النظام الصحي الأكاديمي يعقد دورة تدريبية حول السلامة البيولوجية في البحوث الطبية الحيوية

عقدت مؤسسة حمد الطبية بالتعاون مع كلية طب وايل كورنيل في قطر، دورة تدريبية حول المبادىء الأساسية والممارسات الخاصة بالوقاية من المخاطر البيولوجية في مختبرات الفحص ومرافق البحوث الإكلينيكية. وقد حضر الدورة التدريبية، التي استمرت يوماً واحداً، ما يزيد على 150 من ذوي الإختصاص من: المعالجين السريريين والأكاديميين والأطباء والكوادر التمريضية والمهندسين وفنيي المختبرات والباحثين من مختلف المؤسسات الطبية والأكاديمية المنضوية تحت مظلة النظام الصحي الأكاديمي في دولة قطر.
وقد أشرف على هذه الدورة التدريبية القيّمة خبير التدريب في مجال السلامة البيولوجية البروفيسور ريتشارد جيبلين - مدير برنامج الوقاية من الأخطار البيولوجية ، وهو البرنامج الذي تم تصميمه من قبل جامعة جون هوبكنز الأميريكية والمطبّق منذ 35 عاماً.
يذكر أن البروفيسور ريتشارد جيبلين لديه ما يزيد على 30 عاماً من الخبرة في التدريس والتدريب في مضمار السلامة البيولوجية ، كما يشغل منصب مدير مختبر الكشف عن بكتيريا الليجنيلا ( البكتيريا المسؤولة عن الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي لدى البشر) في الموارد المائية في مدينة جيثرزبيرج بولاية ميريلاند الأميريكية.
وفي تعليق له حول تاريخ مبحث الوقاية من الأخطار البيولوجية والمواضيع التي تتضمنها الدورة التدريبية قال البروفيسور ريتشارد جيبلين: "يرجع تاريخ تدريس مبحث الوقاية من الأخطار البيولوجية في الولايات المتحدة وبريطانيا الى أربعينيات القرن الماضي، ويهدف هذا المبحث الدراسي الى توعية العاملين في مجال الأحياء الدقيقة من الكوادر العلمية والطبية وفنيي المختبرات ومن يتعامل معهم من موظفي الخدمات المساندة والجمهور بشكل عام؛ بمخاطر هذه الأحياء الدقيقة وكيفية الوقاية منها في المختبرات والمرافق والمباني. وتعتبر المواضيع التي تتضمنها هذه الدورة التدريبية غاية في الأهمية بالنسبة للمختصين والعاملين في مجال الأحياء الدقيقة حيث أنها تمكنهم من معرفة طرق التعامل الآمن مع الأحياء الدقيقة وتحديد المخاطر المحتملة المترتبة على ذلك والإحتياطات الواجب اتخاذها لمنع وقوع حوادث التلوّث البيولوجي، كما تركز هذه الدورة التدريبية على تدريب المشاركين على الممارسات الآمنة في المختبرات والتي تشمل دون حصر : التحرك والتنقل الآمن في المختبر، وأنواع القفازات والملابس الواقية الواجب استخدامها، وأساليب تعقيم وتطهير اليدين، وكيفية احتواء حوادث إراقة السوائل المحتوية على أحياء دقيقة".
وعلى هامش الدورة التدريبية قال البروفيسور رمزي محمد - مدير قسم البحوث الطبية في معهد حمد بن خليفة للبحوث التطبيقية: " تشهد ثقافة بحوث الرعاية الصحية في دولة قطر نموّا متسارعاَ وتلعب مؤسسة حمد الطبية وشركاؤها في النظام الصحي الأكاديمي دوراً بارزاً في هذا النمو. إن من شأن هذه الدورة التدريبية تعزيز المبادىء والأسس المهنية لدى المختصين العاملين في مجال البحوث البيولوجية الطبية في قطر، وتمكينهم من مواصلة نشاطاتهم البحثية بشكل فاعل وآمن.".
