جامعة حمد بن خليفة تخرج جيلا جديدا من الشباب القطري الواعد

بلغت أعداد خريجي جامعة حمد بن خليفة من القطريين هذا العام 130 خريجا وخريجة، احتفلوا مساء اليوم مع أفراد أسرهم وأصدقائهم بهذه المناسبة في الحفل الذي أقامته الجامعة في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.
وقد وفرت جامعة حمد بن خليفة لهؤلاء الطلبة أعلى وأرقى المؤسسات التعليمية في العالم في حرم جامعي واحد، مما ساهم في تحقيق العديد من طموحاتهم ورغباتهم بالجمع بين العمل والدراسة في آن واحد.
عائشة آل اسحاق، شابة قطرية خطت دربها في مجال الإستثمار المصرفي الإسلامي، حصلت على درجة الماجستير في التمويل الإسلامي من كلية الدراسات الإسلامية في قطر، وتقول عائشة : "أنا فتاة عملية تؤمن بتحديد الأهداف، فالنجاحات لا تتحقق بالأحلام، لدي أهداف واضحة للعشرين سنة القادمة، أهمها صنع فارق في القطاع المالي، وخطتي تسير بشكل جيد في هذا الاتجاه".
توجت عائشة تميزها عن باقي زملائها حين حصلت في العام الماضي على منحة دراسية من قبل عمدة مدينة لندن، وهي المنحة الأولى من نوعها التي تقدم إلى طالب من دولة قطر، وقد تم الاحتفال بحصول عائشة على هذه المنحة من خلال حفل أقيم في كلية الدراسات الإسلامية في قطر في فبراير من العام 2011.
وكان قد تم ترشيح عائشة للمنحة من قبل أساتذة الكلية، وتطلب ذلك الأمر قيامها بالعديد من المقابلات الجادة حتى تمكنت من تحقيق ذلك، حيث تقول عائشة: "تم اختياري للحصول على تلك المنحة عندما زار عمدة لندن الدوحة في فبراير من العام الماضي، وأنا سعيدة للغاية كوني أول قطرية تحصل على هذه المنحة".
كما تلقت آل اسحاق دورة تدريبية في يونيو من العام الماضي في مصرف غيت هاوس GATEHOUSE، وهو أحد مصارف الاستثمار الإسلامية في لندن، حيث أتاحت لها تلك الدورة المعرفة بعالم التمويل الإسلامي واستطاعت من خلالها أن تتم الدورات المطلوبة في تخصصها، وقد ساهم عملها في هيئة مركز قطر للمال في إثراء معرفتها بشكل متميز، وتقول عن هذه التجربة: " ساعدتني الدورة التدريبية في لندن على فهم طبيعة عمل مصارف الاستثمار الإسلامية، وتعرفت على الفوارق بين المصارف التقليدية والمصارف الإسلامية التي تعمل وفق الشريعة الإسلامية".
وتشعر عائشة آل اسحاق بأنها محظوظة للغاية، حيث تمكنت من الحصول على كم هائل من المعرفة العملية والعلمية خلال تحضيرها للحصول على درجة الماجستير، حين قالت: "إن أفضل ما استطعت إنجازه حتى الآن هو تمكني من إتمام دراساتي العليا والعمل في الوقت ذاته، وهذا جعلني على معرفة وإطلاع دائم على أحدث المستجدات في هذا المجال".
وتطمح عائشة آل اسحاق لأن تصبح محللة مالية معتمدة في المستقبل القريب، حيث تقول: "إن وجود مؤسسات مالية آمنة وقوية يضمن نموا اقتصاديا وتطويرا مستمر لجميع القطاعات".
من جانبه يطمح القطري ثامر الكواري للمساهمة في رفعة بلده على أكثر من مستوى، وقد حصل الكواري على درجة البكالوريس في الهندسة الكهربائية، مع تخصص ثانوي في الرياضيات من جامعة تكساس إي أند أم في قطر، وقد أثبت ثامر خلال فترة دراسته الجامعية بأنه أحد الطلبة الفاعلين، حيث ساهم بالعمل في العديد من الأنشطة الجامعية.
ويلتحق ثامر قريبا بوزارة الداخلية في قطر، للعمل في إدارة الاتصالات لديها، وقد أعرب عن فرحته لانضمامه للوزارة قائلاً: "سأكون أول طالب يتخرج من جامعة تكساس إي أند أم في قطر ويعمل في وزارة الداخلية، لقد اخترت في السنة الدراسية الأخيرة من دراستي للهندسة الكهربائية دراسة هندسة الحاسوب والاتصالات، وهذا ما جعلني أرغب في العمل لصالح إدارة الاتصالات بالوزارة".
ويقوم ثامر بشكل متواصل بتشجيع الشباب القطري لدراسة التخصصات التي يرغبون بها، كما يحثهم على العمل الجاد من أجل تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، مشيرا إلى أن هذه هي الشروط والمواصفات التي تبحث عنها الجامعات وأصحاب العمل.
هذا وقد التحق الأخ الأصغر لثامر بجامعة تكساس إي أند أم حيث يدرس حاليا الهندسة الميكانيكية، ويعلق ثامر قائلا: "دراسة الهندسة ليست سهلة، لكن هذه كانت رغبتي ولا يهمني مدى صعوبة هذا المجال، أنا أحب الهندسة وقد ساعدني ذلك بالاستمتاع بدراستها".
ويؤكد ثامر بأنه ومن خلاله دراسته الجامعية قد استفاد الكثير واستطاع أن ينمي العديد من المهارات القيادية المفيدة، حيث قال: "في كل مرة أمثل فيها الجامعة وأتحدث للطلبة الأصغر أقول لهم بأن عليهم تحقيق أحلامهم عبر العمل الجاد، فيعتقد أغلبيتهم بأن هذه مسألة صعبة للغاية، ويكون ردي حينها بأننا أفضل دليل على أن هذا الشىء ليس مستحيلا، فالدولة توفر لنا كل الفرص والوسائل، وكل ما علينا فعله هو استثمار تلك الفرص واستخدامها لتحقيق طموحاتنا".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.