أحمد محبوب يدعو لتعزيز التعاون وتنسيق الإجراءات الجمركية عالمياً

دعا سعادة أحمد محبوب مصبح مدير جمارك دبي إلى تعزيز التعاون الدولي في تيسير التجارة عبر تنسيق الإجراءات الجمركية عالمياً، والعمل على تفعيل الدور الحيوي للسلطات الجمركية في مختلف دول العالم لتعزيز نمو التجارة العالمية، منوها بأهمية" قمة تيسير الجمارك والتجارة العالمية"، ومساهمتها في تحقيق هذه الأهداف لدعم الانتعاش في الاقتصاد الدولي.

وقال مدير جمارك دبي إن سرعة التطور في حركة التجارة العالمية يتطلب من السلطات الجمركية في مختلف دول العالم تطبيق أفضل الممارسات والمعايير، سواء المنبثقة عن منظمة الجمارك العالمية أو غيرها، والعمل بمبدأ الابتكار واستخدام تقنية المعلومات، وبناء القدرات البشرية وتفعيل جهودها وإجراءاتها لتيسير التجارة، دون الإخلال بمهامها الأمنية من أجل حماية المجتمعات من المخاطر، مؤكداً أن الأنظمة والأجهزة التقنية الحديثة وفرت للسلطات الجمركية وسائل متطورة لإنجاز عمليات التقصي والمعاينة والتفتيش دون تعطيل مرور الشحنات، الأمر الذي يرفع من كفاءة العمل الجمركي، ويفتح الأبواب أمام التجارة المشروعة، ويحاصر الأنشطة التجارية المتعارضة مع الأنظمة والقوانين الوطنية والإقليمية والدولية.

جاء ذلك في كلمة سعادة أحمد محبوب مصبح مدير جمارك، أمام قمة "تيسير الجمارك والتجارة العالمية" التي تعقد ضمن فعاليات أسبوع "تنمية التجارة العالمية في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا"، في الفترة من 27 إلى 29 أكتوبر الجاري بفندق أبراج الإمارات، ويشمل أربع قمم عالمية في مجالات التجارة والاستثمار، بمشاركة 600 شخص من المسؤولين وصناع القرار في مجالات تيسير التجارة والتمويل والتنمية، و120 متحدثاً من 90 دولة.

وتُعقد قمة "تيسير الجمارك والتجارة العالمية" بالشراكة الاستراتيجية مع جمارك دبي لمناقشة إجراءات العمل الجمركي، ودوره في تيسير التجارة، وأهمية تطوير التعاون وتبادل المعلومات بين السلطات الجمركية والقطاع الخاص لتسهيل التجارة المشروعة.

ورحب سعادة أحمد محبوب مصبح مدير جمارك دبي، بالوفود المشاركة في القمة، متمنياً لهم طيب الإقامة في دبي، وقال سعادته: "تعقد قمة تيسير الجمارك والتجارة العالمية في دولة الإمارات العربية المتحدة بموقعها المميز كمركز عالمي وإقليمي للتجارة والأعمال، وهو موقع استحقته الدولة بجدارة عبر جهودها المستمرة ومثابرتها لتقديم نموذج يحتذى به في البناء الاقتصادي، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة" حفظه الله"، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي"رعاه الله".

وأشار سعادة مدير جمارك دبي إلى أن التجارة تكتسب أهمية متصاعدة في تحريك عجلة النمو بالاقتصاد العالمي، في ظل التحولات المتسارعة على صعيد ترابط الأسواق في مختلف القارات، وسرعة انتقال البضائع بين الدول، نتيجة للتطور المتنامي في وسائط النقل العالمية، مدعومة بثورة الاتصالات وتقنية المعلومات التي جعلت العالم قرية كونية واحدة.

وقال مدير جمارك دبي: "انطلاقاً من الرؤية المستقبلية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتوجيهات سموه الحكيمة بضرورة العمل على تعزيز التنوع في بنية الاقتصاد الوطني، عملنا في جمارك دبي على تطوير أدائنا في كافة مجالات العمل الجمركي لتنفيذ مهامنا الحيوية في خدمة اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال تيسير التجارة المشروعة. وقدمت جمارك دبي كافة التسهيلات الجمركية الكفيلة بدعم النمو المتصاعد في التجارة مع الحفاظ على مشروعيتها، حيث تضاعفت قيمة تجارة دبي الخارجية أكثر من 5 أضعاف خلال عشر سنوات لتصل إلى 1329 مليار درهم عام 2013، مقابل 252 مليار درهم في العام 2003، كما بلغت قيمتها في النصف الأول من العام 2014 نحو 654 مليار درهم؛ أي أكثر من ضعف ما كانت عليه عام 2003 كاملاً".

