الاتحاد الدولي للنقل الجوي يناقش جدول أعمال قطاع النقل الجوي الأردني

التقى الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا)، مع الحكومة الاردنية في عمان في وقت سابق من الأسبوع للبحث في مسائل تعزيز وتطوير روابط جوية اكثر اماناً وسلامة وفعالية.
واستقبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن الحسين ومعالي الدكتور هاشم المساعيد وزير النقل الأردني، السيد توني تايلور، المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي، لمناقشة الأمور المتعلقة بقطاع النقل الجوي دولياً وإقليماً، وقدم خلالها السيد تايلور الى الأمير تقريراً عن المزايا والفوائد التي يقدمها قطاع النقل الجوي الاردني في دعم الاقتصاد، حيث يسهم القطاع بنحو 994 مليون دينار أردني فضلاً عن توفير 79,300 وظيفة مباشرة وغير مباشرة منها وظائف قطاع السياحة المرتبط بالنقل الجوي.
وفي هذا السياق قال السيد تايلور: "أتوجه بالشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل والحكومة الاردنية لدعمهم المتواصل لنشاطات الاتحاد الدولي للنقل الجوي. وتعد المملكة من الدول الرائدة في قطاع النقل الجوي، وإن رؤية صاحب الجلالة الملك عبد الله للقطاع، ستضمن مواصلة القطاع مساهمته في دعم الاقتصاد الأردني وتوفير فرص العمل ذات القيمة العالية."
وجاءت زيارة تايلور الى عمان في وقت يواجه فيه قطاع النقل الجوي تحديات كبيرة. وأضاف تايلور قائلاً: "نتوقع أن تحقق شركات الطيران حول العالم أرباح تشغيلية قدرها 3.0 مليار دولار فقط من الايرادات التشغيلية التي تبلغ 631 مليار دولار، وهذا يمثل هامشاً قدره 0.5 في المئة فقط. وستساهم شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط بنحو 400 مليون دولارمن هذه الارباح.
ومع هذه النسبة من الأرباح، فأن القطاع يعد في وضع ضعيف في مواجهة التحديات الاقتصادية الحالية المتمثلة في استمرار أزمة الديون السيادية في اوروبا، فضلاً عن أسعار النفط التي على الرغم من بعض التحسن الذي شهدته، فمن المتوقع ان يصل متوسط سعر البرميل إلى 110 دولار سنوياً. وهذا من شأنه ان يؤدي إلى استهلاك نفقات شركات الطيران بنحو ضعف ما كانت عليه في العام 2003 (14 في المئة).
من جانبه أكد الامير على دعمه لنشاطات الاتحاد الدولي للنقل الجوي ومكتبه في عمان. وتنوعت مواضيع النقاش بن الطرفين لتشمل بعض المسائل المحددة التي تواجه قطاع النقل الجوي مع التركيز بشكل خاص على القطاع في الأردن.
ففي مجال السلامة يواصل الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) عمله مع حكومات المنطقة لحثها على اعتماد برنامج تدقيق السلامة التشغيلية التابع للاتحاد الدولي للنقل الجوي فضلاً عن برنامج الاتحاد الدولي للنقل الجوي لتدقيق إجراءات السلامة الخاصة بالعمليات الأرضية. وتعمل الحكومة الاردنية على دعم نظام تدقيق إجراءات السلامة الخاصة بالعمليات الأرضية، فيما أكد الامير دعمه لنظام تدقيق السلامة التشغيلية والذي له قدره على تعزيز سلامة النقل الجوي بشكل اوسع في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
وتتم معالجه مشاكل أمن النقل الجوي بالتعاون بين مختلف الأطراف ومن خلال عده حلول. وتتضمن تلك الحلول على مبادرة الأياتا "نقطه التفتيش المستقبلية" التي ستعمل على تعزيز تجربة أمن السفر عبر الجو للمسافرين، ومبادرة الشحن الجوي الآمن التي من شأنها أن تعزز من أمن جميع عمليات شحن البضائع جواً والرفع من مستويات الامن والسلامة والتخفيف من الاختناقات في المطارات. وشجع تايلور الحكومة الأردنية على الانضمام الى الحكومات 17 الاخرى حول العالم التي أيدت مبدأ نقطة التفتيش المستقبلية.
