معهد البحوث للبيئة المستدامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة يدعم الكفاءة في استخدام الماء

قام معهد البحوث للبيئة المستدامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بتعليم الشباب كيفية استخدام تقنيات إدارة المياه وتعريفهم بالقضايا الكبرى التي قد تواجهها مصر في المستقبل فيما يتعلق بنقص المياه، وذلك على هامش مؤتمر الأمم المتحدة السنوي السابع لرعاية كوكب الأرض. يقول أندرو بيتروفيتش، مساعد أبحاث بمعهد البحوث للبيئة المستدامة، "تتعلق كثير من المشاكل المرتبطة بإدارة المياه في مصر بسوء التصرف. فإذا استطعنا تعليم الأطفال منذ الصغر كيفية الترشيد في استخدام المياه وتعريفهم بالدور الذي يمكن أن يلعبوه في الدورة الخاصة بالمياه، نكون بذلك قد أعددناهم للاشتراك في حل المشكلة على نحو فعال."
اشترك في المؤتمر، الذي تم عقده في الجونة والذي قام بإلقاء الضوء على موضوع التنوع البيئي والبيئة بشكل عام، شباب تتراوح أعمارهم من 12 إلى 20 سنة وقدموا من مدارس من مختلف أنحاء الجمهورية، منها مدرسة القومية بالإسكندرية، ومدرسة الجونة الدولية، ومدرسة سانت جوزيف بالزمالك. وساعد أفراد معهد البحوث للبيئة المستدامة الشباب على استيعاب خطط التطوير الخاصة بتقنيات إدارة المياه ووضعها موضع التنفيذ في مدارسهم أو مجتمعاتهم. ويقول بيتروفيتش، "نأمل أن يبدأ الطلاب في التفكير في الطرق التي يشهدون فيها خلال حياتهم اليومية إهداراً أو عدم كفاءة في عملية إدارة المياه وأن يشرعوا في وضع خطط للحل."
تمكن الطلاب خلال ورش العمل التي انعقدت خلال المؤتمر ونظمها معهد البحوث للبيئة المستدامة من استيعاب مفهوم حماية البيئة من المنبع، بحيث يتم تصنيع المنتجات على نحو يُمكن من إعادة تدويرها ويتم برمجة النظم البيئية على نحو يتسم بالكفاءة والنظافة وذلك منذ البداية. يقول بيتروفيتش، "أرى أنه من المهم أن يستوعب الطلاب أن الأنظمة البيئية التي يتم التحكم فيها من المنبع لا يقتصر القيام بتنفيذها على خبراء في مجال إدارة المدن الريفية ذات الموارد المحدودة والنادرة. فنحن نأمل أن يدرك هؤلاء الطلاب أنهم ليسوا قادرين على الأخذ بتقنيات التكيف مع المشكلة والتخفيف من حدتها فحسب، بل أنهم قادرين على الاضطلاع بمسئولية القيام بعمل ملموس لحل مشكلة نقص المياه وإدارتها على نحو يتسم بالكفاءة."
تدعم مبادرة الأمم المتحدة لرعاية كوكب الأرض مفهوم "المواطنة البيئية" للأطفال والشباب وتدعم اشتراكهم في المناقشات الخاصة بالبيئة وحماية كوكب الأرض، وذلك كما هو مذكور على الموقع الرسمي للأمم المتحدة. وتقوم كل دولة من خلال هذه المبادرة العالمية بتنظيم مؤتمر سنوي عن بناء المجتمعات المستدامة والاستجابة على نحو فعال للتغيرات البيئية التي تحدث باستمرار.
يعمل معهد البحوث للبيئة المستدامة على نشر الوعي اللازم بإدارة المياه في مختلف أنحاء مصر على نحو يتسم بالكفاءة والاستدامة، وذلك بالإضافة إلى تبني المبادئ الخاصة بمبادرة رعاية كوكب الأرض. وقام المعهد مؤخراً بالتعاون مع مركز بحوث الشرق الأوسط التابع لجامعة كولومبيا والجامعة الأمريكية ببيروت في مشروع يُعنى بكيفية تعامل المزارعين مع مشكلة نقص المياه وتغير الأجواء المناخية بشكل عام، وشدد المعهد على أهمية تشجيع المبادرات المحلية التي تبدأ من المنبع ويدخل ضمن ذلك استخدام أنظمة الري بالتنقيط وزراعة المحاصيل التي تتطلب كميات قليلة من الماء وصولاً إلى التخفيف من حدة مشكلة نقص المياه في مصر.
قام معهد البحوث للبيئة المستدامة بتركيب محطتين للشرب تعملان على نحو مستدام في الصحراء الغربية وقام أيضاً بإرساء قواعد نظام جديد للري بالتنقيط في ذات المنطقة، ويدخل ضمن تلك العملية قيام المعهد بتركيب رشاشات سطحية في واحات الحيز وأبو منقار في الواحات الغربية والتي تختلط فيها مياه الصرف الصحي مع مصادر المياه العذبة وتلوثها. وقام المعهد باستغلال مياه الصرف الناتجة عن المساجد في ري الأراضي الزراعية في تلك الواحات التي تندر فيها مصادر المياه العذبة.
بالإضافة إلى ما سبق ذكره، فإن لمعهد البحوث للبيئة المستدامة باعاً طويلاً في القيام بأنشطة بناءة وتنفيذ مشروعات في المجتمعات المحلية في محافظات مختلفة، ويدخل ضمن ذلك المبادرة التي قام بها المعهد في واحة الفرافرة وإجرائه تقييم لكيفية استخدام المياه في محافظة المنوفية وفحص الممارسات الخاصة بالري في تلك المنطقة. ويقول بيتروفيتش، "إذا نجحت المجتمعات في استغلال كل قطرة من قطرات المياه، سواء كانت قادمة من النيل أو من النوبة، تكون بذلك قد خطت خطوات كبيرة نحو تحقيق الاستدامة في عملية إدارة المياه."
خلفية عامة
الجامعة الأميركية بالقاهرة
تأسست الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1919، وهي مؤسسة تعليمية أمريكية رائدة توفر تعليماً متميزاً باللغة الإنجليزية، وهي مركز الحياة الثقافية والاجتماعية والفكرية في العالم العربي. تعتبر الجامعة ملتقى لثقافات العالم ومنتدى للنقاش ومد أواصر التفاهم بين مختلف الثقافات وذلك لتنوع ثقافات الطلاب، والآباء، وأعضاء هيئة التدريس، والعاملين، وأعضاء مجلس الأوصياء، والخريجين، وداعميها الكرام والذين ينتمون لأكثر من 60 دولة حول العالم.