وأضاف البروفيسور رمزي محمد: "ينخرط العديد من كوادر الرعاية الصحية من مختلف مؤسسات النظام الصحي الأكاديمي، بمن فيهم الأطباء والكوادر التمريضية، بصورة متزايدة في النشاطات البحثية وينتهزون الفرص للمشاركة فيها، ومن الضروري أن تتعلّم هذه الكوادر كيفية إجراء التجارب المتصلة بنشاطاتهم البحثية بصورة آمنة ودون أن يتسببوا بإلحاق الضرر بأنفسهم أو بالبيئة المحيطة بهم."
هذا وقد حظي المشاركون في الدورة التدريبية بفرصة بحث ومناقشة بعض المواضيع الهامة المتصلة بالسلامة البيولوجية، بما في ذلك التعرض للعدوى البكتيرية في المختبرات، والمعايير التقنية في تصميم المختبرات، ومبادىء إدارة المخاطر المحتملة للأخطار البيولوجية في مختبرات البحوث، والممارسات وأساليب العمل في المختبرات، ومبادىء عمليات إزالة التلوث والتعقيم في المختبرات.
من جهته أكد السيد توماس دويل - مدير الصحة البيئية والسلامة في كلية طب وايل كورنيل في قطر - على أهمية هذه الدورة التدريبية فقال: "إن من أهم مقومات البحث العلمي والطبي الجيد القيام بإجراء وتنفيذ النشاطات ذات العلاقة بأسلوب آمن وبالتالي تجنب المخاطر المرتبطة بهذه النشاطات."
وفي إشارة الى التوافق التام بين مؤسسة حمد الطبية وكلية وايل كورنيل الطبية في قطر حول عقد هذه الدورة التدريبية التي من شأنها أن تعود بالنفع على المختصين في مجال الرعاية الصحية في كلا المؤسستين قال السيد توماس دويل: "إن مشاركتنا في بحث مسائل صحية هامة كالسلامة البيولوجية يدفع عجلة التقدم على طريق تحقيق رؤية ورسالة قطر في بناء المجتمع المبني على المعرفة".
وتهدف البحوث الحيوية الطبية في قطر الى التعامل مع الأولويات الصحية وفق ما تضمنته الإستراتيجية الوطنية للصحة في الدولة. ويعد النظام الصحي الأكاديمي شبكة ديناميكية تجمع بين البحث والتعليم والرعاية الصحية الإكلينيكية وتقديم حلول مبتكرة في مضمار الرعاية الصحية، وتعتبر شراكة النظام الصحي الأكاديمي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو أول نظام صحي أكاديمي في العالم شامل على مستوى الدولة. وتتألف منظومة النظام الصحي الأكاديمي في قطر من: مؤسسة حمد الطبية، كلية طب وايل كورنيل في قطر، مركز السدرة للطب والبحوث، معهد قطر للأبحاث الطبية الحيوية، وكلية شمال الأطلنطي – قطر، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وجامعة قطر، وجامعة كالجاري - قطر.
خلفية عامة
مؤسسة حمد الطبية
تعتبر مؤسسة حمد الطبية المؤسسة الأولى غير الربحية التي توفر الرعاية الصحية في دولة قطر، وقد تم تأسيسها بموجب مرسوم أميري في العام 1979، وهي تدير خمسة مستشفيات متخصصة هى: مستشفى حمد العام، ومستشفى الرميلة، ومستشفى النساء والولادة، ومستشفى الأمل، ومستشفى الخور، وقد شهدت المؤسسة منذ تأسيسها تطوراً متسارعاً في مختلف مرافقها الطبية، مما مكنها من توفير خدمات تشخيصية وعلاجية عالية الجودة لمختلف الأمراض والتي لم تكن متاحة من قبل إلا في مراكز طبية خارج الدولة.