مسافر آسيوي يحاول تهريب أختام مزورة وتأشيرات دخول للاتحاد الأوروبي ودول لاتينية

في واحدة من القضايا التي تعكس الحب والانتماء للدولة، مهما كانت المغريات، رفض اثنان من مفتشي جمارك دبي العاملين في مطار دبي الدولي رشوة مالية عرضها عليهما أحد المسافرين، بعد ضبط مجموعة متنوعة من الوثائق المزورة التي حاول تهريبها داخل حقيبته خلال قدومه إلى الدولة، شملت أختام تحمل شعار الاتحاد الأوروبي وبعض دوله، وملصقات وتأشيرات دخول لعدد من الدول.
وكشف علي المقهوي مدير إدارة عمليات المطارات في جمارك دبي عن تفاصيل الضبطية بقوله، أنه وخلال آدائهم لمهامهم اليومية في التعامل مع المسافرين وإنهاء إجراءاتهم الجمركية، اشتبه أحد المفتشين الجمركيين في مبنى المطار رقم ( 3 ) بمسافر آسيوي الجنسية، كان قادماً من دولة أوروبية، ونتيجة لإجادة المفتشين للغة الجسد وما يتمتعون به من حس أمني، تم ملاحظة القلق والارتباك الذي بدا على المسافر، فطُلب منه وضع حقائبه على أجهزة التفتيش، وبالفعل أظهرت الصور وجود أجسام غريبة بداخلها مما استدعى تفتيشها يدوياً.
وعلى الفور قام المفتش الجمركي بفتح الحقيبة وتفتيشها يدوياً أمام المسافر، فتم اكتشاف أختام مرسوم عليها شعار الاتحاد الاوروبي، تم إخفاؤها في جيوب ملابس، بالإضافة إلى أختام عليها شعارات دول أوروبية. وهنا أدرك المسافر أن أمره قد انكشف، فعرض على المفتش مبلغا من المال بعملة أجنبية على أن يتركه يمر، إلا أن المفتش لم يضعف أمام هذه المحاولة اليائسة للرشوة، وانطلاقاً من حبه وولائه لوطنه ومسؤوليته، استدعى على الفور مسؤول النوبة ليكون شاهداً على الواقعة، حيث أبلغه بمحاولة المهرب رشوته.
ولدى مواجهة المسافر بتهمة الرشوة قام المسافر بتكرارفعلته محاولاً رشوة كل من المفتش ومسؤول الدوام أيضاًليتركانه يمردون اتخاذ أية إجراءات معه، فطلب المسؤول من المفتش متابعة عملية التفتيش، حيث تم العثور أيضاً على عدد من تأشيرات الدخول للاتحاد الأوروبي (شنجن) وكذلك تأشيرات دخول لجمهورية كوبا، بالإضافة إلى جواز سفر لإحدى المقيمات داخل الدولة من الجنسية الآسيوية، يتضمن تأشيرة دخول للاتحاد الأوروبي (شنجن) تبين لاحقاً أنجميعها مزورة.
وبناءً على الإجراءات المتبعة والتعاون والتنسيق المشترك بين إدارة عمليات المطارات بجمارك دبي والإدارة العامة لأمن المطارات بشرطة دبي،تم تحويل المسافر والمضبوطات ومحضر الضبط، والمعلومات التي أدلى بها أثناء التحقيق معه من قبل المحققين المختصين في مكتب تحقيق المسافرين بجمارك دبي إلى الإدارة العامة لأمن المطارات في المبنى رقم 3 لاتخاذكافة الإجراءات اللازمة والمتابعة اللاحقة، كما تم التنسيق مع الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب لاتخاذ إجراءاتهم في هذا الخصوص.
جدير بالذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد حظرت الرشوة حيث جرم قانون العقوبات الاتحادي مادة رقم 234 كل من الراشي والمرتشي في حال قبول الرشوة.
وأضاف المقهوي أن جمارك دبي تحرص دائماً على توعية المفتشين وتثقيفهم بالدور الهام الذي يقومون بهمن أجل حماية أمن وأمان أفراد المجتمع والوطن، مشيراً إلى أن الأخلاق المهنية وحب الوطن هي القاعدة التي ترتكز عليها شخصية المفتش والأساس الذي يبنى عليه النجاح في ميادين العمل، مضيفاً أن الدائرة لاتركز على تدريب المفتشين في مهارات العمل وأساليب التفتيش وكشف الممنوعات فقط، بل تعمل على تنمية وتعزيز روح الولاء والانتماء وأخلاق المهنة، مما يعينهم على أداء مهامهم بنجاح.
خلفية عامة
جمارك دبي
تُعد جمارك دبي من أقدم الدوائر الحكومية، عُرفت سابقاً باسم "الفرضة" وهي كلمة عربية أصيلة، والفرضة من البحر أي محط السفن. ونظراً لعراقة الجمارك، أطلق عليها البعض "أم الدوائر"، خاصة وأن العديد من الدوائر الحكومية الراهنة اتخذت في السابق مكاتب لها في مبنى الجمارك القديم، وكانت تُموَّل من الإيرادات التي تحصلها الجمارك إلى أن تطورت تلك الدوائر واتخذت لها مبانٍ مستقلة.
مرت الجمارك عبر تاريخها الذي يمتد لأكثر من مائة عام بعدة مراحل إلى أن دخلت بدايات التوجه المؤسسي في عهد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي رحمه الله، الذي استخدم الدور الأول من مبنى الجمارك مكتباً رسمياً له لإدارة شؤون دبي؛ الأمر الذي يعكس أهمية الجمارك ومكانتها في إمارة دبي التي عرفت واشتهرت بتجارتها وتجارها.