عادت الأزمة الروسية - الأوكرانية لتلقي بظلالها من جديد على أسواق الحبوب العالمية نهاية الأسبوع الماضي مع عودة التوتر السياسي، إثر دخول قافلة مساعدات روسية شرق أوكرانيا دون موافقة الحكومة الأوكرانية.
وارتفعت أسعار القمح العالمية في نهاية الأسبوع الماضي نحو أربعة دولارات للطن تمثل نحو 2 في المائة، وارتفعت أسعار الشعير هي الأخرى نحو أربعة دولارات، فيما كانت القفزة الكبرى لأسعار فول الصويا العالمية بنحو 7.5 في المائة، نتيجة محدودية المعروض من محصول الموسم الماضي هو ما يشكل ارتفاعا مؤقتا لحين الانتقال لعقود الموسم الجديد.
وارتفعت أسعار الذرة مدعومة بزيادة الطلب العالمي عليها بشكل كبير، بعدما وصلت أسعارها إلى مستويات لم تشهدها الأسواق منذ آذار (مارس) الماضي في بداية تعاملات الأسبوع.
وسجلت أسعار القمح الصلب في بورصة كانساس الأسبوع الماضي نحو 290 دولارا للطن، بارتفاع نحو أربعة دولارات عن إغلاق الخميس، وبارتفاع نحو تسعة دولارات للطن بنسبة 3.2 في المائة، مقارنة بأدنى مستوى سجلته هذا العام عند 281 دولارا للطن في 13 آب (أغسطس) الجاري.
وجاءت الأحداث الأخيرة في منطقة البحر الأسود لتنهي سلسلة من التراجعات شهدتها أسواق الحبوب العالمية على مدار الأشهر الثلاثة الأخيرة، فأسعار العقود الآجلة للقمح في البورصات العالمية فقدت ما يزيد على 25 في المائة، وذلك على خلفية تحسن مستويات الإنتاج العالمية.
فقد رفع التقرير الشهري لوزارة الزراعة الأمريكية توقعاته لإجمالي الإنتاج العالمي لمحصول القمح الموسم الحالي 2014م - 2015م بشكل ملحوظ إلى 716.1 مليون طن مقابل 705.2 مليون طن توقعات سابقة ومقابل 714.1 مليون طن الموسم السابق.
إضافة إلى توقع زيادة مخزوناته العالمية بمقدار 3.5 مليون طن لتصل إلى 193 مليون طن بنهاية الموسم الحالي مقارنة بـ 189.5 مليون طن توقعات سابقة.
وفيما يتعلق بتوقعات محصول القمح في الولايات المتحدة أكبر مصدر للقمح في العالم رفع التقرير الشهري لوزارة الزراعة الأمريكية توقعاته لمحصول الموسم الحالي إلى 55.2 مليون طن مقابل 54.2 مليون طن توقعات سابقة ومقابل 58 مليون طن الموسم السابق (2013/2014م).
ورفع كذلك توقعاته لمخزونات القمح الأمريكية نهاية الموسم الحالي إلى 18.1 مليون طن مقابل 17.9 مليون طن توقعات سابقة ومقابل 16.1 مليون طن نهاية الموسم السابق.
أما على الجانب الروسي أكبر مصدر للقمح في منطقة البحر الأسود والرابع عالميا فقد أظهرت بيانات وزارة الزراعة الروسية تقدم حصاد محصول القمح في روسيا الموسم الحالي 2014م - 2015م بشكل جيد، حيث تم حصاد 43.8 مليون طن حتى الأسبوع قبل الماضي مقارنة بـ 34.7 مليون طن خلال الفترة المماثلة من الموسم السابق.
وتشير توقعات الوزارة إلى احتمال أن يسجل محصول القمح رقما قياسيا لم تشهده روسيا على مدار ست سنوات نتيجة تحسن أحوال الطقس.
وفي أوكرانيا رفع وزير الزراعة توقعاته لمحصول الحبوب في بلاده الموسم الحالي إلى 63 مليون طن مقارنة بـ 60 مليون طن توقعات سابقة.
وفيما يتعلق بصادرات أوكرانيا من الحبوب فتشير البيانات إلى ارتفاعها منذ بداية الموسم الحالي في (1/7/2014م) حتى تاريخ 14 آب (أغسطس) الجاري إلى 3.3 مليون طن مقارنة بـ 2.4 مليون طن خلال الفترة المماثلة من الموسم السابق.
وفي الاتحاد الأوروبي رفعت شركة "Strategie Grains" توقعاتها لمحصول القمح الطري في دول الاتحاد الأوروبي الموسم الحالي بشكل ملحوظ إلى 144.1 مليون طن مقابل 140.5 مليون طن توقعات سابقة ومقابل 135.9 مليون طن الموسم السابق نتيجة زيادة إنتاجية الهكتار.
