كاميرون إلى أن التعرض للغبار لفترات طويلة قد يتسبب في إطلاق ردود فعل تحسسية مثل أزمات الربو، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بأمراض تنفسية مزمنة ومشاكل في الرئة، وذلك بالإضافة لخطر الإصابة بأمراض القلب.
وأضاف الدكتور كاميرون: "ينصح خلال أوقات العواصف الترابية بالبقاء في الأماكن المغلقة مع غلق النوافذ بإحكام وتشغيل أجهزة تكييف الهواء. كما ينبغي تجنّب كل الأنشطة الخارجية، ولكن إذا ما كان الخروج ضرورياً فيجب محاولة الحد من التعرّض للغبار والأتربة قدر الإمكان من خلال تغطية الأنف والفم. كما ينصح بوضع قطعة قماش مبللة على الفم كي تقوم بفلترة الأتربة عند التنفس. أما في الحالات القصوى فينصح أيضا بارتداء نظارات واقية كتيمة للهواء لمنع جزيئات الغبار من الوصول للعينين".
كما حذّر البروفيسور كاميرون السائقين وأكد على ضرورة توخي المزيد من الحذر أثناء القيادة خلال العواصف الرملية حيث تتزايد فرص التعرض للاصطدامات والحوادث مع انخفاض مستويات الرؤية. وفي هذا الصدد يقول البروفيسور كاميرون: " عادةً ما تكون ظروف القيادة أثناء العواصف الرملية خطيرة، ولذلك ينصح بالابتعاد عن القيادة قدر الإمكان أثناء العواصف الرملية. أما إذا لم يكن ذلك ممكناً فينصح بمواصلة القيادة على سرعات تتناسب مع مستوى الرؤية، مع إضاءة مصابيح السيارة واستخدام بوق السيارة عند الضرورة".
ومن الممكن أن تستمرالأعراض والآثار المترتبة على العواصف الترابية لمدة أسبوع أو أسبوعين بعد العاصفة، وتعد أكثر الأعراض المصاحبة للعواصف الترابية شيوعاً هي الإصابة بتهيج في العينين والفم والحنجرة والرئتين، حيث يمكن لهذه الأعراض أن تتسبب في الإصابة بأنواع مختلفة من الحساسية أو تزيد من حدة الحساسية إذا كان الشخص مصاباً بالحساسية من قبل. وينصح عند ملاحظة أعراض السعال أو إدماع العينين أو سماع أزيز في الصدر عند التنفس بالذهاب إلى عيادات الصحة الأولية لإجراء الفحوصات اللازمة.
خلفية عامة
مؤسسة حمد الطبية
تعتبر مؤسسة حمد الطبية المؤسسة الأولى غير الربحية التي توفر الرعاية الصحية في دولة قطر، وقد تم تأسيسها بموجب مرسوم أميري في العام 1979، وهي تدير خمسة مستشفيات متخصصة هى: مستشفى حمد العام، ومستشفى الرميلة، ومستشفى النساء والولادة، ومستشفى الأمل، ومستشفى الخور، وقد شهدت المؤسسة منذ تأسيسها تطوراً متسارعاً في مختلف مرافقها الطبية، مما مكنها من توفير خدمات تشخيصية وعلاجية عالية الجودة لمختلف الأمراض والتي لم تكن متاحة من قبل إلا في مراكز طبية خارج الدولة.