طالبة ماجستير في جامعة خليفة تنشر بحثاً في مجال التعليم الهندسي وتستعرض نتائجه في مؤتمر عالمي

أعلنت جامعة خليفة اليوم أنه قد تم توجيه الدعوة للطالبة سهيلة المخمسي، طالبة الماجستير في الهندسة عن طريق البحث العلمي لمشاركة نتائج مشروعها البحثي خلال مؤتمر الحدود في التعليم القادم، والذي سيعقد في مدينة سياتل في ولاية واشنطن الأمريكية في شهر أكتوبر القادم.
وتعليقاً على هذه المشاركة، قالت سهيلة: "المشكلة التي نواجهها اليوم هو أن عدد الطلبة الذين يختارون دراسة التخصصات العلمية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات هو أقل من نصف عدد الدارسين للتخصصات الأدبية، ففي العام الماضي مثلاً، كانت نسبة الطلبة الدارسين للمواد العلمية 1 إلى 3 طلبة من الملتحقين بالتخصصات الأدبية، وهو ما دفعني للعمل لمعرفة السبب وراء ذلك."
جدير بالذكر أن عزوف الطلبة عن دراسة المواد العلمية ليس مقتصراً على دولة الإمارات، فهناك الكثير من الدول التي تعمل على تحسين أنظمتها الدراسية وجعل المواد العلمية جزءا أساسيا من مناهجها الدراسية. وفي حين أجريت العديد من الدراسات لمعرفة أسباب عزوف الطلبة عن دراسة تخصصات العلوم والتكنولوجيا ذات الصلة، لم تتم دراسة الموضوع بشكل موسع داخل الدولة.
وتضيف سهيلة: "حددت دراسات في الولايات المتحدة الأمريكية عدداً من الحواجز أو العوامل التي تؤثر على اختيار الطلبة لمجال الدراسة. "لقد اطلعت على أكثر من 300 مادة منشورة في المجلات العلمية لمعرفة نتائج أبحاث البلدان الأخرى، وكنت أتساءل عما إذا كانت هذه النتائج تنطبق أيضا على دولة الإمارات أم أن لدينا أسباباً فريدة لعزوف طلبتنا عن دراسة المواد العلمية".
وقد طورت سهيلة من أجل معرفة الأسباب مسحاً للطلبة في الدولة في الصفوف من التاسع وحتى الثانوية العامة، حيث شمل المسح مدارس خاصة وحكومية وطلبة من الذكور والإناث ومن المواطنين ومن غير المواطنين وذلك للتنوع الكبير الذي تشهده الدولة.
شارك في الدراسة 1000 طالب وطالبة، وكان ما مجموعه 626 طالباً وطالبة إما يدرسون أو ينوون دراسة التخصصات العلمية فيما لم يكن 374 من إجمالي الطلبة التي أجريت الدراسة عليهم مهتمين بالتخصصات العلمية. وقد شملت العينة بالإضافة إلى طلبة المدارس مجموعة من طلبة الجامعات.
وأضافت سهيلة: "كانت النتائج مفاجئة بعض الشيء. بشكل عام، اتفق كلا الفريقين على فائدة دراسة المواد العلمية في الحياة، والتي تتيح المجال للحصول على وظائف رفيعة المستوى ومجزية، كما أنها مناسبة للإناث. وهذا هو الفرق الرئيسي لما وجد في بلدان أخرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ينظر لتلك التخصصات على أنها للذكور فقط.
ومن ناحية أخرى، لم يكن هناك اتفاق بين المجموعتين على مدى تأثير أسلوب التدريس وقدرة المعلمين والعوامل الاجتماعية واللغة التي تدرس بها المواد في اختيارهم".
ووفقا للنتائج فقد تم تحديد قدرة المعلم واللغة التي تدرس بها المواد العلمية من العوامل الرئيسية لعدم اختيار المسار العلمي في الدراسة.
"شعر العديد من الطلبة أن مدرسيهم يفتقرون للقدرة على تدريس المواد العلمية، مما يجعلهم يجدونها صعبة جدا للنجاح فيها، كما لعب أيضا افتقارهم لإتقان اللغة الإنجليزية دوراً خاصة بين طلاب المدارس الحكومية الذكور. ويجب أن يتمتع الطلبة بمستوى عال في اللغة الإنجليزية لدراسة التخصصات العلمية في الجامعة، حيث لم يملك هؤلاء الطلبة الدرجات اللازمة للقبول في البرامج الجامعية. هذه هي القضايا التي تحتاج إلى معالجة حقيقية."
والورقة البحثية التي ستقدمها سهيلة في سياتل هي لمناقشة الدراسة المسحية الثانية والتي ستساعد في تحديد الطرق التي يمكن أن تحسن أداء المعلمين في تدريس المواد العلمية.
وقد فازت ورقتها البحثية في تحديد أسباب عزوف الطلبة عن دراسة التخصصات العلمية بجائزة أفضل ورقة بحثية مشاركة في المؤتمر العالمي السنوي للتعليم الهندسي، والذي أقيم في المغرب في شهر أبريل الماضي.
وفي هذه المناسبة، قال الدكتور عارف سلطان الحمادي، مدير جامعة خليفة: "نحن سعداء لرؤية طلبتنا يحققون إنجازات معترف بها على الصعيد الدولي، وخصوصا عندما تعكس أبحاثهم تفانيهم وحبهم لبلدهم. سوف يقدم هذا البحث نتائج مهمة جداً لصناع القرار في الدولة للعمل لتخطي تحديات التعليم في المجالات العلمية".
يذكر أن العمل في هذا المشروع لم ينته بعد، فبعد الحصول على نتائج الدراسة، ستعمل سهيلة على إنشاء نظام ديناميكي يسمح بالتنبؤ بنتائج أية تغييرات مدخلة على نظام التعليم القائم. ولديها حاليا 18 شهرا لإتمام دراستها والحصول على درجة الماجستير من جامعة خليفة.
خلفية عامة
جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث
أنشأت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث في فبراير 2007 بموجب مرسوم صادر عن رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لدعم خطة أبوظبي 2030 الاستراتيجية في بناء اقتصاد معرفي يساهم بشكل فعال في مواصلة مسيرة بناء الدولة.
ويقع مقر الجامعة في أبوظبي ولها فرع في مدينة الشارقة. تقوم جامعة خليفة بتقديم لإمارة أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة والعالم المهندسين المؤهلين تأهيلا عاليا، والعلماء التكنولوجيين، قادرة على تقديم مساهمات كبيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة.