أكد يوسف الحمادي، نائب المدير العام لـ«مطار البطين للطيران الخاص»، رئيس اللجنة المنظمة لـ«معرض أبوظبي للطيران الخاص»، أن السوق الإماراتي يستحوذ على نحو 40 بالمئة من إجمالي سوق الطيران الخاص الخليجي، حيث تحتل الدولة المرتبة الثانية بعد السعودية، مبيناً أن هناك تقريباً 120 طائرة خاصة تعمل في الدولة من خلال 25 شركة.
وتوقع الحمادي في حوار مع «الرؤية الاقتصادية»، أن يبلغ متوسط النمو في مطار البطين خلال العام 2012 نحو 12 بالمئة، ليصل إجمالي حركة الطيران التجاري إلى 9840 حركة، مشيراً إلى أن النتائج السنوية التى حققها المطار خلال العام 2011 جاءت فوق توقعاتنا، حيث حقق نمواً كبيراً بنسبة بلغت 11 بالمئة بتسجيل 8775 حركة للطائرات التجارية والخاصة مقارنة بالعام 2010، لذا فإننا ندرس إقامة فندق خاص بالمطار من فئة الـ3 نجوم ويتكون من 50 غرفة.
ومع اقتراب موعد «معرض أبوظبي للطيران الخاص» الذي يمتد من 6 وحتى 8 مارس المقبل، زاد الحمادي توقعاته للأعداد المشاركة فيه بنسبة 50 بالمئة، متوقعاً أن يصل العدد إلى نحو 15 ألف مشارك بزيادة على توقعاته السابقة بـ10 آلاف فقط، حيث تم حجز نحو 75 بالمئة من المساحة المخصصة للمعرض. وأوضح الحمادي، أن أبوظبي تتمتع بإمكانات هائلة في سوق الطيران الخاص لاحتوائها على «مطار البطين» الفريد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتخذ 6 شركات محلية منه مقراً لعملياتها بإجمالي 400 موظف، ما مكنه من استضافة المعرض الأول من نوعه في المنطقة، مضيفاً «نسعى إلى استضافة ما يصل إلى 300 شركة عالمية عاملة في مجال تقديم الخدمات والمنتجات على مساحة 70 ألف متر مربع تتيح عرض أكثر من 100 طائرة من مختلف الأحجام والطرز».
وجاء نص الحوار التالي:
في البداية حدثنا عن «معرض أبوظبي للطيران الخاص» من حيث عدد الشركات والخبراء المشاركين ونسبة حجز الأماكن؟ وما وجه استفادة أبوظبي ومطار البطين من إقامة هذا المعرض؟
تفخر شركة «أبوظبي للمطارات»، التي تدير 5 مطارات من ضمنها مطار البطين الخاص، باستضافة أول معرض متخصص في الطيران الخاص في الشرق الأوسط، وما جعل من المطار المكان الأمثل لمحترفي الطيران للمشاركة في آخر تطورات القطاع، هو حركة الطائرات الخاصة في المطار خلال العام 2011، حيث حقق نجاحات عالمية على صعيد نشاط الحركة، كجزء من خطة «أبوظبي 2030»، ونتوقع أن يستقطب المعرض نحو 15 ألفاً من أبرز ممثلي القطاع والمعنيين من العالم أجمع ودول الخليج والمشرق العربي وشمال إفريقيا وصولاً إلى آسيا وجنوب إفريقيا لكونه أول مطار متخصص في خدمة الطيران الخاص في الشرق الأوسط. وحتى الآن تم حجز 75 بالمئة من الأماكن المخصصة للمعرض، ونسعى إلى استضافة ما يصل إلى 300 شركة عالمية عاملة في مجال تقديم الخدمات والمنتجات على مساحة 70 ألف متر مربع تتيح عرض أكثر من 100 طائرة من مختلف الأحجام والطرز.
ويتميز المعرض أنه يعتبر سوقاً لعرض الطائرات الخاصة الجديدة والمستعملة أيضاً، إضافة إلى أنه يستقطب جميع أنواع الطائرات الخاصة والخفيفة والشراعية والأجهزة والمعدات ومستلزمات الطيران الخاص، إلى جانب استقطاب الطلاب الإماراتيين المعنيين بالقطاع، كما سيتيح المعرض العالمي فرصة التعرف إلى عروض القطاع الفريدة وخدماته. كما سيتم عرض كل ما هو متعلق بعالم الطيران من الطائرات قصيرة وطويلة المدى المعروضة للبيع من شركات عالمية مثل «إيرباص» و«إمبراير» و«داسو» و«هوكر باسيفك» و«الجابر»، إضافة إلى الملحقات والأجهزة الخاصة بالطيارين والتمويل والطائرات غير التجارية والخاصة والمروحيات والمعدات والمصنعين والخدمات ومراكز تدريب الطيارين والملحقات وإلكترونيات الطيران، حيث يكون منصة فريدة لرواد هذا القطاع الحيوي وللطيارين ومالكي الطائرات والمهتمين لطرح أحدث ابتكاراتهم أمام المشاركين والمهتمين.