اما في مجال المحافظة على البيئة، فقد التزمت شركات النقل الجوي بأهداف صارمة لتخفيض معدل انبعاثات الكربون الناتجة عن الصناعة إلى نحو 50 في المئة مقارنه عما كانت عليه في العام 2005. ولكن أدى قرار الاتحاد الاوروبي في اضافة قطاع النقل الجوي الدولي الى نظام تجارة الانبعاثات إلى تأجيج مأزقاً سياسياً دولياً. وفي هذا المجال جدد تايلور مخاوفه من أن قرار الاتحاد الاوروبي الاحادي الجانب والذي يتعدى الحدود الاقليمية لا يساعد على الوصول الى اتفاق دولي، وشجع الحكومة الأردنية على استمرار دعمها للوصول الى اتفاق دولي صادر عن المنظمة الدولية للطيران المدني تتفق عليه جميع الاطراف.
تواصل الكفاءة التشغيلية كونها من بين الأهداف الرئيسية للقطاع في مجال تخفيض النفقات وتحسين خدمات المسافرين. وشكر تايلور الحكومة الاردنية على تخفيض رسوم تعديل التضخم في مطار الملكة علياء الدولي، كما هنئ الملكية الأردنية والمطار لكونهما ثاني ثنائي (شركة نقل جوي ومطار) في المنطقة تطبق مبادرة الأياتا للسفر السريع والتي تعمل على توفير الراحة للمسافرين فضلاً عن مساهمتها في تخفيض النفقات. أما فيما يخص مبادرة الشحن الجوي الالكتروني، فقد تم اكمال شوطاً كبيراً من الترتيبات اللازمة لتطبيق الشحن الالكتروني في المطار والذي يمكن أن يختزل من وقت الشحن بنسبة تصل إلى 24 ساعة. ومع ذلك، فإن غياب التشريعات التي تدعم الغاء استخدام الورق في عمليات الشحن الجوي يشكل عقبة في تطبيق الشحن الإلكتروني.
وحضر تايلور أثناء تواجده في الأردن الحفل الرسمي لانتهاء خدمة الدكتور مجدي صبري التي استمرت لمدة 11 عاما‘ في منصب نائب الرئيس لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الاتحاد الدولي للنقل الجوي، واستلام حسين الدباس المنصب بدلاً عنه. وينضم الدباس الى الاتحاد الدولي للنقل الجوي حاملاً معه خبرة أكثر من 30 عاماً في قطاع النقل الجوي من بينها منصب المدير العام الرئيس التنفيذي للملكية الاردنية منذ العام 2009.
وقال تايلور: " أود أن أشيد بالانجازات التي حققها الدكتور مجدي صبري في تشكيل فريق قوي وكفؤ للاياتا في عمان خلال فترة شهدت تحديات وتغيرات مختلفة. وأود أن أرحب بالسيد دباس الذي لا شك بأن سيبني على هذه الانجازات وسيساهم في زيادة فعالية الدعم الذي نقدمه الى الشركات الأعضاء."
هذا وتم تأسيس المكتب الاقليمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في عمان في العام 1991. وبالإضافة إلى ذلك فان مكتب الاردن مسئولا عن تشغيل أنظمة التسوية المالية للشرق الأوسط والقارة الافريقية بكاملها ليرتفع بذلك حجم عملياتها الى حوالي 20 مليار دولارا سنويا موزعة في 66 دولة. ويعمل في المكتب 80 موظفاً يشكل المواطنين الاردنيين نحو 85 في المائة منهم
خلفية عامة
منظمة النقل الجوي الدولي
منظمة النقل الجوي الدولي (الأياتا) تأسست في 19 أبريل 1945 لمواجهة المشاكل التي قد تنجم عن التوسع السريع لخدمات الطيران المدني في أعقاب الحرب العالمية الثانية.