المنتدى المالي العالمي يستعرض آراء ووجهات نظر خبراء القطاع من مختلف أنحاء العالم

انعقدت الدورة الافتتاحية من المنتدى المالي العالمي، الذي ينظمه مركز دبي المالي العالمي، المركز المالي الرائد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، اليوم تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي رئيس مركز دبي المالي العالمي. وقدّم المنتدى منصة لسلسة من جلسات النقاش بمشاركة نخبة من خبراء القطاع الذين بحثوا في أبرز التوجهات الجيو-اقتصادية التي ترسم ملامح المنطقة، والتطورات التكنولوجية التي من شأنها الارتقاء بقطاع الخدمات المالية نحو المرحلة التالية من تطوره.
وفي أعقاب إعلان مركز دبي المالي العالمي عن إطلاق صندوق متخصص بقطاع التكنولوجيا المالية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي، كان من أبرز المواضيع التي تضمنها المنتدى، الذي أُقيم تحت شعار "التأقلم مع الواقع الجديد"، خلال جلسات بعد الظهر:
جلسة: الأسواق الناشئة.. الرواد والمتأخرون
يرى موييوا أوني، الرئيس الإقليمي لأبحاث الأسهم لمنطقة غرب أفريقيا في بنك ستانبيك آي بي تي سي، أن الحوكمة المؤسسية الجيدة والاستقرار السياسي عاملان مهمان جداً في تشجيع الاستثمار وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى أفريقيا، مستشهداً بجمهورية ساحل العاج، كمثال واضح على دور المشهد السياسي المستقر في تحقيق النمو الاقتصادي الإيجابي، مشيراً كذلك إلى السنغال التي شهدت نمواً اقتصادياً إيجابياً.
وبدوره، قال حسام نصراوين، رئيس ومؤسس مؤسسة "قادة الأعمال العرب" غير الربحية، إنه من المهم أن تتوفر رغبة حقيقية لدى الحكومات في توفير بيئة أعمال جيدة تتيح الفرصة أمام أصحاب الكفاءات والقدرات القيادية للظهور والتألق. وتابع نصراوين منوهاً بدولة الإمارات كنموذج حيّ وواضح عن دور الاستقرار الحكومي وحرص الدولة على دعم مسيرة النمو الاقتصادي المستدام، كما أعرب عن تفاؤله بما يجري في الأردن والمغرب على هذا الصعيد.
جلسة: الأسواق الناشئة.. مترابطة أم متفرقة؟
يرى عارف نقفي، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ "مجموعة أبراج"، أن تسمية "الأسواق الناشئة" بـ "اقتصادات النمو العالمي" هي أنسب وأدق، حيث أن ثلثي النمو في القطاع الخاص، ونحو 75% من أرباح الشركات متعددة الجنسيات تأتي من تلك الاقتصادات.
وقام نقفي بتقسيم "اقتصادات النمو العالمي" إلى ثلاث كتل هي: الصين، واقتصادات المستهلكين، والاقتصادات المنتجة للسلع. ويرى نقفي أن هناك إمكانية للتوسع في تلك الأسواق لأن الشريحة الديموغرافية الشابة قادرة على تعزيز مستوى الاستهلاك بشكل كبير، الأمر الذي يجعل هذه الأسواق وجهات استثمارية جذابة. ورأى نقفي أيضاً أنه بدلاً من التفكير في بلد محدد ومستوى المخاطر فيه، يجب أن يتركز الاهتمام على المدن العالمية وقدراتها الاقتصادية على المدى البعيد.
جلسة: التكنولوجيا المالية في الأسواق الناشئة.. أحدث التوجهات وأبرز اللاعبين
أشار المتحدثون خلال هذه الجلسة إلى أنه نظراً للسرعة المذهلة التي تتطور بها التكنولوجيا المالية، فإن المشاركة الاستباقية للهيئات التنظيمية والمؤسسات المالية منذ البداية تعدّ ضرورة أساسية لدعم تطورها. وقال وليد حنّا، الرئيس التنفيذي لشركة "ميدل إيست فينتشر بارتنرز" إن مبادرات مثل مُسرِّع التكنولوجيا المالية "فينتك هايف في مركز دبي المالي العالمي" والمُسرّعات المشابهة في دولة الإمارات تُعتبر أدوات تمكين مهمة جداً تدعم تطور مجتمع التكنولوجيا المالية. وأوضح أن بقية أنحاء المنطقة لا تزال متأخرة في هذا الميدان، كما أنّ بيئتها التنظيمية تُعتبر غير مترابطة، على الرغم من أن هناك إمكانات هائلة فيها سواء من حيث المواهب أو من حيث الطلب من جانب المستخدم النهائي.
وقال هشام عز العرب، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للبنك التجاري الدولي إن التكنولوجيا المالية تعتبر بمثابة مكمل مُمكِّن لتحقيق الشمول المالي بدلاً من كونها ثورة على الخدمات المالية التقليدية. وأضاف بأن جيل الألفية يساهم في تحديد اتجاهات الطلب على الخدمات المصرفية وغيرها من الخدمات المالية، لذا فإن الخدمات المصرفية المستقبلية ستكون مختلفة عما هي عليه اليوم.
وقالت هيذر هينيون، مؤسسة شبكة المستثمرات المُموِّلات (WAIN) إن شركات التكنولوجيا المالية الناشئة تقف وراء معظم ابتكارات التكنولوجيا المالية. ولكن لكي تتمكن هذه الشركات من تحقيق النجاح، فهي تحتاج إلى استثمارات ضخمة، وهنا تبرز أهمية رأس المال الجريء، كما تحتاج إلى امتلاك القدرة على الوصول إلى العملاء وتأمين احتياجاتها، وهنا يأتي دور البنوك.
خلفية عامة
مركز دبي المالي العالمي
قامت حكومة دبي بإنشاء مركز دبي المالي العالمي لصالح دولة الإمارات والمنطقة ككل، ووظيفة هذا المركز هو إنشاء سوق مالي على المستوى الإقليمي، ويقدم للمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال ضوابط ومعايير ترتقي إلى المستوى العالمي.