أجوميلاتين يجدّد الأمل بعلاج المرضى المصابين بالاكتئاب في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي

اجتمع أكثر من 6 آلاف خبير في الرعاية الصحية، خلال فعاليات المؤتمر الرابع والعشرون للجمعية الأوروبية للصيدلة العصبية النفسية (ECNP)، والذي عقد في باريس لمناقشة آخر الحقائق والبيانات المتعلّقة بعقار أجوميلاتين، وهو مضاد اكتئاب جديد ومبتكر طوّرته "مختبرات سيرفييه" في فرنسا.

وقد قام كلّ من البروفيسور سيدني كينيدي، أستاذ الطب النفسي في جامعة تورنتو في كندا، والبروفيسور دان شتاين، أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي والصحة الذهنية في جامعة كيب تاون في جنوب أفريقيا، باستعراض النتائج الجديدة خلال المؤتمر، وسلطا الضوء على فعالية عقار أجوميلاتين في علاج القلق لدى المرضى المصابين بالاكتئاب، حيث تمّت مقارنته بعدد من مضادات الاكتئاب الشائعة التي غالباً ما يصفها الأطباء كدواء لعلاجه. وتظهر النتائج الإيجابية للعقار بشكل أكثر وضوحاً في معالجة حالات القلق الصعبة لدى مرضى الاكتئاب. 

ومن جهته ألقى الدكتور عادل كراني، نائب رئيس قسم الطب النفسي في "مشفى راشد" بدبي، الضوء على أهمية تلك النتائج، وقال موضحاً: "تشير تجارب استخدام العقار إلى تحقيقه نتائج إيجابية بشكل واضح خلال معالجة مرضى الاكتئاب الذين يعانون من حالات قلق. من خلال طريقة عمله الجديدة، يستهدف ’أجوميلاتين‘ الأعراض الأساسية للاكتئاب، بما فيها القلق. وتشكل هذه النتائج بشرى سارة لأولئك الذين يعانون حالياً من الآثار الموهنة للقلق."

وقد تمّ التوصّل إلى هذه الحقائق والبيانات الجديدة استناداً إلى تحليل نتائج ست دراسات كبيرة متعددة المراكز، حيث امتدّت فترة كلّ من هذه الدراسات ما بين 6 إلى 8 أسابيع، وشملت عدداً إجمالياً من المرضى بلغ ما يقارب من ألفي مريض يعانون من الاكتئاب (MDD)، ومن بينهم، كان يصنّف ما يزيد عن تسعمائة مريض باعتبارهم يعانون من قلق حاد.

وقد نوه الدكتور كراني إلى مدى أهمية هذا العقار الجديد لسوق دبي، فقال: "لقد تمّ تشخيص حالة الاكتئاب لدى ما يقارب 10 إلى 15% من عدد السكان، وحسب تقديري تستقبل عيادتنا في ’مستشفى راشد‘ ما لا يقل عن 4 آلاف حالة اكتئاب وقلق سنوياً."          

وأردف بقوله: "بالإضافة إلى فعاليته المثبتة، يتميز عقار ’أجوميلاتين‘ بأنه لا يولد العوارض الجانبية(العجز الجنسي، وزيادة الوزن، والأرق) التي ترتبط عادةً باستخدام مضادات الاكتئاب التقليدية، لهذا يعتبر ’أجوميلاتين‘ بديلاً واعداً."

وبلا شك، تعتبر خاصية التأثير السريع أحد أهم النواحي الإيجابية لاستخدام العقار، إذ تشير الدراسات إلى أن عقار أجوميلاتين يخفف من مستوى القلق بشكل ملحوظ خلال الأسبوع الثاني من العلاج، في حين أن مضادات الاكتئاب التقليدية تستغرق ما بين 6 إلى 8 أسابيع لتبدأ تحقيق تحسن واضح في حالة المريض.

ويعتبر "أجوميلاتين" مضاد الاكتئاب الأول الذي يضبط الأنماط البيولوجيّة، وهي عادةً ما تتأثر بشكل كبير لدى مرضى الاكتئاب، وبهذا يقدّم "أجوميلاتين" توجهاً جديداً في علاج الاكتئاب.

يشار إلى أن عقار أجوميلاتين مسجل ومتوفر في أوروبا منذ العام 2009، وقد تمّ تسجيله أيضاً لدى وزارات الصحة في كلّ من الكويت والبحرين وعُمان وقطر والإمارات العربية المتّحدة. وسيكون العقار متوفراً قريباً في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، لمعالجة المرضى البالغين الذي يعانون من الاكتئاب (MDD).