إطلاق نوادي طلاب جديدة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة لخدمة المجتمع

في خطوة لإثراء التجربة الجامعية، تم مؤخراً إطلاق ثلاثة أندية طلابية جديدة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وهي: "هي" أو مبادرة المرأة؛ وخطوة وعالرصيف. أنشأت مبادرة "هي" في الربيع الماضي من قبل نادي Developers Inc. في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والذي قدم لأعضائه التدريب والمساعدة التقنية. وقد أُطلقت "هي" في هذا الفصل الدراسي كنادٍ مستقل كما تقول هبة هشام، الطالبة المتخصصة في الاقتصاد والتي شاركت في تأسيس النادي مع يارا الرزاز: "هدفنا هو تزويد النساء بالأدوات اللازمة لإدراك إمكاناتهن غير المستغلة."
نفذ النادي الذي يتمحور حول دور المرأة وحقوقها عدة مشروعات في الفصل الدراسي الماضي، بما في ذلك حملة "هي مين؟"، والتي شملت أعضاء يسألون الطلاب داخل الحرم الجامعي عن تصوراتهم عن المرأة المصرية. كتب الطلاب من الإناث والذكور إجاباتهم على الجزء الخلفي من تي شيرتات للحملة، وصنفت الردود وفقاً للنوع. قسمت الردود الى ردود من الذكور وأخري من الإناث في خريطة سحابية عرضت جميع الاجابات، ثم تم عرض هذه الخريطة خلال اليوم العالمي للمرأة.
عقدت "هي" أيضاً حواراً مفتوحاً عن أفضل وأسوأ الأماكن للمرأة، مع التركيز على مفاهيم الثقافات المختلفة للأنوثة في أنحاء مختلفة من العالم. تناول النقاش القوانين، والثقافة والأعراف التي ترتبط بالزواج، والطلاق التعليم. تقول هشام: "أتاح حوار الثقافات عن وضع المرأة في أنحاء مختلفة من العالم، للطلاب الفرصة لتبادل الأفكار وصياغة التصورات لفهم الثقافات الأخرى".
أما عن الأنشطة خارج الحرم الجامعي، فقد تعاونت "هي" مع مشروع "أملنا"، حيث عمل الأعضاء بشكل وثيق مع الفتيات اليتيمات، واشتركوا معهن في نشاطات تفاعلية. تقول هشام: "المشكلة في العمل التطوعي في مصر هو أن القضية ليست شخصية بالقدر الكافي وتفتقر إلى الاتساق. بما أن هذا المشروع مستمر، فقد اخترنا مشاركين ملتزمين وعلى استعداد للانخراط الكامل في مثل هذه المبادرة طويلة المدي".
سوف يقيم نادي "هي" هذا العام معرضاً عن التحرش الجنسي أقامه الصيف الماضي HarassMap ومركز درب 17 18 للثقافة والفنون المعاصرة. وسوف يعد النادي أيضاً منهجاً للتوعية الصحية للنساء في شبرا الخيمة، بمساعدة العديد من المنظمات المجتمعية غير الحكومية. بالإضافة إلى ذلك، سيقوم أعضاء النادي بالعمل على تحسين مهارات اللغة الإنجليزية لطالبات في جامعة الأزهر كما تقول هشام: "المهارات اللغوية الأفضل سوف تترجم إلى نتائج أفضل وفرص عمل أفضل لاحقاً".
أما "خطوة"، وهو نادٍ آخر لخدمة المجتمع، فيتبني منهجاً علمياً لإفادة عدد كبير من الناس. يقول محمد علاء، رئيس النادي الذي يعد أول توكيل لمنظمة غير حكومية تحمل نفس الإسم: "يعتبر نادي "خطوة" علمي، بمعنى أننا نعتمد على سيكولوجية المجتمع في تخطيط أنشطتنا، وسيكون التركيز في عملنا علي منطقة عين الصيرة، حيث سنقوم بإنشاء مركز تعليمي معتمد للسكان هناك".
