هيئة دبي للثقافة والفنون تختتم دورة المعالجات المتعددة للنص المسرحي

اختتمت "هيئة دبي للثقافة والفنون" دورة مسرحية كانت قد نظمتها بهدف الارتقاء بمهارات الجيل الشاب من كتاب النصوص المسرحية انطلاقاً من حقيقة أن النص الجيد هو النص الذي يعكس إبداع الكاتب ويعطي في الوقت ذاته الممثلين والمخرجين حيزاً واسعاً ليجسدوه بأسلوبهم الخاص، الأمر الذي يسهم في تكوين تجربة مسرحية مميزة ومقنعة.

وحاضر على فعاليات الدورة، التي استمرت لمدة أسبوعين في "مكتبة دبي العامة" بالطوار، الخبير المسرحي الدكتور أسامة أبو طالب بحضور 20 من المسرحيين الشباب الذين كان العديد منهم قد شارك في "مهرجان دبي لمسرح الشباب". وغطى الدكتور أبو طالب، البروفوسور المحاضر في أبرز المعاهد والمؤسسات المسرحية في العالم العربي ، ورئيس هيئة المسرح في جمهورية مصر العربية سابقا، خلال الدورة على كافة الجوانب المتعلقة بالنصوص المسرحية بدءاً من وضع الفكرة الرئيسية وصولاً إلى التقييم النقدي، وهو ما أتاح للمشاركين تكوين صورة شاملة حول كيفية إبداع أعمال مسرحية قوية ومتميزة.

وقال ياسر القرقاوي، مدير الفنون الأدائية في "هيئة دبي للثقافة والفنون: "تهدف هذه الدورة المكثفة إلى مساعدة أصحاب المواهب المحلية الشابة على فهم المراحل التي تنطوي عليها كتابة النصوص بما يسهم في تقوية أعمالهم وتعزيزها. وإلى جانب ما تلعبه من دور مهم في تعزيز المشهد المسرحي عموماً، نحن على ثقة تامة أيضاً بأن الدروس التي تم تقديمها ستتيح لهؤلاء الشباب إبداع مسرحيات رفيعة المستوى خلال دورة هذا العام من ‘مهرجان دبي لمسرح الشباب’ التي ستقام في شهر أكتوبر القادم".

واستعرض الدكتور أسامة أبو طالب، الذي يعتبر أحد أبرز رواد المسرح في المنطقة، أمام المشاركين الأفكار والجوانب المتنوعة التي تتعلق بإبداع نص مسرحي متكامل. وحرص أبو طالب على الخوض في مناقشة مطولة تناولت التاريخ المسرحي عموماً، واستعراض أمثلة من مسرحيات الكوميديا والتراجيديا اليونانية التاريخية، فضلاً عن تسليط الضوء على ارتقاء وتطور أساليب الكتابة في المسرح العربي.

وأكد أبو طالب على أنه عند كتابة النصوص يجب التركيز على  فهم الأسلوب الذي ينتهجه المخرجون والممثلون لتجسيد المشاهد، وبالتالي توفير هامش أكبر من الحرية التي تتيح مزيداً من الإبداع. وعلق على ذلك بالقول: "يجب أن يلتزم كل مخرج باتباع طريقة معينة لتنفيذ أعماله، ولا يتعين على كاتب النص المسرحي سوى تصوّر الرؤية المناسبة التي سيتم من خلالها تمثيل مشاهد المسرحية".

وأضاف الدكتور أبو طالب: "لابد للكاتب أن يكون ملماً بجميع الجوانب التي تدور على خشبة المسرح بدءاً من أداء الممثلين وصولاً إلى العناصر التي تسهم بإضافة أبعاد جديدة إلى المسرحية. ومن المهم أيضاً أن يدرك الكاتب أهمية تفاعل الجمهور مع العرض ومدى تقبلهم له. وفي واقع الأمر، ليس ثمة طرق مختصرة لكتابة النص المسرحي؛ لذا من الأفضل المواظبة على التدريب اللازم والمنتظم للمواهب لدفع عجلة الإنتاج المسرحي نحو الأمام".

وأبدى المشاركون إعجابهم  بالدورة التي أتاحت لهم رؤية جديدة وواعدة حول كتابة النص المسرحي. وقد أثنت وفاء خازندار، إحدى المشاركات في الدورة، على الجوانب المتنوعة للورشة التي أسهمت في إطلاق أفكار جديدة للمشاركين وإلهامهم لتجاوز الحدود التقليدية. وبصفتها كاتبة، فقد ساعدتها الورشة على فهم النصوص المسرحية ومعرفة السبل الأمثل للتعامل معها بحيث يسهل تحويلها إلى عرض مسرحي مقنع يلامس أعماق الجمهور. في حين أوضح المشارك عبدالله حمادي أن الدورة ساعدته على الارتقاء بمستوى نتاجه المسرحي، إذ أنها كانت شاملة بما فيه الكفاية وساعدت على صقل إمكانات ومواهب المشاركين على صعيد الكتابة والنقد.

ويأتي إطلاق ورشة العمل هذه انسجاماً مع توصيات لجنة تحكيم "مهرجان دبي لمسرح الشباب" التي شددت على ضرورة تنظيم برامج تدريبية شاملة قبل المهرجان للارتقاء بمستوى الأعمال المشاركة.

ويهدف "مهرجان دبي لمسرح الشباب"، الذي تقام دورته الخامسة خلال الفترة الممتدة بين 1-10 أكتوبر، إلى تسليط الضوء على أصحاب المواهب المسرحية الإماراتيين والعرب وتزويدهم بمنصة نموذجية للتعريف بإبداعاتهم، فضلاً عن منحهم فرصة متميزة لتعميق معارفهم وخبراتهم المسرحية عبر حوارات نقدية وورش عمل يشرف عليها نخبة من ألمع خبراء المسرح في المنطقة.