الدوحة تستضيف نخبة من كبار علماء العالم لإيجاد حلول للأمراض الصحية البيئية

انطلقت اليوم رسمياً أعمال المؤتمر الدولي السادس للمطفرات البيئية في المجموعات السكانية بمشاركة ما يقرب من 350 مشاركاً ومحاضراً وبحضور كوكبة من كبار العلماء والباحثين المرموقين من دول المنطقة والعالم.
وانطلقت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بسلسلة من الكلمات الترحيبية الملهمة لكل من الدكتور محمد فتحي سعود، رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والذي سلط الضوء على الدور المهم الذي تضطلع به مؤسسة قطر لقيادة مسيرة الدولة نحو التحول من اقتصاد قائم على الكربون إلى اقتصاد قائم على المعرفة فضلاً عن قيام المؤسسة بالعديد من المبادرات التي تمنح قطر الريادة بين دول المنطقة المهتمة بالاكتشافات العلمية.
وأشار الدكتور سعود إلى تعهد صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر في 2006 بتخصيص 2.8% من إجمالي الناتج المحلي لدعم العلوم والأبحاث. وأضاف الدكتور سعود "إن هذا التخصيص الكبير من الموارد قد وضع قطر في طليعة دول المنطقة المهتمة بالجهود البحثية مما يساعدها على إكمال مسيرة التطور التي تشهدها مستعينة بالخبرات الدولية وبناء شبكات قادرة على تقديم حلول محلية يكون لها انعكاساتها على الصعيد العالمي ".
وتأكيداً على أهمية هذا المؤتمر على الصعيد الأقليمي، صرح الدكتور سعود قائلاً: "بالرغم من أن جهودنا تتركز حول هذا المجال البحثي فإن الطريق أمامنا ما زالت طويلة وعلينا أن نجتازها حيث إن دراسة الصحة البيئية مازالت قيد التطور في العالم العربي. وعليه، فإن هذا المؤتمر يهدف إلى وضع قضايا الصحة البيئية على رأس أجندة الأبحاث الأقليمية مما يتيح للمنطقة الاستفادة من التطورات العلمية العالمية ويساعد على تبادل المعلومات وخلق شبكات من التواصل لتحقيق مزيد من التعاون."
وقام كل من الدكتور ويليام أو، الرئيس المشارك للمؤتمر ورئيس كلية الطب بجامعة شانتو في الصين، والدكتور ستيفانو بوناسي، رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات المطفرات البيئية بالترحيب بالوفود المشاركة بالنيابة عن الجهات المنظمة. كما ألقى الدكتور صالح علي المري مساعد الأمين العام للشؤون الطبية بالمجلس الأعلى للصحة كلمته أمام المؤتمر ممثلا فيها المجلس الأعلى للصحة، الذي يعد أبرز الجهات الراعية للمؤتمر.
ومن أبرز المشاركين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر صاحبة السمو الملكي الأستاذة الدكتورة الأميرة تشولابورن من تايلاند والتي ألقت محاضرة تحدثت فيها عن أثر العوامل البيئية على إصابة الأطفال بمرض السرطان، باعتبارهم أكثر الفئات السكانية ضعفاً وتأثراً بالمرض كما تحدثت أيضاً عن المشاكل الصحية الناجمة عن العوامل البيئية، مثل التعرض للجرعات العالية من الزرنيخ في مياه الشرب والمركبات الضارة المتواجدة في الهواء الملوث. ومستشهدة بما ورد في بعض الدراسات الدولية، أشارت صاحبة السمو الملكي إلىأن: " هناك خمسة ملايين طفل يموتون سنوياً نتيجة الأمراض التي ترتبط بشكل مباشر بالظروف البيئية. إن السنوات العشرة المقبلة ستشهد وفاة 84 مليون شخص بسبب الأمراض السرطانية، 70% منهم في العالم النامي. .... وفيما يتعلق بمدى حساسية الأطفال وإمكانية تعرضهم لتكسر الحمض النووي بسبب العوامل البيئية، خلصت إلى: " أن الأطفال هم أكثر عرضة من الكبار لتكسر الحمض النووي وأنهم أقل قدرة على إصلاح ومعالجة هذا التكسر من البالغين. إن وجود بيئة نظيفة أمر أساسي من أجل صحة جيدة ونمو أفضل للأطفال. ويشمل ذلك وجود مياه نظيفة وهواء نقي وبيئة عمل صحية ومسكن صحي".
كما شهدت الجلسة الافتتاحية مشاركات لنخبة من كبار الباحثين أمثال البروفيسور وليام داب من المعهد الوطني الفرنسي للعلوم والتكنولوجيا والإدارة والذي تحدث عن التطورات الجديدة والتحديات الخاصة بتقييم أثار المواد الملوثة على الصحة البشرية، والبروفيسور ميشل أوبير من ﻤﺸﻔﻰ ﺒﻴﺸﺎ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻲ في باريس الذي تحدث عن الآثار الناجمة عن ملوثات الحركة المرورية وصلتها بأمراض الجهاز التنفسي.
وفي فترة ما بعد الظهيرة، تواصل النقاش في شكل ثلاث جلسات عقدت بشكل متزامن وتناولت كيفية معالجة المخاوف الصحية الناجمة عن العوامل البيئية في الدول النامية وكيفية وضع مؤشرات حيوية لقياس الدراسات السكانية ومعرفة الآليات الأساسية للإصابة بالمطفرات والأمراض السرطانية.
وأثناء فترات الراحة، انتهز أعضاء الوفود والزوار الفرصة للاطلاع وتفقد عروض الملخصات المقدمة للمؤتمر. هذا وسيتم تكريم الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى عن أفضل ملخصات مقدمة من الطلبة والباحثين المبتدئين في الحفل الختامي للمؤتمر في 29 مارس.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.