أستاذ بجامعة جورجتاون يستكشف التيارات الإسلامية والقومية في الشرق الأوسط

استضاف مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون في قطر بالمدينة التعليمية محاضرة ألقاها البروفيسور عبد الله العريان، زميل هيئة التدريس بمركز الدراسات الدولية والإقليمية، عرض خلالها بعض تفاصيل كتابه الجديد الذي يحمل عنوان "إخوان وراء الحدود: التيارات الإسلامية والقومية في الشرق الأوسط"، الذي ركز فيه على الدور التاريخي للحركات الاجتماعية الإسلامية في العالم العربي.
وقد ألقى الدكتور العريان خلال محاضرته، التي حضرها عدد من الطلاب والعاملين بالجامعة وأعضاء هيئة التدريس بها، الضوء على بعض النتائج والاستنتاجات التي خرج بها من بحثه. فقد قام هذا الباحث في التاريخ بزيارة لعشر دول في منطقة الشرق الأوسط أثناء الإعداد للكتاب، وأجرى أبحاثاً ميدانية على الجماعات الإسلامية المتعددة التي تنشط فيها.
وقد حذر الدكتور العريان خلال المحاضرة من الاتجاه للتعميم عند تقييم كافة الجماعات الإسلامية، مشيراً إلى الفوارق والاختلافات بين الجماعات التي تتبنى العنف والجماعات السلمية التي تشارك في أنشطة خيرية ذات طبيعة إنسانية واجتماعية، وقد أوضح ذلك قائلا: "في مواجهة الحركات المتطرفة المتزايدة، لعله من المهم الآن، أكثر من أي وقت مضى، أن ندرك الفروقات بين الجماعات."
شرح العريان كيف أنه في مطلع القرن العشرين كان السعي لبناء هويات قومية في الشرق الأوسط يتجه نحو استبعاد الجماعات الدينية، في الوقت الذي كانت فيه العديد من دول المنطقة (تحت الحكم الاستعماري) تركز على تحديث أنظمتها السياسية لتنسجم مع أكبر عدد من الدول العلمانية. لذا كان ينظر في العادة للحركات الإسلامية على أنها منافس يسعى لتقويض الهوية القومية التي أرست الدولة دعائمها.
وبسبب هذه القيود، تكيفت بعض الجماعات مع المشهد السياسي أو تغيرت لتلبي احتياجات الغالبية من الشعب. ولهذا السبب أصبح لفروع انبثقت عن نفس المصدر الأم أفكاراً مختلفة وأهدافاً متباينة في دول متعددة، وهو يقول: "لا يمكن الفصل تماماً بين نمو الحركات الإسلامية وتطورها عن السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي المحيط بها."
يذكر ان كتاب "إخوان وراء الحدود" هو الكتاب الثاني للدكتور عبد الله لعريان، الذي يعمل على تدوين تاريخ الحركات الاجتماعية الإسلامية ضمن التاريخ الوطني في الدول التي نشطت هذه الجماعات بين أبنائها. وهو أستاذ لمادة التاريخ بجامعة جورجتاون في قطر، وحائز على درجة الدكتوراه من جامعة جورجتاون في مقرها الرئيسي بواشنطن العاصمة.
خلفية عامة
جامعة جورجتاون قطر
تأسست جامعة جورجتاون في العام 1789 في واشنطن العاصمة، وهي واحدة من المؤسسات الأكاديمية والبحثية الرائدة في العالم. وفي العام 2005 أبرمت الجامعة شراكة مع مؤسسة قطر تأسست بموجبها جامعة جورجتاون قطر التي تسعى منذ تدشينها إلى التأسيس على السمعة العالمية التي اكتسبتها الجامعة عبر التعليم والبحوث وخدمة المجتمع. واستلهامًا لرسالة الجامعة المتمثلة في تعزيز الفهم الفكري والأخلاقي والروحي، تهدف جامعة جورجتاون قطر إلى الارتقاء بالمعرفة وتوفير تجربة تعليمية شاملة يعود نفعها على الطلاب والمجتمع بما يسهم في بناء أفراد يتمتعون بحس المواطنة العالمية ويلتزمون بخدمة البشرية.
تتخذ جامعة جورجتاون قطر من المدينة التعليمية في العاصمة القطرية الدوحة مقرًا لها، وتقدم برنامج بكالوريوس العلوم في الشؤون الدولية، وهو نفس البرنامج الأكاديمي المرموق والمعترف به دوليًا الذي تقدمه الجامعة في حرمها الرئيسي بواشنطن العاصمة. ويهدف هذا البرنامج الفريد متعدد التخصصات إلى إعداد الطلاب لمعالجة أهم القضايا العالمية وأكثرها إلحاحًا من خلال مساعدتهم في اكتساب مهارات التفكير الناقد والتحليل والاتصال وصقل هذه المهارات في إطار سياق دولي. ويحظى خريجو جامعة جورجتاون قطر بفرص شغل مناصب وظيفية في منظمات محلية ودولية رائدة تنشط في قطاعات متنوعة مثل التمويل والطاقة والتعليم والإعلام. كما يوفر حرم الجامعة في دولة قطر مقرًا لتقديم برنامجين آخرين للدراسات العليا: الماجستير التنفيذي في إدارة حالات الطوارئ والكوارث، والماجستير التنفيذي في القيادة.