اجتماع قادة قطاع الإنشاءات يسلط الضوء على أهمية السوق الخليجية لكبرى شركات الإنشاءات

عززت موجة الإنفاق الجديدة على مشاريع البنية التحتية مكانة دول الخليج بوصفها واحدة من أهم الأسواق وخاصة السعودية بالنسبة لأكبر شركات الإنشاءات في العالم. هذه هي الرسالة الرئيسية التي أبرزها اثنين من أهم فعاليات القطاع في المنطقة هما "اسمنت الشرق الأوسط" وحدث "بي إم في" (المواد والآليات والمركبات) اللذين انطلقا يوم الخميس 16 سبتمبر باستضافة فعاليات اجتماع الطاولة المستديرة لقادة قطاع الإنشاءات والذي عقد في دبي. ويمثل هذا الحدث منتدى فريداً يجمع رواد القطاع لمناقشة القضايا الملحة التي تواجه قطاع الإنشاءات.

ضمت الطاولة المستديرة، التي أقيمت بالتعاون مع معرض "الخمسة الكبار"، 6 خبراء من بينهم مسؤولين تنفيذيين من "دوكا جلف"، و"لافارج"، و"ريتشي برذرز"، و"مانيتووك كرينز"، و"إيه دي سي للاستشارات". وقدم الخبراء خلال الحدث رؤيتهم حول مواضيع مختلفة شملت الاستدامة والأسواق الناشئة والمشاريع المستقبلية عبر المنطقة، وفرص نمو مجتمعات التجارة والأعمال والإعلام الدولي.

قال ستيفن وايت، رئيس اللجنة ورئيس تحرير مجلة "بي إم في": "أوضحت الرسالة أن قطاع البناء قد استعاد نشاطه وانطلق بقوة في دول الخليج مثل السعودية التي تتمتع بمكانة قوية بوصفها وجهة رئيسية لمشاريع الإنشاءات، ناهيك عن قطر التي تستعد ضمن مشاريعها المستقبلية  إلى استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022. وإذا ما نظرنا إلى الإمارات، نجد بأن أبوظبي تمضي في طريقها إلى الازدهار، بالإضافة إلى دبي التي تعزز مكانتها كمركز إقليمي للتكنولوجيا والآليات والمعرفة الفنية. وسيشكل النمو السريع الذي شهدته دبي على مدار العقد الماضي مصدر إلهام ونموذجاً يحتذى به للكثير من المشاريع الأخرى عبر المنطقة خلال السنوات القادمة".

من جهته استبشر بيتر فوجل، مدير عام "دوكا"، إحدى الشركات الرائدة في تزويد قوالب الصب، مستقبلاً قوياً ومتفائلاً للقطاع منذ الأزمة. قال فوجل: "يشهد السوق عقب استقراره نمواً ملحوظاً في المنطقة، ونتوقع أن يستمر هذا النمو خلال عامي 2012 و2013 عبر القطاع".

وأكد أحمد عزام، مدير المشاريع في "إيه دي سي لأعمال البناء" والذي يمثل الطرف المشتري في القطاع، على نظرته التفاؤلية للمستقبل حيث قال: "لا تزال دبي حلماً بالنسبة للكثير من المدن الأخرى بما في ذلك جدة والدوحة. لقد وجهنا أنظارنا خلال العامين السابقين نحو قطر والسعودية، وهناك احتمال قائم للتوسع نحو العراق أيضاً".

وعلق ديفيد فان جران، نائب رئيس المبيعات في "مان تراكس": "تحتاج المنطقة إلى الكثير من مشاريع البنية التحتية، ونشهد اليوم فجر عصر جديد يتجه نحو تطوير البنية التحتية".

وحازت السعودية خلال الحدث على مساحة واسعة من الاهتمام بسبب تخصيصها ثلث تريليون دولار للإنفاق على مشاريع البنية التحتية. قال ديفيد سمبل، نائب رئيس المبيعات في "مانيتووك كرينز" عند سؤاله عن أفضل ثلاث وجهات خليجية: "تمثل السعودية الوجهة الأولى، ومن ثم السعودية، ومن ثم السعودية" موضحاً: "تحتضن السعودية المشاريع الأكبر في العالم بالنسبة لمنتجات مثل منتجاتنا من رافعات الأبراج".

وأشار عريف كلام، نائب رئيس المبيعات والتسويق في "لافارج" التي تتخذ من فرنسا مقراً لها، إلى حاجة القطاع إلى التوجه أكثر نحو تبني ممارسات أعمال مستدامة. قال كلام: "تتمثل إحدى الممارسات الجيدة والواعية في الشركات في خفض تكاليف الطاقة كلما أمكن لضمان استمراريتها وتحقيق نتائج مالية جيدة وتوفير الأموال. وعلينا حقاً التفكير على المدى البعيد، ولا يتوجب علينا الإفراط في معدل الاستهلاك الذي بات يشكل قضية عالمية، وأنا أميل إلى اعتماد الحلول الخضراء المتاحة".

وفي معرض تعليقه على تغير العادات الشرائية في المنطقة وعواقبها المؤثرة على قطاع الأعمال قال ستيفن باريت، المدير الإقليمي لمزودي الآليات الثقيلة في "ريتشي برذرز": "يشهد الشرق الأوسط عامه الأكبر، فالناس يغيرون عاداتهم الشرائية وبدلاً من شراء المعدات والاحتفاظ بها أصبحوا يلجؤون إلى شرائها فقط عند الحاجة إلى استخدامها، حيث لم يعد من الكفاءة الاقتصادية شراء آلات الديزل والاحتفاظ بها كونها تستهلك المال بشكل يومي. واليوم، يتجه قطاع الآليات إلى أبعد مما اعتاد عليه".

قال من جانبه قال نايثان ووغ، مدير مهرجان "إسمنت الشرق الأوسط" في شركة "دي إم جي للفعاليات" معلقاً على أهمية الحدث: "يعتبر هذا الحدث منصة فريدة في القطاع تجمع أهم اللاعبين والنافذين في المنطقة، ولقد شكل فرصة ممتازة لتحديد شكل المرحلة في ظل الاستعداد لفعاليات معرض ’اسمنت الشرق الأوسط‘و’بي إم في‘ خلال معرض ’الخمسة الكبار‘في الشهر القادم. ويهدف هذان الحدثان إلى استقطاب الزوار المحليين ومن أنحاء دول الخليج".

سيقام كل من معرض "اسمنت الشرق الأوسط" و"بي إم في" في نفس المكان الذي يقام فيه معرض "الخمسة الكبار" في مركز دبي التجاري العالمي في دبي ابتداء من 21 إلى 24 نوفمبر.