إلا أنها خفضت توقعاتها لمدى جودة المحصول إلى 59 في المائة مقابل67 في المائة توقعات سابقة ومقابل 71 في المائة الموسم السابق، وذلك نتيجة سقوط أمطار غزيرة على بعض الدول أثناء عمليات الحصاد وبصفة خاصة فرنسا (أكبر منتج للمحصول بدول الاتحاد).
أما أسعار الذرة العالمية فقد سبقت أسواق القمح في الصعود لتسجل 170 دولارا للطن نهاية الأسبوع الماضي بعد أن سجلت أدنى مستوياتها خلال العام بداية شهر آب (أغسطس) الجاري عندما سجلت 163 دولارا للطن فوب بارتفاع نحو سبعة دولارات للطن مدعومة بزيادة الطلب العالمي على الذرة التي انخفضت أسعارها من مستوى 219 دولارا للطن في نهاية شهر نيسان (أبريل) الماضي، حيث فقدت نحو 26 في المائة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة قبل العودة للارتفاع نهاية الأسبوع الماضي.
ويظل المعروض العالمي من الذرة عند أعلى مستوياته خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من الارتفاع القوي للطلب العالمي مع انخفاض الأسعار، فقد رفع تقرير وزارة الزراعة الأمريكية توقعاته للمحصول الموسم الحالي (2014/2015م) إلى 356.4 مليون طن مقابل 352.1 مليون طن توقعات سابقة ومقابل 353.7 مليون طن الموسم السابق (2013/2014م).
ورفع كذلك توقعاته لمخزونات الذرة الأمريكية نهاية الموسم الحالي إلى 45.9 مليون طن مقابل 45.7 مليون طن توقعات سابقة ومقابل 30 مليون طن بنهاية الموسم السابق.
أما الأسعار العالمية لفول الصويا فقد شهدت نهاية الأسبوع الماضي قفزة قوية في الأسعار على خلفية انخفاض المعروض من محصول الموسم الماضي، الذي شهد ارتفاعا في الطلب على المعروض منه مع انتهاء فترة تداول عقوده ليسجل سعر الطن نهاية الأسبوع الماضي 484.3 دولار للطن فوب بارتفاع نحو 33 دولارا بنسبة 7.5 في المائة مقارنة بالجلسة السابقة، وارتفاعا من أدنى مستوياتها العام عند 450 دولارا للطن فوب الذي سجله بداية الشهر الجاري.
ويأتي الارتفاع الأخير على الرغم من رفع تقرير وزارة الزراعة الأمريكية توقعاته للمحصول الموسم الحالي إلى 103.9 مليون طن مقابل 103.4 مليون طن توقعات سابقة ومقابل 89.5 مليون طن الموسم السابق (2013/2014م).
ورفع كذلك توقعاته لمخزونات فول الصويا نهاية الموسم الحالي إلى 11.7 مليون طن مقابل 11.3 مليون طن توقعات سابقة ومقابل 3.8 مليون طن بنهاية الموسم السابق.
أما على جانب الطلب فقد رفع المركز الوطني للحبوب والزيوت في الصين (CNGOIC) توقعاته لواردات الصين من فول الصويا لموسم 2013م - 2014م الذي سينتهي في 30 أيلول (سبتمبر) المقبل إلى 70 مليون طن مقابل 59.8 مليون طن الموسم السابق ومقابل 69 مليون طن (توقعات وزارة الزراعة الأمريكية) نتيجة انخفاض أسعار الاستيراد بالمقارنة بالأسعار المحلية الأمر الذي أدى إلى زيادة الطلب المحلي عليه بشكل ملحوظ، فيما توقع أن تبلغ واردات الموسم الجديد 2014/2015م نحو 74 مليون طن.
وأخيرا فيما يتعلق بأسعار الشعير العالمية فقد ارتفع سعر الشعير العلفي الفرنسي من مستوى 198 دولارا للطن فوب في شهر تموز (يوليو) الماضي إلى مستوى 207 دولارات للطن نهاية الأسبوع الماضي بارتفاع تسعة دولارات للطن.
هذا في الوقت الذي تشير فيه توقعات مجلس الحبوب الدولي إلى انخفاض الطلب العالمي على الشعير خلال الموسم الحالي، نتيجة زيادة المعروض من الذرة وانخفاض أسعارها باعتبارها بديلا للشعير العلفي.
إلا أن التوقعات تشير أيضا إلى ارتفاع التجارة العالمية للشعير إلى 21.2 مليون طن، بارتفاع نحو 400 ألف طن مقارنة بالموسم الماضي (يوليو 2013- يونيو 2014) وذلك نتيجة لزيادة الطلب من السعودية، أكبر مستورد للشعير في العالم، بإجمالي كمية متوقع استيرادها هذا الموسم تبلغ تسعة ملايين طن، بارتفاع نحو 500 ألف طن، مقارنة بالموسم الماضي لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الشعير العلفي.
هذا إضافة إلى رفع التوقعات للطلب الصيني إلى 3.2 مليون طن مقابل 2.5 مليون طن توقعات سابقة، إلا أن توقعات الطلب الصيني لا تزال أقل من الموسم الماضي بنحو 400 ألف طن.