وفقاُ لعلاء، سيتم التركيز في مرحلة التخطيط علي البحث، الذي سيتم من خلاله جمع احتياجات المستفيدين ودراستها عن كثب: "ما يميز نادينا هو أننا نحاول خلق نموذج بدلاً من تغيير كل شيء بأيدينا، فنحن نركز على الكيف بدلاً من الكم".
تطلق "خطوة" أيضاً حملة بعنوان "أصله عربي"، وتسعى لوضع أعمال خدمة المجتمع في سياق ثقافي يسلط الضوء على مساهمات العرب على مر التاريخ.
أما نادي "عالرصيف"، فيوجه نشاطه التنموي لأطفال الشوارع، وسوف يعقد سلسلة من الحملات والفعاليات لزيادة الوعي بمحنة هذه المجموعة المهمشة، كما تقول أمينة عبد الظاهر، رئيس لجنة العلاقات العامة بالنادي: نريد توعية الناس بالحياة البائسة لأطفال الشوارع وتغيير المفاهيم السلبية عنهم، نريد أيضاً تحسين حياة هؤلاء الأطفال من خلال منحهم المأوى والتعليم، وحمايتهم من سوء المعاملة."
يقوم أعضاء النادي بزيارات أسبوعية لأطفال الشوارع للتحدث إليهم وفهم مشاكلهم من أجل التوصل إلى حلول واقعية ممكنة. تقول عبد الظاهر: "كطلاب في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، نحن لسنا منعزلين عن المجتمع الأوسع، فنحن نريد أن نختلط مع الناس ونفهم مشاكلهم لتحويل ما نتعلمة إلي خدمة".
بالإضافة إلى الأندية الجديدة، تستأنف النوادي القائمة بالفعل داخل الجامعة برامجها ومبادراتها. فعلي سبيل المثال تستأنف نوادي "علشانك يا بلدى و"المساعدة" (Help Club) أنشطتها لخدمة المجتمع في مناطق عين الصيرة ومصر القديمة، على التوالي. تقول نيرة عبد الهادي، طالبة علم الأحياء ورئيس نادي "علشانك يا بلدي" الذي أنشأ في 2002: "بالنسبة للأطفال، نحن مستمرون في دورات التعليم والترفية الأسبوعية لدينا في حديقة الفسطاط في مصر القديمة، وبالنسبة للبالغين، نحن مستمرون في تقديم ورش عمل لمحو الأمية بالحاسب الآلي وبرامج التدريب التقني".
أما نادي "رسالة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة،" وهو نادي له توكيل من جمعية رسالة غير الحكومية، فيطلق هذا العام حملة إصلاح المنازل في منطقة الدويقة، كما يقول علي عبد اللطيف، نائب رئيس نادي رسالة بالجامعة: "نقوم بجمع التبرعات لإجراء بعض الإصلاحات اللازمة للمنازل، مثل إصلاح السقوف والجدران والأبواب. منذ سنوات ونحن نركز أنشطتنا في الدويقة، من خلال أعضاء يزورون المنطقة كل أسبوعين بشكل منتظم لتعليم الأطفال اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات".
خلفية عامة
الجامعة الأميركية بالقاهرة
تأسست الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1919، وهي مؤسسة تعليمية أمريكية رائدة توفر تعليماً متميزاً باللغة الإنجليزية، وهي مركز الحياة الثقافية والاجتماعية والفكرية في العالم العربي. تعتبر الجامعة ملتقى لثقافات العالم ومنتدى للنقاش ومد أواصر التفاهم بين مختلف الثقافات وذلك لتنوع ثقافات الطلاب، والآباء، وأعضاء هيئة التدريس، والعاملين، وأعضاء مجلس الأوصياء، والخريجين، وداعميها الكرام والذين ينتمون لأكثر من 60 دولة حول العالم.