طالبة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة تستخدم الكيمياء للتمييز بين الأعمال الفنية الحقيقية والمزورة

بيان صحفي
تاريخ النشر: 30 أكتوبر 2013 - 04:43 GMT

Al Bawaba
Al Bawaba

تمكنت مايان صبري، الحاصلة على درجة البكالوريوس في الكيمياء من الجامعة الأمريكية بالقاهرة في الربيع الماضي، من استخدام طرق علمية لاكتشاف الفن المزور. هذه الأساليب تحتوي على تحليل دقيق لبصمة الفنان أو لوحة الألوان. هذه الأساليب تحتوي على تحليل دقيق لبصمة الفنان أو لوحة الألوان.

كجزء من مشروع تخرجها، حللت صبري وسجلت كيميائياً لوحة ألوان الرسام المصري طه القرني. الهدف من البحث المقدم من صبري هو إنتاج قاعدة بيانات، هي الأولى من نوعها، لتوثيق اللوحات والأدوات المستخدمة من قبل الفنانين المصريين المشهورين، للتمييز بين اللوحات الحقيقية والمزورة. جاء هذا الاهتمام بفكرة البحث من قبل صبرى كثمرة معرفتها بوقائع تزوير لوحات الفنانين المصريين من قبل. 

تقول مايان عن مشروعها، "كانت هذه التجربة مثيرة للاهتمام لأنها تمزج بين البحث العلمي و عالم الفن. لم تنشأ من قبل قاعدة بيانات في العالم العربي لخدمة غرض مماثل، لذا أصبحت الحاجة إلى التوثيق والحفاظ على أصالة أعمال الفنانين العرب شيئا ضرورياً."

قامت صبري بتحليل تكوين التسع ألوان التي استخدمت في لوحات طه القرني، بالإضافة إلى إثنين من مواد التجليد باستخدام تقنيات أساسية مثل حيود الأشعة السينية، تحويل فورييه الطيفي بالأشعة تحت الحمراء، و مطياف الأشعة فوق البنفسجية    

في مشروع تخرجها، تشير صبري إلى لوحات الرسام المصري الشهير الراحل محمود سعيد، وواقعة ظهور لوحته المسماة ذات العيون الخضراء، للبيع في دار كريستيز في دبي في حين أنه كان من المعروف أن اللوحة معلقة في بيت سفير مصر بالأمم المتحدة في نيويورك.
تقول صبري، "يبدو انه يوجد لوحتان، واحدة منهما الأصلية و الأخرى مزورة. إذا كانت لوحة ألوان محمود سعيد متاحة لنا الأن، لاستطعنا اكتشاف أيهما مزورة، بتحليل أصباغ اللوحتين ولكن للأسف فإن تلك السجلات غير متوفرة." 

ترى دكتورة جيهان رجائي، أستاذ الكيمياء المشرفة على بحث تخرج صبري أهمية هذا العمل للأجيال القادمة، "سوف يسمح هذا المشروع بالكشف عن التزوير في مجال الفن من خلال الكشف عن اللوحات المزورة للفنانين المشهورين واكتشاف اذا كانت الألوان المستخدمة قديمة بالفعل أو غير مطابقة لتلك الألوان المستخدمة من قبل الفنانين."

يشير أيضاً دكتور أدهم رمضان، رئيس قسم الكيمياء، لأهمية البحث، "أعتقد أن مشروع مايان هاماً لأسباب كثيرة. أولا، طبيعة البحث متعددة التخصصات، كما أن تداخل العلوم والفنون يعد أمراً فريداً من نوعه، فهو يوضح أنه من الممكن من خلال الإبداع الجمع بين مجالين ذوي طبيعة مختلفة. كما أن هذا المشروع يعد الأول في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومصر في تحليل لوحة رسم لفنان مصري وتسجيلها. وهذا له انعكاسات هامة جداً على الفن المصري المعاصر، وخاصة في التأكيد على أصالة اللوحات والكشف عن أي عمليات تزوير. و هذا يدل على الدور الذي يمكن أن تلعبه الكيمياء في ذلك المجال." 

ومن وجهة النظر الخاصة بالعلوم الإنسانية، فإن فلسفة الفنان و أسلوبه يمثلان نقطة تركيز رئيسية في مشروع تخرج صبري، بيما تمثل لوحة الألوان أداة التحليل العلمي. وتقول صبري "إن إحتمال استخدام فنانين لنفس المواد وتركيبات الألوان يعد احتمالاً يقرب إلى الصفر. إذ يستخدم كل فنان لوحة ألوان ذات تركيبة فريدة من نوعها. التحدي هو، بطبيعة الحال، أن نكون قادرين على تحديد موقع لوحات الفنانين الذين وافتهم المنية. هذا هو السبب في سعينا إلى بدء العمل مع الفنانين الذين على قيد الحياة."

القرني كان حاضراً وقت مناقشة مشروع التخرج و أعرب عن تقديره لعمل صبري لأن معظم حالات التزوير الفني تم اكتشافها حتى الآن من خلال الملاحظات حول الطبقات السطحية بدلا من دراسة التركيب الكيميائي. تقول صبري، "أن طه القرني رحب بفكرة البحث كثيراً كما أنها فكرة جديدة بالنسبة له، خاصة أن أعماله قد تعرضت للتزوير من قبل عدة مرات. هذا هو السبب في إصراره على محاربة التزوير."

وكطبيعة العلماء العاملين في مجال الفن، كانت هناك عقبات اجتماعية واجهت البحث، تقول صبري، "بالتأكيد يقدر العلم أكثر من الفن في مجتمعنا في مصر، فأنا متأكدة أن كثير من طلاب الكيمياء لا يقبلن العمل على مشروع مماثل، فالكثير يعتقدون أن بحث التخرج القائم على أساس مشروع علمي فقط سيبدو أفضل في سيرتهم الذاتية."  

سوف تتجه مايان إلى متابعة الدراسات العليا في الفن وتدرس أيضا الجانب التجاري لمشروعها، كما تقول انها قد تم قبولها مؤخراً في برنامج اتجاه الفن فى مدرسة ميامي للإعلانات في أوروبا، وسوف تذهب إلى ألمانيا قريباً.

خلفية عامة

الجامعة الأميركية بالقاهرة

تأسست الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1919، وهي مؤسسة تعليمية أمريكية رائدة توفر تعليماً متميزاً باللغة الإنجليزية، وهي مركز الحياة الثقافية والاجتماعية والفكرية في العالم العربي. تعتبر الجامعة ملتقى لثقافات العالم ومنتدى للنقاش ومد أواصر التفاهم بين مختلف الثقافات وذلك لتنوع ثقافات الطلاب، والآباء، وأعضاء هيئة التدريس، والعاملين، وأعضاء مجلس الأوصياء، والخريجين، وداعميها الكرام والذين ينتمون لأكثر من 60 دولة حول العالم.

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن