الملتقى البحثي السنوي لوايل كورنيل للطب - قطر يستعرض نتائج أحدث بحوث الطب الحيوي

استضافت وايل كورنيل للطب - قطر ملتقاها البحثي السنوي في نسخته التاسعة، ونوقشت خلاله أحدث تطورات علوم الطب الحيوي بحضور علماء وباحثين يمثلون نخبة من أهم المؤسسات البحثية والعلمية في قطر.
وقد حضر أكثر من مئتين من العلماء الرياديين وطلاب الطب في وايل كورنيل للطب - قطر والمهتمين والمعنيين ببحوث الطب الحيوي أعمال الملتقى للتعريف بمشروعاتهم البحثية، ومناقشة الاتجاهات الراهنة في بحوث الطب الحيوي، والإصغاء إلى محاضرات ألقاها زملاء لهم من العلماء والباحثين الاستقصائيين، والمشاركة في مسابقة الملصقات البحثية. وأما المحاور البحثية لمنتدى هذا العام فشملت داء السكري، السمنة، الأمراض العصبية، علم الجينوم، سرطان الثدي، إيكولوجية قطر، الصرع، أمراض القلب والأوعية الدموية، إلى جانب عدد آخر من المحاور.
ويُعدّ الملتقى البحثي للكلية أحد أهم الأحداث العلمية السنوية المرتقبة في الأوساط العلمية في قطر والمنطقة، وانصبّ تركيز نسخة هذا العام على ترجمة الاكتشافات والابتكارات العلمية إلى مشروعاتتجارية ناجحة. وفي مستهل أعمال الملتقى قال الدكتور جاويد شيخ عميد وايل كورنيل للطب - قطر، في كلمته الافتتاحية: "قطعت قطر شوطاً واسعاً في ترسيخ قطاع ناجح في مجال بحوث الطب الحيوي. وثمة تحدّ ماثل أمامنا يتمثل في استقطاب رؤوس الأموال الاستثمارية الكافية من القطاع الخاص بما يمنح الزخم اللازم للشركات الصغيرة والمتوسطة، فهي ضرورية لنقل الابتكارات من المختبرات إلى الأسواق. وهذه خطوة حاسمة الأهمية إذا ما أرادت قطر أن تتحول نحو اقتصاد المعرفة المستدام".
وشهدت نسخة هذا العام من الملتقى الإعلان عن إطلاق وايل كورنيل للطب - قطر لـ "جائزة مريم الاسطرلابي لتقدُّم بحوث الطب الحيوي"، المسمّاة باسم مريم العجلية الاسطرلابي، وهي عالمة فلك عربية مسلمة من حلب ابتكرت تطوير جهاز الملاحة المعروف باسم الاسطرلاب في القرن العاشر للميلاد. وقُدّمت الجائزة في دورتها الأولى للدكتور عبدالستار الطائي، المدير التنفيذي للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، عضو مؤسسة قطر، لما يضطلع به الصندوق من دور بارز في توفير التمويل بالغ الأهمية لدعم بحوث الطب الحيوي.
وبعد تسلّم الجائزة، قال الدكتور الطائي: "أشكركم جزيل الشكر على هذه الجائزة المميزة من كلية طب مرموقة. أعتقد أن ما أُحرز من تقدُّم في مضمار البحوث العلمية هنا في قطر مذهل، وقد بلغنا اليوم المرحلة الأهم بكلّ ما بها من تحديات، إذ يتعيّن علينا اليوم أن نحوّل الأفكار إلى أثر ملموس عبر تطبيق مجمل بحوثنا وابتكاراتنا بما يدعم قطر في الانتقال إلى اقتصاد المعرفة".
ثم وجّه الدكتور الطائي الشكر إلى القيادة القطرية وزملائه في الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي لإسهامهم في تحقيق رؤية الصندوق ونجاحاته.
