حاجة الاطفال الى وجود ابائهم في حياتهم !!

تاريخ النشر: 05 مارس 2005 - 07:49 GMT

أكدت نتائج بحث قامت به إحدى المنظمات المهتمة‏ بالأطفال والطفولة في فنلندا على احتياج الأطفال إلى قضاء أوقات اكبر بجانب ‏ آبائهم كما تضمنت دلائل على احتياج الأطفال إلى دور أبوي في حياتهم اكثر مما ‏ ‏يعتقد.‏ ‏ 

 

جاء ذلك من خلال بحث طريف قامت به (جمعية الأطفال) الفنلندية حيث طلبت من ‏ أطفال المدارس إرسال خطابات إلى آبائهم يشرحون فيها مشاعرهم واحتياجاتهم.‏ ‏  

 

وقالت السكرتيرة العامة لهذه الجمعية سييا سيهفول حسب وكالة ‏ الأنباء الكويتية "قمنا بجمع 1138 خطابا كتبها الأطفال بخط أيديهم إلى‏ آبائهم وطلبنا منهم عدم كتابة أسمائهم حتى يعبرون عن آرائهم بحرية".‏ ‏  

 

وواصلت "الهدف من هذا البحث هو معرفة علاقة الأبناء بآبائهم وتأثير العلاقة ‏ ‏بين الأطفال وآبائهم على حياة الطفل ".‏ ‏ ونفت سيهفول ان تكون علاقة الأطفال الفنلنديين بآبائهم مختلفة عن اي من أطفال ‏ ‏العالم بسبب ارتفاع نسبة الطلاق فيها والتي تصل إلى 70 في المائة من الزيجات ‏ ‏لكنها قالت "الخطابات شابها بعض الحزن على عدم وجود الأب بشكل دائم في المنزل ‏ ‏نتيجة لوقوع الطلاق او الانفصال بين الوالدين".‏ ‏  

 

وأضافت "عبر حوالي ربع الأطفال عن إعجابهم بشخصية آبائهم بينما انتقد عشرة في ‏ ‏المائة منهم ابائهم".‏ ‏ وقالت سيهفول "سنقوم بنشر اكثر الرسائل تاثيرا وعددها حوالي 150 رسالة في كتاب ‏ ‏سيصدر بعنوان (رسالة إلى والدي) وسيقوم خبراء التربية وعلم النفس في الجمعية ‏ ‏بالتعليق على هذه الرسائل". 

 

هذا بالنسبة للأطفال أما بالنسبة للمراهقين، فقد كشفت دراسة جديدة أن الآباء الذين يتعاملون مع أولادهم في سن المراهقة بطريقة جيدة ومناسبة يفسحون المجال أمامهم لعلاقات أفضل في المستقبل.  

 

من جانبها كشفت الباحثة مارتا روتر أن الآباء الذين يفصحون عن توقعاتهم بوضوح وبصورة مؤكدة، بالإضافة إلى استعدادهم لمكافأة السلوك الجيد من قبل أولادهم المراهقين، فإنهم بذلك يحسنون العلاقات الاجتماعية والعائلية لأطفالهم.  

 

ووجدت روتر أن استخدام هذه الأساليب تحث المراهقين الذين يعانون من المشاكل على تحسين مواقفهم بينما أن المراهقين وذويهم الذين لديهم بالفعل علاقات جيدة يتقربون أكثر من بعضهم ويحققون مزيدا من المنافع.  

 

ولكن دراسة روتر تشير إلى أن الآباء الذين يشرحون المسائل لأبنائهم ويستعينون بالمنطق فإنهم يساعدون أطفالهم على فهم أهمية الموقف مما يجعلهم متعاونين أكثر. وتظهر الدراسة أيضا أن الـتأثير ليس أحادي الجانب بل إن الأطفال أيضا يستطيعون التأثير على ذويهم.  

 

ووجدت روتر أن ذلك يتجلى بصورة أكبر حين تكون العلاقة بين الآباء والمراهقين متعثرة أو سلبية. فعلى سبيل المثال فإن معاملة المراهق بطريقة قاسية دون التقيد بالقوانين والمعايير الاجتماعية يعطل من قدرة المراهق على الصمود في وجه المصاعب.  

 

فالمراهقون الذين لديهم مشاكل دائمة مع ذويهم تكون قدرتهم على حل المشاكل ضعيفة ومهاراتهم في المدرسة والحياة أقل من غيرهم.  

 

من جانب آخر يعتبر اتباع النصائح الخاصة بالتعامل مع المراهقين ليس بالأمر السهل، وفقا للباحثين.  

 

ووجدت روتر أيضا أن التأثير المتبادل للمراهقين وذويهم على بعضهم البعض يتراكم مع مرور الزمن حيث أن المعاملة السلبية من قبل الآباء لأولادهم يخلق مقاومة لدى المراهقين ويزيد من التصرفات الإشكالية لديهم. ويمكن نتيجة لذلك أن يتأثر سلوك الآباء وبالتالي يؤثر مجددا على الأطفال.  

 

وبعكس ذلك وجدت روتر أن السلوك الإيجابي للآباء يميل لتعزيز العلاقة مع أطفالهم والتي تقوى مع الزمن. وأظهر البحث أيضا أن الأب ينبغي أن يتخذ الخطوة الأولى وليس الابن. ويعود سبب ذلك إلى أن سلوك الطفل الإيجابي لا يؤثر على سلوك الأب أو الأم السلبي، وهو النوع الوحيد من السلوك الذي وجدت روتر أنه غير ذي فعالية.  

 

ويشير ذلك إلى أن الآباء الذين يشعرون بإمكانية التحسن لديهم إذا تحسن سلوك أبنائهم وأصبحوا أكثر دعما لهم، فإنهم في الحقيقة يضعون عبئاً ومسؤوليات لا حاجة إليها على كاهل أبنائهم . وبدلا من ذلك ينبغي على الآباء التركيز على سلوكهم والحصول على استشارات إذا دعت الحاجة إلى ذلك.  

 

قالت روتر، "ليس من الصواب أن تحاولوا تعليم الأطفال المهارات لحل المشاكل ما لم تقوموا بتطبيق ذلك على آبائهم. وبخلاف ذلك فإنكم تكونوا كمن أعاد الطفل إلى المنزل حيث إنه في خلال مدة قصيرة سيفعل نفس المشاكل لأن شيئا لم يتغير في سلوكيات الآباء."  

 

والشيء المهم هو أن يعمل الآباء والمراهقين معا كي يكون التفاعل بينهم أفضل. قالت روتر، "يعتقد كثير من الناس أن سن المراهقة فترة تسوء خلالها العلاقات بين المرهقين وذويهم، ولكن الحقيقة أن المسألة ليست كذلك. إن ما يحدث هو أنه حين يصل الأطفال سن المراهقة وهم في وضع سيئ، فإن الأشياء تسوء بصورة أشد لأن الكثير من الأمور السلبية تجري في العائلة."  

 

والسبب الآخر يمكن أن ينجم عن النزعة الاستقلالية للأطفال حين يدخلون هذه السن. قالت روتر، "يتميز سن المراهقة بأن الطفل بدل تلقي الأوامر تصبح لديه طريقته في عمل الأشياء."  

 

ويضاف إلى النزعة الاستقلالية لدى المراهق إضافة المسئولية إليه. فعلى الرغم من اتفاق العلماء والباحثين على أن الآباء ينبغي أن يوفروا البيئة المناسبة لدعم وتربية أطفالهم، إلا أن ذلك لا يعني أن المسئولية يجب أن تقع على الأب بمفرده._(البوابة)