وأوضح أن هذا النمو المتصاعد في التجارة الخارجية تحقق نتيجة لاستثمار دبي بكثافة في تطوير بنيتها التحتية، والتوسع في إقامة المشروعات التي تخدم حركة التجارة، وذلك من خلال تطوير الموانئ والمطارات والمناطق الحرة والطرق والمراكز الحدودية مثل إطلاق خطة توسعة مطار آل مكتوم باستثمارات قدرها 120 مليار درهم، والتي ستؤدي لدى اكتمالها إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمطار إلى 200 مليون مسافر".
وأضاف سعادة أحمد محبوب مصبح:  "لقد واكبت جمارك دبي التطوير الشامل للبنية التحتية في الإمارة بالعمل على تيسير التجارة وحركة المسافرين، وضمان مرونة الإجراءات الجمركية لتحقيق هدفنا الحيوي المتمثل بتسهيل التخليص الجمركي للشحنات المشروعة، وهو أفضل دعم نقدمه للحركة الاقتصادية في الدولة عبر تعزيز العائد التجاري للمتعاملين، واستقطاب حصة أكبر من التجارة العالمية إلى الدولة".

وقال سعادته: "لقد اعتمدت جمارك دبي أحدث تطبيقات تقنية المعلومات، حيث قامت بتطوير نظام "مرسال 2" الإلكتروني الذي حقق نقلة نوعية في العمل الجمركي نظراً للإمكانيات الضخمة والتقنيات الحديثة التي يعتمدها، وشموله لمختلف الإجراءات الجمركية. وقد وفر النظام أكثر من 80% من الوقت اللازم لإنجاز المعاملات الجمركية، كما دعمت خدمات الحكومة الذكية التي أطلقتها جمارك دبي في العام الماضي سرعة الإنجاز، من خلال تمكين المتعاملين من تقديم طلباتهم للحصول على الخدمات الجمركية عبر الهواتف الذكية على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع".

وأضاف سعادته: "لقد قامت جمارك دبي بدعم عمليات المعاينة والتفتيش عبر تطوير نظام "محرك المخاطر" لتشخيص المخاطر في الشحنات التجارية مسبقاً قبل وصولها، وقد أتاح هذا النظام تقييم نحو 84% من المعاملات غير الخطرة وتخليصها آلياً على مدار الساعة بدون أي تدخل بشري في أقل من دقيقتين، وعززت جمارك دبي سرعة إنجاز عمليات التفتيش من خلال استخدام نظام وجهاز متطور لفحص الحاويات بالأشعة".

وأكد سعادة أحمد محبوب مصبح أن جمارك دبي وفرت تسهيلات متعددة لتيسير التجارة، فقد تم تطبيق النظم الجمركية الخاصة بالاستيراد من أجل إعادة التصدير، وبدأت تطبيق مشروع "الممر الافتراضي"، الذي يمكّن سلطات المناولة ووكلاء الشحن في الموانئ والمطارات من نقل البضائع فيما بينها بأسرع وأسهل وأبسط الإجراءات الجمركية وأقلها كلفة مالية، فمن خلاله يتم نقل البضائع خلال فترة زمنية قصيرة، ودون تكليف العملاء بتقديم ضمانات مالية نقدية أو مصرفية، إذ تمنح جمارك دبي العملاء ضماناً مالياً افتراضياً لكل شحنة يتم نقلها بين المنافذ الجمركية في إمارة دبي".

وأوضح أن جمارك دبي تقدم للمتعاملين نخبة من التسهيلات الجمركية المهمة، من ضمنها  تطبيق نظام دفتر الإدخال المؤقت للبضائع، وتسهيلات الاستفادة من خدمة المستودعات الجمركية لتخزين البضائع بدون دفع الرسوم الجمركية، كما وفرت الدائرة للمتعاملين خدمات تخليص البضائع على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع، مع إمكانية التخليص المسبق قبل وصول البضائع فعلياً إلى دبي. ومن ضمن التسهيلات التي تقدمها جمارك دبي، برنامج المُشَغِل الاقتصادي المعتمد وقناة الأعمال الإلكترونية المتكاملة ( B2G ) لتخليص عدة شحنات دفعة واحدة، وكذلك مبادرة الشحن الإلكتروني لتبادل مستندات الشحن الجوي آلياً، مع توفير برامج وأنظمة ذكية مترابطة مثل نظام التفتيش الجمركي الإلكتروني، ونظام مخالصة الشحن، ونظام خدمات المطالبة ورد الرسوم الجمركية الإلكتروني. 

وقال سعادة أحمد محبوب مصبح أن هذه التسهيلات الجمركية وغيرها آتت ثمارها، وانعكس ذلك على تصنيف دولة الإمارات العربية المتحدة - وقياساً على أداء جمارك دبي – لتحتل المركز الأول إقليمياً والثالث عالمياً في مؤشر كفاءة الإجراءات الجمركية ضمن تقرير التنافسية، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي 2014".