وألقى الدكتور ريتشارد أوكينيدي، نائب رئيس مؤسسة قطر للبحوث والتطوير والابتكار ونائب رئيس جامعة حمد بن خليفة للبحوث، الكلمة الرئيسة لملتقى هذا العام. واستذكر الدكتور أوكينيدي تجربته في أيرلندا وإسهامه في إنجاح قطاع الصناعة الدوائية وبحوث الطب الحيوي هناك قائلاً: "ذات يوم كان شعار أيرلندا بأنها أفضل دولة صغيرة المساحة في العالم لمزاولة الأعمال، وأريد أن نستلهم تلك التجربة وأن يكون شعار قطر أنها أفضل مكان في العالم للمتطلعين إلى تحويل الأفكار النيّرة والمبتكرة إلى فرص تجارية. ومن المؤكد أن ذلك لن يتحقق ما لم نعمل معاً، وما لم تكن لدينا قناعة راسخة بأنه بإمكاننا تحويل الأفكار وتغيير العالم من حولنا".
شملت نسخة هذا العام من الملتقى البحثي السنوي للكلية ما مجموعه 94 عرضاً لملصقات بحثية لباحثين مختصين وزملاء ما بعد الدكتوراه وطلاب طب، وأبرزت تلك الملصقات نتائج المشاريع البحثية التي أُجريت طوال السنة الماضية. واختُتم الحدث بإعلان أسماء الفائزين بعروض الملصقات البحثية ضمن ثلاث فئات.
فقد فازت الطالبة هبة الطراونة – سنة ثانية في برنامج الطب، بالجائزة الأولى عن فئة الملصقات البحثية الطلابية عن ملصقها المعنون: "المقارنة الكمية بين الغلوكوما الأساسية مفتوحة الزاوية (POAG)والاعتلال العصبي البصري الأمامي الناجم عن نقص التروية (NAION)باستخدام بارامترات مسح التصوير المقطعي البصري الانبثاثي الفلوري"، حيث تناولت في الملصق الفائز فقدان البصر. وأما الجائزة الأولى لفئة الباحثين المختصين ففازت بها كل من الباحثة عائشة مدني عن مشروعها عن الجينات المنظّمة للالتهابات، والباحثة إيمان أشقر عن مشروعها عن تأثير الجمع بين الأدوية المتلفة للخلايا السرطانية والعوامل الأيضية في الخلايا السرطانية. وعن فئة زملاء ما بعد الدكتوراه فاز الدكتور ياسر مجيد بالجائزة الأولى عن ملصقه المعنون: "تفاعل الأستيل Sirt1والجينة الورمية Mycكمنظّم لتكوُّن الشحم".
وقال الدكتور خالد مشاقة، العميد المشارك لشؤون البحوث وأستاذ الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية في وايل كورنيل للطب - قطر: "نحن محظوظون بأن نستضيف خلال نسخة هذا العام من الملتقى البحثي السنوي نخبة من القياديين والعلماء والباحثين الذين يمثلون قطاع بحوث الطب الحيوي المزدهر في قطر، وفخورون بأن الملتقى البحثي السنوي للكلية بات حدثاً سنوياً مرتقباً للتعريف بجهودنا البحثية المنفّذة داخل الكلية وبالتعاون مع آخرين. ونأمل أن تجد البحوث العلمية التي أُجريت خلال الأعوام العشرة في وايل كورنيل للطب - قطر وفي عموم قطر طريقها لتسويق تطبيقاتها تجارياً، تحقيقاً للرؤية الوطنية فيما يتعلق بإرساء دعائم اقتصاد المعرفة في قطر".
وختم الدكتور مشاقة قائلاً: "لنا أن نتفاءل بأننا سنحقق بنجاح كل ما هو منشود في المرحلة التالية من برنامج بحوث الطب الحيوي بعد أن رأينا في ملتقانا لهذا العام كل هذه الطاقات والقدرات المتميزة، مدعومة بالرؤية الابتكارية للقيادة القطرية".
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.