وفد من جامعة كولومبيا الأمريكية يزور مؤسسة قطر

استقبلت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، حديثاً، وفداً من أساتذة وخريجي جامعة كولومبيا من الولايات المتحدة الأمريكية، الذي زاروا مقر المدينة التعليمية، للإطلاع على عدد من مشاريعها الإنشائية، والتعرّف إلى النمط العمراني المميز الذي تعتمده.
ضم الوفد عدداً من الأساتذة، و9 خريجين في اختصاص الهندسة المعمارية، ممن يدرسون في "ستديو أكس" بالأردن، ويتابعون دراساتهم العليا في كلية الدراسات العليا للهندسة المعمارية والتخطيط، بجامعة كولومبيا.
وكان في استقبال الوفد بالمدينة التعليمية السيدة أمينة أحمدي، المدير الفني بالوكالة لإدارة المشاريع الرئيسية في مؤسسة قطر، والتي رافقتهم في جولة ميدانية داخل المدينة التعليمية، لتعريفهم بمعايير العمارة المعتمدة في الحرم الجامعي، وتقديم لمحة حول الدور المهم الذي يلعبه التعليم في التنمية المستدامة للدولة.
وتقول أحمدي: "نسعد دائماً باستقبال جميع الزوار، من طلاب ومهتمين بالمجال المعماري، للإطلاع على الميزات الفردية التي تتمتع بها مختلف مباني مؤسسة قطر. فكل مبنى فيها يحمل هوية وبصمة فريدة خاصة به، كما يراعي في تصميمه البعدين الجمالي والمستدام". وتضيف: "حتى الآن، تم إنجاز أكثر من 60% من مخطط المدينة التعليمية، التي تم بناؤها بهدف تقليل الأثر البيئي للبناء، وتقديم مبان عالية الأداء لكن منخفضة لناحية استهلاك الموارد البيئية، كالمياه والطاقة. ولا يزال أمامنا مسار طويل لتحقيق خطة مؤسسة قطر الطموحة، والهادفة إلى تثقيف المجتمع حول أهمية الاستدامة، والسعي نحو حياة أكثر اخضراراً ".
شملت الجولة زيارة إلى مبنى الآداب والعلوم في مؤسسة قطر، الذي صممه المهندس الياباني أراتا إيسوزاكي، ليمثل نقطة محورية لجميع طلاب المدينة التعليمية، ويستخدم أنماطا هندسية مستمدة من الفسيفساء التقليدية، ليس فقط لأغراض جمالية، ولكن أيضا للتقليل من تأثير الظروف المناخية المحيطة. تلتها زيارة إلى موقع مكتبة قطر الوطنية الذي يجري إنشاؤه حالياً، والذي يتميز بتصميم فريد وضعه المعماري الهولندي المعروف ريم كولهاس، ليكون تحفة فنية قائمة بذاتها، وهمزة الوصل بين تراث دولة قطر العريق ومستقبلها.
كذلك زار الوفد مقر جامعة كارنيجي ميلون في قطر، الذي صممه المهندس العالمي ليجوريتا ليجوريتا، مركزا فيه على إيجاد أكبر مساحة ممكنة من الخضرة والضوء الطبيعي، لتعزيز الشعور بالألفة المجتمعية. كما تابع الزوار محاضرة للدكتورة كيلي هاتزيل، الأستاذة المشاركة في الهندسة المعمارية والتصميم الحضري بجامعة كارنيجي ميلون في قطر، ورامي السماحي، حول التنمية الحضرية في الدوحة.
يُشار إلى أن هذه الزيارة تم تنظيمها من قبل هيئة متاحف قطر، وهي تأتي كجزء من برنامج بحثي طويل الأمد، تحت عنوان "تجميع الأساليب الهندسية الإقليمية"، الذي يعتمد الدوحة كجزء أساسي من الدراسة البحثية لهذا الفصل الدراسي. ويبحث هذا البرنامج في العلاقة بين الهندسة المعمارية وعملية التجميع، باعتبار الهندسة المعمارية هي العامل الذي يساهم في تنظيم ودعم، والكشف عن مختلف الاتجاهات الإنشائية المعاصرة.
وخلال الزيارة، جال الوفد على مجموعة من المباني والمنشآت المميزة في الدوحة، ومنها مقر "متحف" في المدينة التعليمية. كما تسنت للطلاب القيام بجولة ميدانية في مجموعة من المواقع الحضرية والإنشائية الهامة، لتكوين فهم أفضل حول كيفية تشكيل مستقبل مدينة الدوحة.
علماً أن الوفد وصل إلى الدوحة قادماً من العاصمة الأردنية عمّان، حيث يقع مقر ستوديو اكس، وهو شبكة عالمية من المختبرات المتقدمة التي تقوم بدراسة واستكشاف واقع المدن ومستقبلها. كما يعمل مختبر أبحاث كلية الدراسات العليا للهندسة المعمارية والتخطيط التابع لجامعة كولومبيا في عمّان، كمركز للمحاضرات العامة والندوات والمعارض المتعلقة بقضايا التخطيط الحضري، والمحافظة على المواقع التاريخية، والتصميم المعماري المتقدم، سواء في الأردن أو في المنطقة بشكل عام.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.