وقد وقع الاختيار على شركة «فالكون» لخدمات الطيران لتكون راعياً ذهبياً للمعرض الذي يقام خلال الفترة من 6 وحتى 8 مارس المقبل، والذي يتنوع بين رحلات رجال الأعمال وهواة الطيران، وسيتم عقد مؤتمر على هامش المعرض لتشجيع المواطنين على الخوض في مجال الطيران، ومناقشة قوانين الطيران والإعلان عن القرارات الجديدة في ما يخص شرائح وأنواع الطائرات بحضور نخبة من خبراء الطيران في الاتحاد الأوروبي ومنظمة الطيران الدولي إضافة إلى المنظمات المحلية مثل «هيئة الطيران المدني» و«الاتحاد للطيران».
ما توقعاتكم للنمو في «مطار البطين الخاص» خلال العام 2012؟ وكيف ترون النتائج التي حققها في 2011؟ وما الميزات النسبية التي يتمتع بها المطار؟
نتوقع أن يبلغ متوسط النمو في «مطار البطين الخاص» خلال العام 2012 نحو 12 بالمئة، ليصل إجمالي حركة الطيران التجاري إلى 9840 حركة، مع وجود تفاؤلات كبيرة أن نتخطى هذه النسبة بسبب التجهيز الجيد لاستضافة معرض الطيران الخاص.
وجاءت النتائج السنوية للعام 2011 فوق توقعاتنا، حيث حقق المطار نمواً كبيراً على صعيد حركة الطيران التجاري بنسبة بلغت 11 بالمئة بتسجيل 8775 حركة للطائرات التجارية والخاصة مقارنة بالعام 2010، والأمر المهم أيضاً أن حركة الطائرات التجارية الزائرة ارتفعت بنسبة 50 بالمئة مقارنة بالعام 2010، وتعتبر هذه النتائج جيدة في ظل الأزمات الاقتصادية التي يشهدها العالم اليوم، وهو ما انعكس على الإنفاق على سوق الطيران بشكل عام، والطيران الخاص بشكل خاص.
وفي ما يتعلق بالميزات النسبية التي يتمتع بها المطار دون سواه من المطارات غير المتخصصة في الشرق الأوسط، وتجعله يضاهي المطارات الأوروبية والعالمية، أنه المطار الوحيد المتخصص في الطيران الخاص في المنطقة، حيث إن معظم المطارات تلحق أقساماً بها لتزويد الوقود فقط، إضافة إلى موقعه في وسط المدينة بالقرب من مركز المدينة التجاري، إلى جانب تجهيزه بأحدث أجهزة الهبوط تحديد المواقع.
كم عدد شركات الطيران الخاص التي تتخذ من المطار مقراً لها؟
يعمل في مطار البطين 6 شركات محلية بإجمالي 400 موظف هي «بريستيج جت» و«روتانا جت»، و«الصقر للطيران»، و«الجابر»، و«XO جت»، و«ترف جت»، إضافة إلى الشركات العالمية التي ستشارك في المعرض وأهمها «أمبراير»، و«بومباردييه»، و«هوكر»، و«سيسنا»، و«الجابر للطيران» و«فالكون لخدمات الطيران» و«مطار الفجيرة الدولي».
وتعتبر الجودة في تقديم الخدمات أهم وسيلة ترويجية لمطار البطين فمثلاً يتراوح الوقت المستغرق من هبوط الطائرة إلى خروجها من المطار بين 5 و10 دقائق فقط، بما يشمل الجمارك والجوازات وغيرها من الخدمات المقدمة وذلك بفضل وجود أكثر من 90 موقفاً للطائرات وحظائر تزويد الوقود لمختلف أحجام الطائرات، إضافة إلى 20 موقفاً مظللاً، ومركز لخدمات طائرات رجال الأعمال، وطائرات السفر قصيرة المدى، إلى جانب الدورات التي يوفرها المطار حول النقل الجوي وأيضاً توفير معلومات للطيارين عن المطارات الأخرى وخدمات الإنترنت.
