هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تدعو المدارس المحلية وطلاب الجامعة للقاء أب الفن المعاصر في دولة الإمارات

أكد الفنان التشكيلي حسن شريف مجدداً حرصه على تأطير وتنمية الأجيال الصاعدة من فناني الإمارات وذلك بترحيبه خلال هذا الأسبوع بتلاميذ المدارس المحلية وطلاب الجامعة في معرضه الفني «تجارب وأشياء» المنعقد في قلب العاصمة أبوظبي.
وخلال هذا اللقاء أدار الفنان شريف، وهو من أبرز الفنانين الإماراتيين المعاصرين، المناقشات التي دارت حول الأعمال المعروضة في أروقة المعرض مؤكداً بذلك على تفانيه وقناعته بضرورة إلهام الفنانين الشباب في مختلف ربوع الدولة.
وللإشارة فإن معرض «تجارب وأشياء» هو أول معرض حصري جامع لأعمال الفنان شريف، ويعكس تنظيمه التزام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بإحدى مهماتها المركزية، ألا وهي إبراز تجربة الإمارات العربية المتحدة في الفنون المعاصرة والاحتفاء بها.
يُذكر أن حسن شريف قد قضى معظم حياته يحاول تعريف الآخرين بالفن وخباياه، وتأتي دورات هذا الأسبوع لتُعزِّز التزامه بتعليم الأجيال الصاعدة وفتح الآفاق الإبداعية أمامها. ولا يُخفي الفنان أهمية هذا الجانب من مسيرته الفنية، إذ يقول: "لطالما ردَّدت ولا زلت أؤكد أن التعليم كان ولا يزال من أهم جوانب مسيرتي كفنان، ولقد سعِدت بالتحدُّث إلى الطلاب المحليين هذا الأسبوع."
ويضيف: "إن الاشتغال مع الشباب عن قرب من أجل تطوير مواهبهم وتشجيعها وتغذيتها سيظل دائما من صميم التزامي بالساحة الفنية المحلية."
ويُعد الفنان شريف قدوة بالنسبة للأجيال التي جاءت من بعده، وقد كان مرشداً ورمزاً لفنانين مرموقين منهم محمد كاظم، وهو الفنان الرائد في توظيف الفيديو والتقنيات الحديثة في أعماله الفنية في دولة الإمارات. هذا ويعود الفضل في تأسيس وتطوير متحف «فلاينج هاوس» (البيت الطائر)، وهو متحف خاص بالفن الإماراتي المعاصر في دبي، إلى رؤية وإلهام الفنان شريف، وقد دأبت هذه المؤسسة على دعم أعمال الفنانين المعاصرين من الجيل الجديد.
وقال سعادة محمد خلف المزروعي، مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، "إن حسن شريف لا يزال مصدر إلهام بالنسبة للفنانين الشباب في هذا البلد، وإنه لمن دواعي سرورنا أن هذا المعرض قد وَلَّد اهتماماً حقيقياً بين شرائح المجتمع، بل وتعدَّى ذلك فأصبح منبعاً للإلهام بالنسبة لكل الفنانين الشباب الواعدين والمتحمسين للنهل من خبرة هذا الفنان."
وأردف سعادة المزروعي: "إن الهيئة دائمة العزم على توفير منابر يُعبِّر من خلالها الفنَّانون عن أنفسهم وتتعلم فيها الأجيال الصاعدة وتستقي إلهامها من رواد الثقافة مثل حسن شريف."
ويُذكر أن مسيرة شريف الفنية انطلقت عندما كان طالباً في المدرسة حيث بدأت تبرز مهارته وشغفه بالإبداع منذ ذلك الوقت، فبالإضافة إلى مواد المنهاج المدرسي كان شريف يحضر حصصاً في الفنون التطبيقية لمدة أربع ساعات في الأسبوع، وقد كان مولعاً برسم الصور الموجودة في كتاب التاريخ.
يقول الفنان: "رسمتُ الكِتاب بأكمله، فقرر المُدرِّس - الذي لن أنساه ما حييت - تعليق كل تلك الرسومات على جدران الفصل، وكان الطلاب يأتون لمشاهدتها." وقد عُرف حسن شريف منذ ذلك العهد بلقب "رسام الشعب" أو "رسام المدرسة".
وللإشارة فإن جامعة زايد كانت من بين المؤسسات الأكاديمية التي شاركت في لقاء هذا الأسبوع، بالإضافة إلى مجموعة من الطلاب من مدارس أبوظبي.
وقد أقيم معرض «تجارب وأشياء» في قاعة الحي الثقافي بقصر الحصن، ويتضمن الأعمال التي أنتجها الفنان شريف منذ سنة 1979 إلى 2011، ويستمر المعرض إلى غاية 17 يونيو 2011. أبواب المعرض مفتوحة خلال كل أيام الأسبوع من 10 صباحاً إلى 10 مساءً.
وقُبيل افتتاح بينالي البندقية المقرر في مطلع يونيو المقبل، تعتزم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إطلاق كتاب حول أعمال شريف تحت عنوان «حسن شريف، أعمال 1973-2011». وستكون هذه هي المناسبة الثانية على التوالي التي تشارك فيها الهيئة في فعاليات بينالي البندقية.
خلفية عامة
جامعة زايد
تأسست جامعة زايد عام ١٩٩٨ كمؤسسة علمية عصرية تحتذي نموذجاً عالمياً للتعليم، لتكون الجامعة الوطنية الرائدة في دولة الامارات العربية المتحدة وفي المنطقة من حيث التفوق الأكاديمي والإبداع. تحمل جامعة زايد بكل فخر واعتزاز اسم مؤسس الدولة وباني نهضتها – المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتسعى لأن تكون على قدر التوقعات والطموحات التي أرادها لها مؤسسها. تتميز الجامعة بفرعيها في أبوظبي ودبي، حيث تستقبل فيهما الطلبة من الوطن والمنطقة والعالم.