ربما لأنه كان الزعيم الوحيد الذي يتخذ حرسه الخاص من النساء، فقد أضاف حاكم ليبيا السابق زخما هائلاً الى شهرته العريضة. لكن فيلما وثائقيا يزعم اليوم أن هذه العلاقة الفريدة بالعنصر النسائي، لم تنطلق من موقع الاحترام، بل كانت أبعد ما تكون عن هذا.
يبثّ تلفزيون «آر تي إل» الألماني، الإثنين المقبل فيلما وثائقياً سيثير قدراً من الجدل، لأنه يتعلّق بمزاعم تفيد أن دكتاتور ليبيا السابق العقيد معمّر القذافي اعتاد اغتصاب النساء كما شاء، طوال سني حكمه الطويلة.
يقدّم الفيلم شهادات نساء شاءت حظوظهن الدخول إلى دائرته الداخلية. ونقلت صحيفة «ديلي ميل» عن الصحافية التلفزيونية أنتونيا رادوس، التي أعدّت الفيلم قولها: «العديد من النساء كنّ مسحورات بشخصية القذافي وبريق سلطته. ففعلن أقصى ما بوسعهنّ للقائه. ولكن ما إن يتحقق لإحداهن هذا الحلم، حتى تجد أنه يضاجعها ربما بعد لحظات من اللقاء، سواء كان ذلك برغبتها أو من دونها».
وقالت رادوس إن أفراد حرس العقيد النسائي الشهير، اللائي يسميْن «الأمازونيات»، وكان يفترض فيهن حمايته بأرواحهن، كن أيضا ضحايا لرغباته الجنسية العارمة.
تستشهد هذه الصحافية بالدكتورة سهام سرقوة التي تزعم أنها، شخصياً، تعرف خمساً من هؤلاء الأمازونيات ممن اغتصبهن القذافي. وكان العقيد يعتبر هذا العمل سلاحا فعّالاً أيضاً للعقاب والتأديب وضمان الولاء، فشجّع الضباط والمقربين إليه على ممارسته.
وقد اعتبر القذافي الاغتصاب وسيلة لإخضاع المتمردين ولذا زود الجنود والمقاتلين الموالين لنظامه بالواقي الذكري وحبوب الفياغرا لإتمام مهامهم. كما وأوردت رادوس في تقريرها أن القذافي اعتاد أن يصفح عن المتمردين في مجتمعه القبلي إن قدموا له "هدايا" من الفتيات الشابات.
كما وقالت رادوس انها التقت بالعديد من النساء المنتهكات هن وعائلاتهن واللواتي كن قد آثرن السكوت لعدة سنوات على ما فعله بهن القذافي.
وكانت معلمة تعمل في تدريس القران الكريم قد قالت للبرنامج أن هؤلاء الفتيات قد اخترن الصمت عن ما حدث لهن تفاديًا لمصير الموت إن تحدثن عن الاغتصاب الذي تعرضن له.
كما وذكرت المراسلة أيضاً ان رجال أعمال كانوا يستثمرون مبالغ ضخمة في ليبيا، كانوا على دراية بنزوات مضيفهم الدكتاتور ولذا كان من المتوقع منهم أن يوفروا له "فتيات المتعة" خلال لقاءاتهم معه.
وكان لويس مورينو - أوكامبو، المدّعي العام في المحكمة الجنائية الدولية قد أعلن في حزيران الماضي، أنّ ثمة أدلة على أن القذافي أصدر أوامره لجنوده باغتصاب النساء اللائي يبدين معارضتهن لنظامه، أو يبدي أقاربهن الشيء نفسه.