وقال سعادة أحمد محبوب مصبح: " لقد نجحت جمارك دبي عبر تطوير خدماتها وتسهيلاتها الجمركية المقدمة للمتعاملين في تحسين مستوى رضا العملاء، كما حظيت الشراكة والتعاون مع القطاع الخاص بأهمية كبرى كونها أحد الأسس والقواعد المهمة التي يعول عليها لإيجاد لغة تواصل فعالة مع القطاع الخاص. وفي هذا الإطار، أنشأنا المجلس الاستشاري لجمارك دبي الذي يعد أحد قنوات الاتصال المباشرة بين جمارك دبي وعملائها المتمثلة في أكثر من 20 مجموعة عمل تجارية، من أجل طرح ومناقشة استراتيجيات ومشاريع العمل المشتركة. ومن المبادرات الأخرى كذلك في إطار الشراكة مع القطاع الخاص مبادرة "ارتباط"، حيث يتم الالتقاء بالشركات التجارية الأجنبية من خلال السفارات والقنصليات لبلدها الأم، بهدف تحسين مستوى ونوعية الخدمات المقدمة والمشاركة في صناعة القرارات الإبداعية والمبتكرة".

وأكد أحمد محبوب دعم جمارك دبي للجهود الدولية لتطوير العمل الجمركي عبر التعاون والتنسيق الدائم مع منظمة الجمارك العالمية، والمساهمة الفاعلة بتقديم اقتراحات التطوير لكافة جوانب العمل الجمركي، من أجل الارتقاء بالمعايير الدولية المطبقة في مجال السياسات والإجراءات الجمركية. وفي الوقت نفسه، فإن الدائرة تحرص على مواكبة أحدث الأنظمة وتطبيق أفضل الممارسات الجمركية، وقد أشاد تقرير مهمة كولومبس التشخيصي، الذي أصدرته منظمة الجمارك العالمية في نهايات عام 2013 لغايات تطوير العمل الجمركي حول العالم، بتجربة جمارك دبي وأعتبرها نموذجاً يحتذى على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. وأشاد بجهود الدائرة وعملها الجاد والمستمر لتحقيق رؤية منظمة الجمارك العالمية في القرن الـواحد والعشرين. وذكر التقرير أن جمارك دبي حرصت على تحقيق رؤية واستراتيجية واضحة ومتكاملة، إضافة إلى مبادراتها غير المسبوقة في مجال التقنية الرقمية. ومع هذه الإنجازات، فإننا فخورون كذلك بأننا من الدوائر الجمركية السباقة في الالتزام بالاتفاقيات والالتزامات الدولية التي تبغي صالح البشرية سواء في مجال تحقيق الصحة والسلامة، أو تسهيل حركة التجارة الدولية وضمان مشروعيتها".

وقال سعادة مدير جمارك دبي: "لقد جاء فوز دولة الإمارات العربية المتحدة باستضافة دبي لمعرض إكسبو 2020 ليعكس مكانة الإمارة على خريطة التجارة العالمية، ولذلك نعمل في جمارك دبي على المساهمة بفعالية بالتعاون والتنسيق مع كافة الجهات الحكومية لتقديم تجربة فريدة ومميزة وغير مسبوقة في تاريخ هذا الحدث الدولي الهام، ونعد الجميع بتقديم أفضل الخدمات والتسهيلات الجمركية في هذا الحدث، وذلك من خلال إطلاق قناة ذكية خاصة بالمشاركين في المعرض، من أجل تسهيل وتسريع عملية تخليص البضائع عبر توفير نظام آلي للتخليص الجمركي على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، مع الاستفادة من خدمة التخليص المسبق قبل الوصول الفعلي للبضائع.

وتناقش جلسات القمة  رؤية القطاعين الحكومي والخاص فيما يخص تحرير التجارة العالمية، ودور ذلك في إزالة الحواجز التجارية، وتعزيز شفافية التجارة والاستثمار، بالإضافة إلى دور تطور التقنية في تعزيز تيسير التجارة، وتسهيل نفاذ البضائع عبر الحدود، والعمل على تطوير برامج إدارة المخاطر للحد من مخاطر التجارة عبر سلاسل التوريد العالمية.

وتشارك في القمة وفود من دول صناعية وأسواق ناشئة ونخبة من المسؤولين من وزارات الاقتصاد والمالية والهيئات الجمركية في الصين وكوريا الجنوبية والأرجنتين وألبانيا وبروناي وتوغو والسودان وفلسطين ودول مجلس التعاون الخليجي. وتشمل قائمة المتحدثين البارزين في القمة قادة من المنظمات الدولية، بما في ذلك المفوضية الأوروبية، ومنظمة التجارة العالمية، والإنتربول، ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، كما تشمل قائمة المتحدثين ممثلين لكبرى الشركات العالمية مثل آي بي أم، وهواوي، ونوكيا، ونستله.