ماهي حصة الإمارات من إجمالي سوق الطيران الخاص الخليجي؟ وكم تقدرون حجم السوق في الدولة؟ وما نظرتكم لمستقبل القطاع؟
يستحوذ السوق الإماراتي على نحو 40 بالمئة من إجمالي السوق الخليجي في الطيران الخاص، حيث تحتل الدولة المرتبة الثانية بعد السعودية، وهناك تقديرات بأن إجمالي عدد الشركات الخاصة التي تعمل في المجال يصل إلى 25 شركة وتمتلك نحو 120 طائرة، وبناء على ذلك، لو افترضنا أن هناك 120 طائرة خاصة بأسعار تتراوح بين 35 و65 مليون دولار فإن إجمالي الاستثمارات في قطاع الطيران الخاص في الإمارات سيكون ضخماً، مع الملاحظة أن متوسط عمر الطائرات في مطار البطين يبلغ بين 5 و7 سنوات فقط، ما يعطي ميزة للطائرات العاملة فيه.
ويبلغ متوسط سعر ساعة الطيران بين 10 و12 ألف دولار، ويمكن القول إن الأزمة المالية التي حدثت في العام 2008 أثرت بشكل عام في السوق المحلي والعالمي، وفي أسعار ساعات الاستئجار أيضاً لكن من منتصف العام 2011 ظهر تحسن ملحوظ، وعلى الرغم من أن هناك شركات محلية ألغت طلبيات شراء طائرات خاصة بالعشرات في ظل الأزمة المالية خلال السنوات الثلاث الماضية إلا أن مستقبل الإمارات لا يزال قيادياً في قطاع الطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يمكن إرجاعه إلى البيئة الاقتصادية الخصبة وسهولة القوانين والإجراءات وتوفر البنية التحتية وتوافر رؤوس أموال جيدة، إضافة إلى أن مطار البطين الخاص استطاع جذب أكثر من 124 عميلاً جديداً من الشركات العالمية إليه، إلى جانب انضمام شركات جديدة إلى لائحة الشركات المتخذة من المطار مقراً لها مثل شركة «روتانا جت» و«جتافييشن» واللتين تقدمان حالياً خدمات طيران وصيانة متنوعة من المطار، بما يعكس السمعة العالمية للمطار كوجهة توقف، أو حتى محطة توقف. وإذا أضفنا أيضاً مركز «ظبي جت» ومركز ضيافة طاقم الطائرات الفاخر فإن ذلك يشير إلى التزام مطار البطين بتصدر قائمة المطارات الخاصة العالمية من خلال تقديم خدمات عالية الجودة، حيث أبدى كبار الشخصيات إعجابهم وتقديرهم لسرعة وجودة الخدمات التي يقدمها المطار بمرافقه الحديثة سواء عند الوصول أو المغادرة.
إلى أي مدى وصلت أعمال البنية التحتية في مطار البطين الخاص؟
الواقع أن أعمال البنية التحتية ليست مقتصرة على التحضير للمعرض، لكننا بدأناها منذ سنوات وهي مستمرة خلال الأعوام المقبلة حسب الجدول الزمني المحدد، حيث شهد العام 2011 الانتهاء من أعمال البناء وتدشين «جيت جورمية» لخدمات التموين الفاخرة للطائرات من مقرها الجديد في مطار البطين، كما تم تجديد 4 من حظائر الطائرات والمخصصة لتموين الطائرات إضافة إلى توسعة مرافق الصيانة وتطوير مرافق التجزئة الراقية في «ظبي جت» وقاعات كبار الزوار.
وندرس خلال الفترة المقبلة إقامة فندق خاص بالمطار من فئة الـ3 نجوم ويتكون من 50 غرفة ليستوعب الزوار بمستوياتهم كافة، على الرغم من أن المطار يقع على بعد 5 كيلومترات من قلب المدينة التجارية لأبوظبي، ووجود مجموعة فنادق مجاورة إلا أن بناء الفندق سيأتي من مبدأ تحقيق الخصوصية للزوار، إضافة إلى خطط لتشيد منطقة تجارية متكاملة تتكون من مطاعم فاخرة ومحال تجارية ومقاه وأماكن ترفيهية أخرى للزوار، لدعم أهداف المطار الاستراتيجية لأن يصبح من أفضل المطارات المتخصصة في الطيران الخاص في العالم، والأهم من ذلك أننا ندرس رفع الطاقة الاستيعابية للمطار لتزيد على الـ120 طائرة حالياً، وبناء حظائر جديدة للطائرات خصوصاً الخاصة بتزويد الطائرات بالوقود.