الأميركية عرضت لوحات لم تُشاهد من قبل لخليل الصليبي في افتتاح معرضها للفنون

دشّنت الجامعة الأميركيّة في بيروت معرضها للفنون الجميلة بإماطة اللثام عن لوحات لم تشاهد من قبل لخليل الصليبي 1870-1928، أحد مؤسسي الفن الحديث في العالم العربي. وهذا أول عرض عام للوحات الصليبي، الذي طبع تطوّر الفن الحيث في لبنان والذي يستمر تأثيره حتى اليوم.

وقد اقتصر العرض الأول بشكل خاص على أصدقاء الجامعة والداعمين لمشروع المعرض أو المساهمين فيه، لكن المعرض يفتح أبوابه للجمهور يوم الثلاثاء 12 حزيران ويبقى مفتوحاً حتى نهاية العام. وقد أتت اللوحات من مجموعة خاصة مهمّة مُنحت إلى الجامعة في بداية هذا العام.

لقد درس خليل الصليبي وعمل وعرض في إدنبره، وباريس، والولايات المتحدة، ولبنان. وهو معروف ببورتريهاته وباهتمامه بالجسد البشري. وتُعرض أربع لوحات لم تُشاهد من قبل من أعماله في معرض كشف الجسد في معهد العالم العربي في باريس الذي يستمر حتى منتصف شهر تمّوز القادم.

والمعرض في بيروت هو المناسبة الأولى التي تعرض فيها على الملأ مجموعة كبيرة وشاملة من أعمال خليل الصليبي. وتشمل المجموعة المعروضة أكثر من ثلاثين لوحة. ويشرف على المعرض أوكتافيان إيسانو الذي عيّن مؤخراً كأول قيّم لمعرض الجامعة.

وقال إيسانو: "من منظار تاريخ الفنون، فإن حياة واعمال خليل الصليبي ترسم مُختصراً لحقبة مفصلية من تاريخ تطوّر الفنون في لبنان بين نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. وينتمي الصليبي إلى ذلك الرعيل الأول من الفنانين الذين ساهموا بشكل ثابت في بزوغ الفن كمهنة جديد في هذه البلاد".

وقد حضر افتتاح المعرض عدد من الشخصيات وضيوف الجامعة بينهم جورج قرم الأستاذ الجامعي  والوزير السابق. وهو حفيد الرسام اللبناني من القرن التاسع عشر داوود قرم وابن الرسام جورج قرم.

وقال الأستاذ جورج قرم: "هذا حدث عظيم ومهم للبنان. والدي كان رساماً وسعى طوال حياته لإقامة متحف للفنون الجميلة في لبنان، لكنه لم ينجح في ذلك. وهذه المبادرة الجريئة والمقدامة للجامعة الأميركيّة في بيروت هي خطوة مهمة لحفظ التراث الثقافي اللبناني. وليس أفضل من الجامعة كموقع وداعم للأعمال الفنية اللبنانية. والجامعة تسعى بعزم كبير لنشر تعليم الفنون في لبنان".

سيستضيف معرض الجامعة معارض فنية من المنطقة، انطلاقاً من مما حصل عليه مؤخراً  من أعمال الفنانين اللبنانيين الرواد من مطلع القرن العشرين ووسطه. هذا ويقع معرض الجامعة الأميركية في بيروت في شارع الصيداني، في مبنى منامة الطالبات، في شارع الحمراء. ويُفتتح يومياً من العاشرة صباحاً حتى الرابعة بعد الظهر، من الثلاثاء إلى السبت. وهذا المعرض يحمل صفة الموقت، الى حين استكمال بناء رئيسي لمتحف الجامعة الأميركية للفنون الجميلة. وسيكتمل بناء هذا المتحف الكبير في العام 2020 وسيحمل اسم روز وشاهين الصليبي، والدَي المتبرّع الدكتور سمير الصليبي.

وقال رئيس الجامعة الدكتور بيتر دورمان: "بعد عرض لوحات أعرناها في باريس، يسعدني أن أرى مجموعة خليل الصليبي تُعرض للمرة الأولى أمام جمهور عريض هنا في بيروت. هذه المجموعة الفريدة تشكّل جزءاً مهماً من الميراث الثقافي اللبناني، والجامعة قد التزمت بحفظه للأجيال القادمة. وهذه خطوة أولى من مخطط بعيد المدى لجعل الحرم الجامعي حاضناً للفنّ الحديث والمعاصر. ونحن شديدو الامتنان للدكتور سمير الصليبي لمنحته الرؤيوية."

وقد أعربت الجامعة عن امتنانها لما تتلقاه من دعم ورعاية من بنك بيبلوس بصفته الراعي الأساسي للمعرض، وكيستون هولدنغ غروب، ويو بي اس، وآروب للتأمين، وكراون بلازا، ومجلةاكزكيوتيف.

وقد أكّد السيد سمعان باسيل، نائب رئيس مجلس إدارة ومدير عام بنك بيبلوس، أن بنك بيبلوس ملتزم بالمحافظة على تراث لبنان الثقافي والترويج له بشكل مستمر. وقال "إن هذا المعرض المميز هو واحد من مبادرات مستقبلية عديدة ستتشارك فيها الجامعة الأميركية في بيروت مع بنك بيبلوس".